«واشنطن بوست»: داود أوغلو لا يشبه ميدفيديف

نفى الكاتب إحسان ثارور في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية صحّة ما راج عن شبه في العلاقة التي تجمع أحمد داود أوغلو ورجب طيب أردوغان، وتلك التي تجمع ديميتري ميدفيديف وفلاديمير بوتين.

ففي تقويم الكاتب أن تركيا، مع جميع مصائبها، تملك نظاماً ديموقراطياً أصلب بكثير من ذاك الموجود في روسيا. ويشكل رحيل داود أوغلو، يوم الخميس، عن منصبه كرئيس للحكومة التركية، إشارة إلى خلافات واضحة بينه وبين أردوغان حول اتجاه السياسات التركية. ومن المحتمل أن يكون مؤشرا لفقدان أردوغان صبره في محاولته للحصول على سلطات شبيهة لتلك التي يملكها بوتين.

ويشغل أردوغان ما يفترض أن يكون دورا شرفيا وغير حزبي في ديموقراطية برلمانية، حيث داود أوغلو، الحليف القديم، كان تقنيا هو القائد، وبعد خدمته كوزير للخارجية، طوال سنوات، حين كان أردوغان رئيساً للوزراء، أصبح داود أوغلو رئيسا للوزراء حين اختار أردوغان أن يترشّح للانتخابات الرئاسية سنة 2014. وكان يُتصوّر أن يكون داود أوغلو المتحدّث الناعم باسم الرئيس القوي.

التفكير الكبير ليس للأقزام

ويضيف الكاتب أن أردوغان ورفاقه لا يخفون رغبتهم في إعادة كتابة دستور تركيا، الذي صاغته حكومة عسكرية في ثمانينات القرن الماضي، وتوسيع سلطات الرئاسة التنفيذية. وفي أواخر سنة 2014، كشف أردوغان النقاب عن قصره الرئاسي الجديد والعملاق في أنقرة، مجمّع ضخم من ألف غرفة، وكان من المفترض أن يحاكي بيوت السلاطين العثمانيين.

وقال أردوغان في إحدى المرّات: «التفكير الكبير ليس من عمل الأقزام، وهذا ليس للإساءة إلى الأقزام. أنا أحبّهم أيضاً».

على الرغم من غياب الارتياح الداخلي داخل العدالة والتنمية، الحزب الحاكم، وبغض النظر عن احتجاجات خصوم سياسيين، دعم داوود أوغلو ومسؤولون آخرون في الحزب، أجندة رئيسهم، علناً على الأقل.

المنعطف

ولكن الانتخابات البرلمانية في يونيو/حزيران الماضي وضعت العصي في الدواليب. ويوضح الكاتب أن معارضة ضد دفع أردوغان الحكم نحو نظام رئاسي وبروز حزب كردي يساري، أدّيا إلى خسارة حزب العدالة والتنمية للغالبية البرلمانية للمرّة الأولى منذ أكثر من عقد. وهذا دفع إلى أشهر من الخلاف والتوتر بعدما أثبتت الأحزاب التركية أنها عاجزة عن تشكيل حكومة ائتلافية ناجحة. وأعلن خصوم أردوغان أنّ هذه النتيجة كانت بالضبط ما أراده الرئيس.

وجاءت الانتخابات الجديدة في نوفمبر/تشرين الثاني بعد موجة من غياب الاستقرار ومن العنف في البلاد، وأعادت النتائج الأكثرية المطلقة للحزب داخل البرلمان، وأعطت زخماً جديداً لخطط أردوغان من أجل إعادة تشكيل أسس الدولة التركية.

تركيا الجديدة وإحباط داود أوغلو

في حينه، أعلن داود أوغلو أنّ «تركيا الجديدة ستُبنى تحت قيادة الرئيس أردوغان»، لكنّ دوره الخاص في تركيا الجديدة هذه أصعب على الفهم. وتفترض التقارير أنّ العلاقة بين أردوغان وداود أوغلو كانت صاخبة لفترة ليست بالقصيرة، مع كون الأخير محبطاً من حملة الرئيس التركي ضدّ الحريات السياسية، بما فيها توقيف أكاديميين، وصحفيين، وحذِراً من إلغاء النظام البرلماني لصالح نظام رئاسي. وظهر داود أوغلو يقود مفاوضات حديثة مع الاتحاد الأوروبي لصالح الدور التركي في المنطقة على مستوى أزمة اللاجئين من دون مباركة كاملة من أردوغان الذي انتقد بشدة من قبل الأوروبيين في تصريحات علنية.

بداية انهيار العلاقة

الإشارة الأوضح إلى انهيار العلاقة أتت الأسبوع الماضي، حين صوّت مؤيّدو أردوغان لصالح تجريد أوغلو من صلاحية تعيين مسؤولي الحزب على مستوى المقاطعات، الأمر الذي يتوقع أن يقوم به، كشخص يترأس الحزب.

ويغادر رئيس الوزراء منصبه في وقت ضاغط جدّاً على تركيا. فالبلاد تصارع النزاعات على جبهات متعددة، بما فيها تصعيد لتمرد كردي طويل الأمد ضدّها، والفوضى في الحرب الأهلية السورية، التي دفعت بملايين اللاجئين السوريين إلى عبور الحدود باتجاه تركيا.

في هذا الوقت، أصبح أردوغان شخصية استقطابية بصورة متزايدة، تنتقد بعنف مؤامرات الأعداء والمعتدين المحتملين في الخارج والداخل معاً.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]