تساؤلات حائرة لأول مرة في تاريخ القارة العجوز “أوروبا” منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية؛ هل يحتفل الأوروبيون بأعياد الميلاد في ظل أجواء من هواجس الأمن وتهديدات داعش، وهل تغلق أسواق عيد الميلاد أبوابها في أوروبا تحسبا للعمليات الإرهابية، وبعد أن رفعت السلطات الأمنية في أكثر من دولة أوروبية، مستوى الخطر إلى أقصى درجة، وهي المستوى الرابع، بعد تهديدات محددة يتوقع تنفيذها. . 
تقرير الوكالة الأمنية للدراسات الاستراتيجية في ألمانيا، حذر من التجمعات في الأسواق والميادين العامة، خلال أسابيع التسوق والاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، مؤكدة أن هذه الأجواء لا يمكن السيطرة عليها أمنيا مهما كانت التدابير والإجراءات، وأن التنظيم الإرهابي “داعش” يرصد مثل هذه الحالات وهي مناسبة لاختراقات أمنية، وارتفاع أعداد الضحايا، وأن الخلايا الإرهابية للتنظيم في الداخل سوف تجد الفرصة سانحة لتنفيذ مخطط إرهابي وفقا لتهديدات داعش للدول الأوروبية دون استثناء.
وأوضح التقرير، أن هناك وجها مظلما للإرهاب في أوروبا، وجانبا لم يلتفت إليه أحد رغم أنه يتصل بحياة وطقوس ملايين الأوروبيين، اجتماعيا واقتصاديا، في احتفالات أعياد الميلاد، خاصة وأن الإجراءات الأمنية المشددة عقب هجمات باريس، سوف تحد من رغبة الأوروبيين في الاستمتاع بأجواء عيد الميلاد، ففي مثل هذا الوقت من كل عام تفتح أسواق عيد الميلاد أبوابها للزوار في مختلف المدن الأوروبية، ما يكبد الأسواق خسائر غير مسبوقة منذ نصف قرن تقريبا.
وأوصى مركز الأزمات في بلجيكا ، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية، السلطات الإدارية بإلغاء الأحداث الكبرى على أراضيها، كما أوصى السكان بتجنب الأماكن التي تضم تجمعات كبيرة من الأشخاص، وكان رئيس حكومة منطقة بروكسل في بلجيكا، رودي فيرفورت، أكد أن سلطات بروكسل دعيت إلى تنسيق الإجراءات الإدارية والأمنية التي تقع في نطاق صلاحياتها، وخصوصا العمل على ردع أو منع التجمعات الكبيرة وغيرها وكذلك قرار إغلاق شبكة قطار الأنفاق.
وإلى جانب أكشاك أعياد الميلاد التي تنتشر في الساحات الأوروبية في مثل هذا الوقت من كل عام، هناك أسواق شهيرة تفتح أبوابها للملايين، حسب الوكالة الأمنية الألمانية، مثل سوق مدينة كولونيا الألمانية، وسوق كراكوف البولندي، وسوق فيينا، وسوق بازل في سويسرا، سوق ستراسبورج في فرنسا، وسوق بروج في بلجيكا، وسوق مدريد، وسوق لندن، وسوق جوتنبرج في السويد، وسوق نورنبرج في ألمانيا؛ فهل تغلق هذه الأسواق أبوابها في احتفالات أعياد الميلاد؟!.
