الحركة المسرحية الخليجية شاهد على التعاون العربي المشترك
توجت الدورة التاسعة لمهرجان دبي لمسرح الشباب، والتي اختتمت فعالياتها الأربعاء الماضي، تاريخ الحركة المسرحية في الخليج العربي، والتي بدأت مسيرتها في بدايات القرن الماضي، بتضافر جهود المسرحيين من ربوع الوطن العربي، الذين ساهموا في تدشين حركة مسرحية رائدة في الخليج العربي، مرت بمراحل وقفزات متعددة خلال العقود الماضية.
ارتبطت نشأة الحركة المسرحية في الخليج العربي، بساحات المدارس، وتحديدًا مع بعثات المدرسين العرب، بداية النصف الثاني من ثلاثينات القرن الماضي، حيث شهد العام 1936، بساحة المدرسة المباركية بالكويت أول عرض مسرحي بعنوان “إسلام عمر”، ثم تكونت فرقة مسرحية بمدرسة الأحمدية، ليصل عدد الفرق في الكويت إلى 4 مع نهاية العقد الرابع من القرن الماضي، حيث أنشأت مدارس القبلية والشرقية فرقها الخاصة للمسرح.
وشهدت ساحات المدارس الإمارتية، انطلاقة الحركة المسرحية في الإمارات عام 1950، على يد العراقي واثق السامرائي، وبورحيمة في المدرسة القاسمية، حيث قدم الأخير عرضًا مسرحيا بعنوان “فاصل تمثيلي”.
وحسب المدخل التوثيقي لحركة المسرح في الإمارات، فإن نوادي الرياضية، قد تجاوزت بالمسرح الإماراتي، مرحلته الأولى، وشهدت المرحلة الجديدة حينها مواجهات عنيفة مع الحاكم العسكري، حيث أغلق نادي الشعب، بعد عرض مسرحية نهاية صهيون عام 1958، والتي كتبها الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، حيث كان طالبًا حينها، ويشير المدخل التوثيقي بأنها أول نص مسرحي مكتوب في الإمارات.
بينما شهد العام 1961، قفزة مهمة في تاريخ المسرح الإماراتي، خاصة مع مجيء الفنان الكويتي صقر الرشود، الذي أسس مع مجموعة من المسرحيين الكويتيين مثل غانم الصالح ومريم الغضبان ومريم الصالح فرقة مسرح الخليج العربي.
إضافة إلى جهد الفنان صقر الرشود والعراقي إبراهيم جلال، والتي نتج عنها تأسيس قسم المسرح في وزارة الثقافة والإعلام في تلك الفترة، والتي اعتمدت على أخذ دور قيادي وأساسي في الحركة المسرحية في الدولة، إضافة إلى رفعهما مذكرة إلى الوزارة، ومن بين أبرز المقترحات إيجاد طريقة للعمل مع (الدراماتورج) وهو الرجل المتخصص في علم المسرح.
ويظل العام 1961 نقطة التحول في تاريخ المسرح الكويتي بشكل خاص والخليجي بشكل عام، حيث دعا الراحل حمد الرجيب، صاحب الدور المؤسس للمسرح في الكويت، الراحل زكي طليمات، لزيارة الكويت، للتأسيس للمسرح في الكويت على أصول صحيحة، خاصة في ظل نشاط مسرحي يزاوله بعض الموهوبين من خلال فرقة الكشاف الوطني.
وأحدث “طليمات” تحولًا مهمًا في الحركة المسرحية الكويتية خاصة مع الانفتاح الثقافي الكويتي عربيًا بعد استقلال الكويت عام 1961.
وعن حركة المسرح في الإمارات إبان الستينيات، قال “طليمات”، إن المسرح في الامارات خصوصاً في فترة الستينات، كان مزدحماً بالجمهور ويرجع السبب في ذلك إلى أن المسرح في تلك الفترة كان متنفساً قومياً يحرك المشاعر ويلهبها.
المرأة في المسرح الخليجي
سجلت المرأة أول مشاركة لها في المسرح الكويتي في العام 1961، مع انضمام لأول فتاتان كويتيتان إلى فرقة المسرح العربي، هن مريم الغضبان ومريم الصالح، وبدأت الأخيرة نشاطها المسرحي منذ أن كانت طالبة بمراحل التعليم الأولى في منتصف الخمسينيات، بينما كانت المشاركة الأولى للمرأة في المسرح الإماراتي عام 1972، مع الفنانتين شادية جمعة، ومنى مبارك، حيث ذكر كتاب تاريخ الحركة المسرحية في الإمارات أن المرأة لم تشارك في المسرح حتى عام 1972، وقبل هذه الفترة كان بعض الشباب يقوم بالأدوار النسائية، وقد تخصص أمين محمد أمين بهذه الأدوار والفنان أحمد يوسف وسلطان الشاعر.
