فيديو| ماذا تفعل “القاعدة” في اليمن بين الحرب والإعصار؟
سيطرة كاملة فرضها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على مدينة المكلا العاصمة الإدارية لمحافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن في 2 إبريل/ نيسان الماضي، وهي المدينة التي مر بها مركز إعصار “شابالا”، منذ أمس الأول الأحد، لتنزح منها نحو 3000 أسرة.
تضررت المكلا بشكل كبير جراء الإعصار نادر الحدوث الذي ضرب المنطقة الساحلية الجنوبية لسلطنة عمان واليمن، منذ السبت الماضي، ليتسبب في حالة جوية شديدة الاضطراب وتشكل فيضانات عارمة وارتفاع كبير في موج البحر، إلا أن التساؤل الذي يمكن أن يُطرح: ماذا يفعل تنظيم القاعدة الذي يسيطر على المدينة في أرجاء اليمن؟
المكلا.. مقر التنظيم والإعصار
يتخذ مقاتلو “أنصار الشريعة” من مدينة المكلا مركزا لهم، وهي المنطقة التي يقطنها نحو نصف مليون نسمة من اليمنيين، ومع اقتراب الإعصار منها، أمس الأول الأحد، تعهد التنظيم بعدم إعاقة فرق الإنقاذ أو استهدافهم، وتسهيل مهمتهم، في الوقت الذي استعدّ فيه بنحو 15 سيارة إنقاذ في المدينة.
مع اشتداد كارثة الإعصار أعلن التنظيم، مساء أمس الاثنين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي إنه لن يكون عائقا أمام مساعدة المتضررين، ونشر صورا لما قال إنها سيارات إنقاذ تابعة له على أهبة الاستعداد.
في إبريل/نيسان الماضي، أجهز مقاتلو التنظيم على عدة بنوك في حضرموت، واستولوا على كافة مافيها من أموال ومقتنيات، بحسب الأنباء الواردة من المدينة، قبل أن يعلن بعدها عن سيطرته الكاملة عليها لإقامة ما يدعي أنها “الشريعة الإسلامية”، فبدأوا بنهب بنك المكلا المركزي، وبنك اليمن الدولي وغيرهما، فحصلوا على ملايين الريالات.
وفي المدينة وغيرها أيضا في محافظات ينتشر بها عناصر للتنظيم مثل شبوة، أقاموا فيها محاكم شرعية، ونفذوا أحكام بما أسموه “القصاص”، وتدمير مخازن للخمور وحرق للسجائر، وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فجّر مقاتلو التنظيم ضريح “قبة يعقوب” التاريخي باعتباره رمزا صوفيا.
https://www.youtube.com/watch?v=N-jdhyiXnw4
لم يكتفِ التنظيم وقتها وبعد أيام قليلة من غارات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية التي بدأت بـ “عاصفة الحزم” في مارس/آذار الماضي، حتى استولى على مطار المكلا وكافة مؤسسات الدولة هناك، بما فيها القصر الجمهوري الذي قالوا إنهم حولوه لملجأ للأهالي جراء الإعصار.
الحرب ضد الحوثيين.. إدعاء جديد
يسمي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب نفسه بـ “أنصار الشريعة”، بينما يسمي المتمردون الحوثيون أنفسهم بـ “أنصار الله”، وكان القاعدة ينفذ هجمات متفرقة ضد جماعة الحوثيين من عقود باعتبارهم “روافض شيعة”، ومنذ بدأت الجماعة بفرض نفوذها على اليمن بقوة السلاح في سبتمبر/أيلول 2014، حتى توسعت عمليات القاعدة ضد أفرادها.
أعلن تنظيم القاعدة، اليوم الأربعاء، أنه مشارك وبقوة في الحرب ضد الحوثيين إلا أنه لم يفصح عن أهدافه الحقيقية من وراء ذلك، وقال التنظيم عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: نشارك في الجهاد الشعبي ضد من يسمون أنفسهم بأنصار الله”.
وقال حساب تابع للتنظيم عبر تويتر إن نسب مشاركة التنظيم ومساندته للمقاومة الشعبية في الحرب ضد الحوثيين في المحافظات اليمنية المختلفة جاءت كالتالي: “ننتشر في حضرموت بنسبة 100%، والبيضاء والحديدة بنسبة 99%، وشبوة 90%، وأبين 80%، ولحج 70%، والجوف 60%، ومأرب والضالع 50%، وعدن وإب وتعز تتراوح بين 40% و30%”.
