لماذا يقاطع لاعبو الإمارات الاحتراف؟
مثَّل تتويج أحمد خليل، لاعب الأهلي ومنتخب الإمارات، بجائزة أفضل لاعب في آسيا، علامة فارقة في تاريخ الكرة الإماراتية على مدار السنوات الأخيرة.
كرة الإمارات تعيش فترة انتعاشة مؤخرا، في ظل وجود جيل مميز من اللاعبين الموهوبين، أمثال عمر عبدالرحمن “عموري”، وأحمد خليل، وعلي مبخوت، ومحمد أحمد، وحمدان الكمالي، وقبلهم إسماعيل أحمد صاحب الخبرة.
وبقيادة المدرب الطموح مهدي علي، استطاع المنتخب الإماراتي أن يفوز ببطولة كأس الخليج “خليجي 21” رغم صغر سن العناصر المشاركة، قبل أن يواصل المنتخب التألق مع اكتساب لاعبيه الخبرات ليصل إلى الدور نصف النهائي من البطولة الآسيوية، التي أقيمت مطلع العام الحالي في أستراليا، حيث حصد المركز الثالث.
ومع زيادة التألق زادت الخبرات وزاد الطموح أيضا، حتى بدأ حلم الاحتراف يداعب نجوم الإمارات، لاسيما وهم في مقتبل المشوار الكروي ومازال أمامهم المزيد ليقدمونه.
وكشف أحمد خليل نجم الأهلي ومنتخب الإمارات صاحب الـ24 عاما عن رغبته في خوض تجربة احترافية أوروبية الفترة المقبلة، مؤكدا أنه حلم لن يتنازل عنه.
وبالفعل بدأت وسائل الإعلام الإماراتية تفتح ملف احتراف اللاعبين، وسر عزوف غالبية اللاعبين بالإمارات عن خوض تجارب احترافية، ربما تثري مواهبهم وتصقل خبراتهم.
ولم يسبق للعديد من اللاعبين الإماراتيين الإقدام على خطوة الاحتراف، إلا في نطاق محدود للغاية، دون أسباب واضحة.
وكان فهد مسعود أبرز من خاض التجربة الاحترافية خارج الإمارات، لكنه لم يذهب بعيدا، حيث انتقل لصفوف فريق قطر القطري.
باستثناء ذلك، فهناك أسماء كبرى للاعبين إماراتيين أمثال الأسطورة عدنان الطليان من الجيل المونديالي للإمارات، والذي لم يدافع عن ألوان أي فريق آخر سوى الشعب، الذي نشأ وظهر من خلاله.
ويمتلك لاعبون أمثال أحمد خليل و”عموري” فرص التواجد بين الأندية الأوروبية لما لهم من إمكانيات مهارية وفنية عالية.
لكن هناك بعض العوامل، التي تفسر غياب المحترفين الإماراتيين عن ملاعب أوروبا، وهي:
– غياب الطموح لدى بعض اللاعبين، خاصة أن المنافسة ليست سهلة مع اللاعبين اللاتينيين على سبيل المثال في نيل مكان أساسي ضمن صفوف فريق أوروبي منافس.
– المقابل المادي في بعض الأندية الإماراتية الكبرى ربما يغني عن التفكير في الاحتراف، حيث لا يجد بعض اللاعبين سببا في الابتعاد عن بلادهم من أجل مزيد من المال قد يتوفر محليا.
– عدم وجود نماذج عربية، وبالأخص إماراتية، سابقة في التجربة الاحترافية لا يحفز بالتبعية أي لاعب إماراتي في خوض المغامرة.
– فكرة الاحتراف الخليجي لا تستهوي غالبية اللاعبين، خاصة أن الدوري الإماراتي أصبح على قدم المساواة مع نظيره السعودي في السنوات الأخيرة، وبالتالي لا مجال لخوض تجربة مشابهة.
– عادة لا ترسل الأندية الأوروبية كشافين لمتابعة لاعبين في الغرب الآسيو،ي وتحديدا المنطقة العربية إلا فيما ندر، وذلك للتركيز على وجهتين أكثر ثراءً في تقديم المواهب أمثال أمريكا اللاتينية وأفريقيا.
