عمليات الطعن والدهس تعيد فتح ملف “مقابر الأرقام” في إسرائيل
لا يتوقف تضييق سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين الأحياء، بل يتخطى ذلك إلى جثامين الشهداء، فقد أعلنت السلطات الإسرائيلية رفضها تسليم جثامين 19 شهيداً فلسطينياً سقطوا منذ بداية تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان ملف “مقابر الأرقام”.
وتحتجز إسرائيل بحسب قيادة جيشها في هذه المقابر بنحو 100 جثمان، في حين تؤكد مؤسسات حقوقية فلسطينية، أن إسرائيل تحتجز في مقابر الأرقام بنحو 242 جثماناً.
وتحتفظ السلطات الإسرائيلية بالعديد من جثامين الشهداء الفلسطينيين في مقابر خاصة وتحولهم إلى أرقام مجهولة؛ وتناول الباحث الفلسطيني نشأت الوحيدي في آخر أبحاثه ملف “مقابر الأرقام”، وما تمثله من انتهاك لحقوق الإنسان، حيث يدفن الشهداء في أماكن سرية لا يميزهم سوى أرقام.
وقال الوحيدي بهذا الصدد، إن “هناك خمسة مقابر من هذا النوع، مقبرة جسر بنات يعقوب، ومقبرة جسر دامية، ومقبرة وادي الحمام، وهناك مقبرة أخيرة افتتحها الاحتلال في منتصف التسعينات وتقع في منطقة صحراء النقب”.
واتخذت الحكومة الإسرائيلية المصغرة “الكابينيت”، مؤخراً قراراً بعدم تسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين منفذي عمليات الطعن والدهس إلى ذويهم، حيث سيتم دفنهم بما يعرف بـ”مقابر الأرقام”، والتي تحتجز فيها إسرائيل جثامين شهداء فلسطينيين وعرب.
ومن جانبه قال مدير الشؤون القانونية في هيئة الأسرى جواد عماوي، في تصريحات لـ”الغد العربي نت”، إن سياسة احتجاز الجثامين تهدف إلى ردع ووقف المقاومة، مشيراً إلى أن هذه السياسة أثبتت فشلها على مدى عقود من الاحتلال.
وأضاف عماوي، أن إسرائيل تتبع هذه السياسة لغرض الابتزاز والمساومة ومحاولة الضغط على الشعب الفلسطيني دون مراعاة للقوانين والأعراف التي على رأسها كرامة الميت وعدم احتجاز جثمانه بغض النظر عن الفعل الذي قام به.
وما يزيد القلق لدى الفلسطينيين ما كشفته صحف إسرائيلية، عن إهمال جثامين الشهداء وفقدان بعضها، فضلاً عن إقرار رسمي باستخدامها كورقة مساومة في مفاوضات وصفقات تبادل الأسرى.
ومن جانبه قال منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء سالم خلة، في تصريحات لـ”الغد العربي نت”، إن هناك توثيقاً لـ157 شهيداً تحتجز إسرائيل جثامينهم، بينما يقر الاحتلال في مراسلات مع محامي الحملة استمرت طوال هذا العام بوجود 100 جثمانٍ فقط.
وأضاف خلة، أن عدد الشهداء والمفقودين ممن تسعى الحملة لاسترداد جثامينهم يبلغ 242 شهيداً، مطالباً سلطات الاحتلال بالكشف عن مصير العدد المتبقي.
وتابع خلة، أن قيادة جيش الاحتلال كانت قد تعهدت أمام المحكمة العليا الإسرائيلية قبل شهرين، بعدم احتجاز أية جثامين جديدة، والإفراج عن باقي الجثامين المحتجزة؛ لكن قرار “الكابينيت” الأخير كسر قرار المحكمة.
