انقسام سياسي داخلي قاده دونالد ترامب داخل حزبه الجمهوري، بعد أن واجه الحزب حقيقة خلافات قوية داخله حول تأييد مرشحه الوحيد للانتخابات الرئاسية الأمريكية، وسط تساؤلات حول ما إذا كان هذا الانقسام قصير الأجل أم سيستمر مع الخلافات السياسية بين أعضاء الحزب الجمهوري الحائر بين ترشيحه والمخاطرة بمعاييره في القطاعات المؤثرة داخل الولايات المتحدة، وكذلك المخاطرة بالتماسك الأيديولوجي، أو رفض تأييده والإطاحة بآمال الناخبين ما يؤول بالحزب إلى التمزق في كافة الأحوال.
وعلق ترامب على الانتقادات الموجهة له من داخل الحزب الجمهوري والدعوات لمحاولة توحيده، بأن «توحيد الحزب ليس خطوة أساسية لفوزه في الانتخابات الرئاسية»، حيث قال في حوار له مع شبكة إن بي سي، أمس الأحد، «أعتقد أنه من الأفضل أن يتوحد الحزب الجمهوري، ولكن هذا لا يمكن أن يحدث في الوقت الحالي».
وتناولت الصحف الأمريكية خلاف ترامب مع رئيس الكونجرس الأمريكي بول ريان، باعتباره تعميقا للانقسام داخل الحزب، حيث قال ريان إنه «لا يستطيع أن يدعم حاليا ترشيح دونالد ترامب ليصبح مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة القادمة».
وأضاف ريان، «لست مستعدا لفعل ذلك في هذه المرحلة، ولا استطيع أن أدعم ذلك الآن»، فيما رد ترامب بأنه «لست مستعدا لدعم أجندة رئيس البرلمان ريان، ربما يمكن أن نعمل معا في المستقبل».
وجاء ذلك وسط أنباء طالما ترددت حول تقدم ريان، الذي ترشح لمنصب نائب الرئيس مع السيناتور ميت رومني في الانتخابات الرئاسية في 2012، لنيل ترشح الحزب في اللحظة الأخيرة وهو ما نفاه رئيس الكونجرس الأمريكي أكثر من مرة.
وقد عبر ريان عن معارضته لسياسات ترامب خاصة التي دعا فيها إلى منع المسلمين من دخول أمريكا مؤكدا أن ذلك « ليس ما يدعو إليه هذا الحزب والأكثر أهمية ليس ما تقبله هذه البلاد»، في تأكيد على أن سياسة ترامب بعيدة عن سياسة الحزب.
أما عائلة بوش التي لم تتدخل في السباق الرئاسي الحالي، أبدت معارضتها لترامب في أثناء تأييدها منافسه جيب بوش في السباق الانتخابي الحالي، حيث أكد المتحدث باسم بوش الأب أن «الرئيس لن يدعم المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب»
يأتي ذلك في الوقت الذي لايزال يصر فيه ترامب على أن ترشحه سيوحد الحزب الجمهوري وأمريكا كلها حيث قال عقب فوزه في انتخابات ولاية إنديانا الأمريكية أن «هذا الانقسام بكافة أشكاله سيتحول إلى بلد أفضل» متجاهلا تصريحاته بشأن المسلمين والمرأة وغيرها من التصريحات العنصرية
واستكمالا للانقسامات، أعلن مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسة لعام 2008 جون ماكين عن تأييده ترامب في الانتخابات على الرغم من تنديده بتصريحاته العام الماضي التي قال فيها أن ماكين ليس «بطل حرب»، وهو الذي تم أسره في حرب فيتنام .
عضو الحزب الجمهوري، ليندسي جراهام، أكد أن ترامب مزق الحزب الجمهوري فيما قال ميت رومني، مرشح الرئاسة لعام 2012 أن ترامب لا يستحق الرئاسة
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية، أن كلمات أعضاء الحزب لا تحمل أثرا نفسيا سيئا على ترامب، ولكنها تقطع تمويل الحزب لمرشحه الوحيد.
