قال أحمد الجربا، رئيس تيار الغد السوري المعارض، إن اختيار القاهرة لانطلاق التيار كونها أكبر بلد عربي ومقر الجامعة العربية كما أنها جمعت تيارات المعارضة كافة، وخرجت بميثاق موحد عام 2012.
وأضاف الجربا خلال اللقاء الخاص على شاشة الغد، أن القاهرة تشبه التيار كثيرًا في صفاته من حيث الوسطية والاعتدال، مشيرًا إلى أن ذلك هو ما رشحها لأن تكون محطة انطلاقة التيار.
أفادت مصادر مصرية رفيعة المستوى باستضافة القاهرة اجتماعات يوم غد الأحد لبحث سبل استعادة الهدوء في قطاع غزة.
ونقل مراسلنا عن المصادر رفيعة المستوى، تأكيدها أن الساعات الماضية من اليوم السبت شهدت اتصالات مصرية مكثفة لاستئناف مفاوضات التهدئة بالقاهرة.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن القاهرة تستقبل غدا وفدا قياديا من حركة حماس لبحث تطورات وقف إطلاق النار في غزة، تلبية لدعوة مصرية.
ويشارك في المفاوضات رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية ورئيس الوزراء القطري ووفد إسرائيلي لبحث التهدئة.
وفي وقت سابق؛ أعلنت حركة حماس أن وفدا قياديا من الحركة سيتوجه إلى القاهرة الأحد استجابة لدعوة مصرية لاستكمال مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأكدت حماس تمسكها بموقفها الذي قدمته منتصف مارس/آذار، المتمثل في الوقف الدائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من غزة وعودة النازحين إلى أماكنهم وصفقة تبادل أسرى جادة.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لوكالة فرانس برس مساء الجمعة، إن بايدن كتب اليوم للرئيس المصري وأمير قطر بشأن وضع المحادثات وحضهما على الحصول على التزامات من حماس بالموافقة على اتفاق والالتزام به.
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز سيتوجه إلى القاهرة حيث سيلتقي رئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل.
يجتمع مديرو مخابرات أميركا ومصر وإسرائيل ورئيس الوزراء القطري، في مسعى للتوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ضوء مسودة اتفاق تمت صياغته خلال اجتماعات سابقة في باريس.
وتحتضن القاهرة هذه الاجتماعات، لبحث موقف التهدئة في غزة، بالتزامن مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بالتوغل العسكري في محافظة رفح بجنوب القطاع، والتي باتت الملاذ الأخير لأكثر من 1.4 مليون فلسطيني، إثر عدوان عنيف على كافة أرجاء القطاع.
وأمر نتنياهو، الأسبوع الماضي، الجيش الإسرائيلي بوضع خطة لإجلاء المدنيين خلال أي هجوم بري. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أمس، إنه لا يعرف حتى الآن كيف سيتم القيام بذلك.
وكثفت الأمم المتحدة أمس، دعواتها لوقف إطلاق النار، وعارضت فكرة نقل المدنيين في رفح.
يأتي اجتماع اليوم في القاهرة، كمحاولة لإنقاذ قطاع غزة من مجازر جديدة حال قيام جيش الاحتلال باجتياح بري لمحافظة رفح المكتظة بالنازحين، بعد أن رفضت إسرائيل الأسبوع الماضي رد حماس الأولي على اتفاق باريس لوقف إطلاق النار في القطاع.
ويترأس رئيس الموساد، ديفيد برنياع، وفدا إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، ورئيس المخابرات العامة المصري، اللواء عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بشأن مقترح لوقف إطلاق النار والتوصل لصفقة لإطلاق سراح المحتجزين، وسط تصاعد للخلاف حول العدوان على غزة.
«معارضة للتفاوض»
أمس، طالب وزير المالية الإسرائيلي، اليميني المتطرف، بتسلئيل سموترتش، رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بتجاهل الضغوط الأميركية وعدم إرسال وفد إلى القاهرة، مؤكداً أن «الحل الأنسب لإعادة المحتجزين هو مواصلة العملية العسكرية».
إلا أن صحيفة «يديعوت أحرونوت» أشارت إلى أن نتنياهو أعطى «الضوء الأخضر» للوفد بالذهاب إلى القاهرة لإجراء محادثات، وذلك بعد محادثة أجراها نتنياهو أمس مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، طلب فيها الأخير إرسال وفد إسرائيلي لإجراء محادثات في القاهرة، حتى لو كانت إسرائيل لا ترى أفقًا لصفقة جديدة مع حماس.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الطريق إلى صفقة تبادل مع حركة حماس ما زال طويلا، وأن الفجوات كبيرة بين الأطراف (حماس وإسرائيل)، بحسب المصادر.
وبرغم أن تلك المصادر أكدت أنه رغم عدم قبول شروط حماس، إلا أنهم أشاروا إلى جهود تبذل وراء الكواليس لتغيير المواقف.
ولفتت إلى أنه منذ تقديم رد حماس، والذي تضمن عددا من البنود التي اعتبرتها حكومة نتنياهو «إشكالية وغير معقولة»، فإن رئيس الموساد – بصفته المسؤول عن مفاوضات عودة المحتجزين – يتواصل مع كافة الأطراف (أميركا ومصر وقطر) من أجل تضييق الفجوات والتمكن من أجل التوصل إلى اتفاق.
ماذا يحمل الأطراف في جعبتهم؟
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن محادثات القاهرة ستتضمن «نقاشا جديا حول الخطوط العريضة للصفقة».
أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية فذكرت أن هدف المحادثات هو «تأمين الإفراج عن المحتجزين في غزة ووقف مؤقت للقتال»، ولفتت إلى أن هذه الجولة تعد إشارة بأن الباب أمام وقف القتال عن طريق التفاوض لا يزال مفتوحاً، على الرغم من رفض نتنياهو علنًا، لاقتراح حماس في الأسبوع الماضي.
ووفقا للمقترح الذي رفضه نتنياهو، فإنه يدعو إلى اتفاق من ثلاث مراحل، يتضمن وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، والإفراج عن عدد محدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح 35 إلى 40 محتجزا إسرائيليا في المرحلة الأولى.
كما يتم إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين، وجثث المحتجزين القتلى في المرحلتين الثانية والثالثة.
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس الإثنين، إن الولايات المتحدة تعمل على التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، من شأنه إطلاق سراح المحتجزين المتبقين ووقف القتال لمدة ستة أسابيع على الأقل.
أزمة مع القاهرة
ستجرى المحادثات في القاهرة في ذروة توترات بين مصر وإسرائيل على خلفية احتمالية التدخل العسكري في مدينة رفح، ووسط مخاوف إسرائيلية من انهيار السلام مع القاهرة، وفقا لتقرير لـ«وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي.
ولفتت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن مصر مهتمة بإتمام الاتفاق، فيما أشارت وسائل إعلامية عربية أخرى إلى دعوة حركة حماس بالحضور إلى القاهرة، لعقد اجتماع عقب المحادثات بين رؤساء المخابرات ورئيس الحكومة القطرية.
ولفت تقرير لموقع «زمان» الإسرائيلي، إلى أن شن عملية عسكرية في مدينة رفح، قد يضر بمفاوضات إطلاق سراح المحتجزين.
ــــــــــــــــــ
شاهد | البث المباشر لقناة الغد
