عندما تعلن الساعة انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما، في يناير/ كانون الثاني المقبل، تكون خمس سنوات قد مرت على انسحاب آخر الجنود الأمريكيين من العراق. لكن شيئا فشيئا، تعود القوات الأمريكية إلى المنطقة، في إطار السياسة الأمريكية لمكافحة تنظيم «داعش».
وأعلن أوباما الإثنين، أن 250 عسكريا أمريكيا بينهم قوات خاصة سيعودون إلى شمال سوريا، إضافة إلى 50 عنصرا من الكوماندوس الذين يقومون بتدريب الفصائل المقاتلة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، الأسبوع الماضي، إن 217 عنصرا من القوات الأمريكية سيتوجهون إلى العراق كمستشارين، ما يرفع العدد الرسمي للقوات الموجودة في العراق إلى 4,087 عنصرا.
ويقول المنتقدون، إن «الزحف المتدرج» في الحرب لمكافحة تنظيم «داعش»، بطيء جدا ومتأخر جدا.
وقال السيناتور جون ماكين، الجمهوري المنتقد لخطط أوباما الحربية، إن «نشر 250 عنصرا إضافيا من القوات العسكرية الأمريكية في سوريا تطور مرحب به، لكنه متأخر كثيرا وغير كاف في النهاية».
وأضاف، «خطوة أخرى مترددة على الطريق الخطير المتمثل بالزيادة المتدرجة لن يمحو الضرر في سوريا الذي كانت هذه الإدارة شاهدا سلبيا عليه».
وبرز تنظيم «داعش» في العراق وسوريا في 2014، وسط فوضى سياسية في المنطقة أججتها حرب في سوريا أودت بحياة أكثر من 270 ألف شخص.
ويرفض أوباما الذي لعب وعده بسحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان دورا بارزا في انتخابه رئيسا، توريط الولايات المتحدة في حرب برية أخرى في المنطقة.
وفيما يعتبر التواجد العسكري الأمريكي في العراق ضئيلا جدا مقارنة بعدد القوات في أوج الحرب العراقية عندما نشرت الولايات المتحدة نحو 160 ألف جندي في البلاد، لكنه يعد اختبارا لوعد أوباما.
في سوريا، تتعلق الخطة الأمريكية بتدريب قوات كردية وعربية لمحاربة تنظيم «داعش». وفي العراق، يعمل المستشارون مع قوات الأمن العراقية.
ومهمة المستشارين الأمريكيين ليست على الجبهات الأمامية للقتال. وقالت إدارة أوباما، إنها لا ترسل قوات مقاتلة، ولو أن قوات أمريكية انخرطت في معارك محدودة، فيما قتل عسكريان أمريكيان في العراق أخيرا.
وقال الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية «سي آي إيه» باتريك سكينر، الذي يعمل حاليا لدى مجموعة صوفان الاستشارية، «لن نرى كتيبة أمريكية تخوض معارك، بل مستشارين في وسط المعارك».
وأشار إلى أن أصغر هدف والقاضي بتدريب قوات محلية لقتال تنظيم «داعش» في سوريا سوف يفشل، بسبب الفوضى في البلاد.
وقال، «لم ينجح هذا الأمر. تقديم التدريب والاستشارة للخروج من حرب أهلية لم ينجح على الإطلاق».
وأضاف، «لم ينجح ذلك عندما كانت لدينا موارد غير محددة وأموال في العراق وأفغانستان. والآن نحاول القيام بذلك وسط حرب مستعرة ليس لدينا فيها حتى حليف».
