جمهور “القاهرة السينمائي” يحتشد للبحث عن “الكنز” الروماني
شهد الفيلم الروماني “الكنز”، حضورًا جماهيريًا لافتًا، خلال عرضه اليوم الاثنين على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بالمسابقة الرسمية بالدورة الـ37 بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
الفيلم من إنتاج روماني فرنسي 2015، ومن إخراج كرنيليو بوريمبو، وتبدأ أحداثه في العاصمة الرومانية بوخارست، حيث يعيش “كوستي” حياة بسيطة وهادئة، تخلو من المفاجآت، مع زوجته وولده ذي الأعوام الستة، حتى يخبره أحد جيرانه والمهدد بمصادرة منزله، أن له كنزًا تركه جده الأكبر، بحديقة منزل بقرية صغيرة نائية، ويعرض عليه مشاركته في التنقيب عن الكنز في مقابل الحصول على النصف.
من أجل البحث عن الكنز، الذي لم يتأكد من حقيقة وجوده، يقرر كوتسي المغامرة، وجمع ما يملكه من أموال قليلة، حتى يتمكن من استئجار جهاز الكشف عن المعادن.
على الرغم من ثبات إيقاعه الذي يصل إلى الرتابة في الكثير من المشاهد، وقصر فترات الحوار، وطول زمن الصمت في الفيلم، إلا أن المخرج في عبارات قصيرة يحشد الكثير من الإسقاطات السياسية، والتي جسد البيت القديم مسرحًا لها، وتم استبداله برومانيا ليتحمل الإسقاطات كافة، حيث يدور الحديث عن حالة البيت في نهاية منتصف القرن الـ19 وتحديدًا عام 1848، في إشارة للثورة التي قام بها أبناء الأثرياء المتعلمين لتغيير رومانيا، ويقفز بالزمن لدخول الشيوعيين إلى البلاد، حيث يتحول أحد مباني المنزل الريفي إلى حانة والمبنى الآخر إلى نادٍ للتعري، فضلًا عن شجار أحد الجارين صاحب المنزل، مع رجل الكشف عن المعادن، حيث يتهمه الأول بالغباء، والجهل وأنه مثل كل الشيوعيين “يعملون ولا يفكرون”.
وفي الحديقة حيث يمضي الجاران إلى أكثر من ثلث زمن الفيلم (89 دقيقة)، تطول رحلة البحث والتنقيب عن الكنز الذي لا يعرفون ماهيته، حتى يجدوا صندوقًا صغيرًا لم يستطيعا فتحه، حتى فاجأتهم الشرطة، في الوقت الذي قررا فيه العودة إلى بوخارست، وفي قسم الشرطة، يفتح الصندوق القديم بعد وقت طويل، ليجداه فارغًا إلا من بعض الأوراق التي لم يستطع أي منهما ترجمتها، ولكن أحد اللصوص المحتجزين بالقسم والذي قام بفتح الصندوق، أخبرهما أنها أسهم لشركة مرسيدس.
يقرر الجاران بيع الأسهم، ليتقاسما مبلغًا كبيرًا من المال، توجه به كوتسي إلى أحد محال المجوهرات، ليشتري قطعًا كثيرة ذات سعر عال، ويذهب بها إلى مدرسة ابنه الصغير، الذي كان يروي له حكايات روبن هود في بداية الفيلم، ويجمع الأطفال حوله، ويتقاسم معهم الذهب الذي لا يمثل لهم قيمة مادية بل أسطورية.
