نتائج غير متوقعة إلى حد كبير في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأمريكية فرضها ناخبو ولاية آيوا على الحزبين الأكبر في الولايات المتحدة.
بعد سلسلة من التصريحات التي جعلته متصدرا لدى وسائل الإعلام الغربي، اعترف مرشح الجمهوريين، الذي لم يعد الأوفر حظا، الملياردير دونالد ترامب، بهزيمته أمام سيناتور تكساس تيد كروز.
وأظهرت نتائج جولة الانتخابات التمهيدية التي أجريت أمس، الإثنين، تقدم كروز بنسبة 28% مقابل 24% لترامب الذي حل ثانيا بفارق ضئيل عن ماركو روبيو الذي حقق 23%.
وتعد جولة الانتخابات التمهيدية في آيوا ومن ثم المراحل التالية لها على قدر من الأهمية باعتبارها ضمن أكبر الولايات وأولها تمثيلا في المجمع الانتخابي الذي يمثل آخر مراحل الانتخابات ومحدد الفائز بالرئاسة.
وبحسب صحف أمريكية اعتبرت روبيو رجلا ذهبيا لتلك النتائج المفاجئة التي حققها، فقد تغلب على ترامب ليحقق مركزا قويا أيضا في العملية الانتخابية، بحسب صحيفة واشنطن بوست التي نقلت عن مركز أديسون للأبحاث السياسية تأكيده أن الجمهوريين جمعوا 187 ألف صوت بزيادة ملحوظة تقدر بـ50% عن الانتخابات الماضية 2012.
وقال كروز، عقب إعلان النتائج في وقت مبكر من صباح اليوم، الثلاثاء، إن آيوا تعطي رسالة شديدة الأهمية في الطريق إلى البيت الأبيض، مشيرا إلى أن تلك الرسالة الموجهة إلى الجمهوريين هي أن اختيار رئيس الولايات المتحدة لن يتم عبر وسائل الإعلام.
وبالنسبة للجمهوريين فإنه لم يتقدم منهم سوى كروز وترامب وروبيو، بينما بقي 8 آخرون بنتائج متباعدة وغير مشرفة، وفي المقابل كان الديموقراطيون على موعد مع مفاجأة غير سارة بالنسبة لهيلاري كلينتون.
فازت هيلاري كلينتون بنتائج شبه متعادلة مع المرشح بيرني ساندرز الذي حلّ ثانيا بفارق 02.% فقط، لتجد هيلاري نفسها في مأزق محققة 49.8%، إلا أنها تعتبر فائزة بأصوات الولاية التي خسرتها في الانتخابات قبل الماضية والتي كانت حاسمة في سباق خسرته لصالح باراك أوباما عام 2008، بينما خرج المرشح الثالث مارتين أومالي من السباق لحصوله على أقل من 1%.
ويأتي فوز كلينتون بفارق حقيقي يقدر بـ4 مندوبين فقط عن ساندرز، إلا أنه عليها العمل بجهد أكبر في مقابل ميل الناخبين نحو ملاحقها الذي يرفع شعارات «اشتراكية» قبيل أن يضيق الخناق عليها في ولاية نيوهامبشاير التي يتجه إليها السباق، الثلاثاء المقبل.
وأشارت صحف غربية إلى أن الانتخابات هذا العام تتسم بـ«كثير من الدراما» بحكم عدم وضوح التوقعات بشأن من سيصل لمرحلتها التالية، حيث يتبارى مرشحون من كلا الحزبين في ظل احتدام للمنافسة.
وأثارت النتائج موجة عاصفة عبر شبكة الإنترنت تناقلتها الصحف الأمريكية والبريطانية، قال خلالها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، إن نتائج ترامب أثبتت أن أصداء تصريحاته كانت مجرد خطف للأنظار بينما تضاءلت قاعدته الجماهيرية في الجولة الأولى.
