إميل أمين يكتب: يوري افينيري.. يهودي على  طريق التسامح والتصالح

 

 هل يمكن أن يخرج من إسرائيل شيء  صالح ؟

مؤكد انه في طول الأرض وعرضها لاتزال توجد ركب لم تجثو للبعل ، أي نفوس عاهدت الله على أن تكون أمينة صادقة تنبه الناس وترفع الالتباس،  نبراسها العدالة دون عنصرية بغيضة أو تمييز طائفي أو عرقي ممقوت .

إسرائيل وعبر حكومات عنصرية ويمينية عدة تسعى الى تهجير أهليها الأصليين من الفلسطينيين وتتحايل للتهرب من أي استحقاقات خاص بسلام حقيقي هي تخشى السلام حتى لو لم تكن تتطلع للحرب إذ تعرف أنها لن تنتصر الى الأبد مهما أوتيت من قوة .

في هذا السياق يظهر في الأفق الإسرائيلي رجال إسرائيليون يذهبون في طريق السلام وينادون بحل الدولتين كطريق للتعايش السلمي بين الفلسطينيين واليهود في مقدم هؤلاء يأتي الصحفي والكاتب وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق يوري افنيري، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم .

انه  اليساري الإسرائيلي ذا الأصول الألمانية،  ورغم جنسيته الإسرائيلية فان الرجل رفض ولا يزال مواقف إسرائيل العنصرية. .

في حياة ياسر عرفات اتخذ مواقف شجاعة بدعمه ودعم النضال الفلسطيني عامة ،وبعد موت ابو عمار  بقى امينا في الدفاع عن العدالة التي تستوجب حياة كريمة للفلسطينيين رافضا محاولات استقطابه أو شراء قلمه وقام بدوره السياسي الليبرالي وفقا لما تراه عينيه ويشعر به ضميره الإنساني الذي يأبى الاستسلام للتمييز المعروف عن الدولة العبرية .

 

ألماني الأصل يهودي الديانة

 

في العاشر من شهر سبتمبر من عام 1923 ولد يوري افينيري في منطقة “كوم” التابعة لمدينة “نوفر” بالمانيا وتنحدر أصوله من أسرة يهودية  ألمانية عاشت في الأساس بإقليم الراين بالمانيا. كان والده محاسبا في احد البنوك الألمانية وعاش جزء من أفراد عائلته في ضاحية ” أميد ” .هاجر والده الذي كان صهيونيا نشطا منذ صغره الى بلستينا ” ” مع تولي هتلر الحكم في برلين وهناك تلقى افنيري تعليمه في إحدى المدارس الداخلية وفي عام 1933 هاجر مع أسرته الى إسرائيل قبل إعلان قيامها رسميا. أقام ستة أشهر في منطقة ” نهلل ” ثم انتقل بعد ذلك للإقامة في تل أبيب

تلقى تعليمه حتى المرحلة الإعدادية إلا انه توقف عن الاستمرار في مشواره الدراسي بسبب الظروف المادية العصيبة التي كانت تمر بها عائلته على الرغم من صغر سنه إلا انه اضطر للعمل للمساهمة في تغطية نفقات الأسرة الضرورية وفي بداية مشوار العمل مارس مهنة إصلاح أعطال أجهزة الراديو ثم كاتب في احد مكاتب المحامين بالمدينة .

في الرابعة عشرة والنصف من عمره تجند في احد الكتائب المدنية المسلحة وظل بها ثلاث سنوات إلا انه ترك الخدمة فيها بعد ذلك نظرا لعدم تجاوبه مع الأهداف التي كانت تتبناها المنظمة وعن تلك التجربة ألف كتابه ” الإرهاب مرض الطفولة في الثورة العبرية ” والذي صدر عام 1945 .

في عام 1946 أنشا يوري حركة ” إسرائيل الفتاة ” التي كانت معروفة بالجريدة الناطقة باسمها ” جماعة النضال” وتسببت الحركة في حينها في أجواء عاصفة من الانتقادات داخل التجمعات الاستبطانية خاصة عندما أعلنت الحركة أن الاستيطان العبري في إسرائيل سيؤدي بالضرورة الى العداء مع العرب السكان الأصليين للأرض واعتبرت حركته كذلك أن الاستيطان يجسد أمة عبرية جديدة تختلف من الناحية الأثينية( العرقية ) عن الكنعانيين وهو الأمر الذي اعتبره اليهود في حينه مخالفا للاعتقاد الذي تربوا ونشئوا عليه وهو أنهم ينحدرون من أصول كنعانية وان دعوات الحركة التي يتبناها افنيري تقتلعهم من أصولهم التي يتمسكون بها الى حد كبير حتى تكون لهم جذور سامية في تلك المنطقة وعلى الرغم من ذلك كان افينيري يؤمن وأعضاء حركته انه لا ينبغي الفصل في كافة التوجهات الفكرية والسياسية بل والعسكرية أيضا بين ما هو عبري وما هو عربي انطلاقا من وجهة نظر تعايش مشترك واندماج الشعوب تحت مظلة واحدة بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية وكان هذا التوجه يختلف كليا وجزئيا مع السياسة العامة للمنظمات الصهيونية التي كانت ولا تزال تسعى بشكل أو بأخر الى فصل اليهود أو العبرانيين بشكل عام عن من هو غيرهم انطلاقا من منظور عنصري من الدرجة الأولى .

 

يوري رجل ضد المستوطنات

 

لم يتوقف نشاط افنيري الرافض لفكرة بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وقد اعتبر لاحقا يوري أن المستوطنين هم وحش رباه شارون وتمرد عليه لاحقا …. يقول يوري انه على مدى العقود الماضية أنشا المستوطنون أداة مكثفة من السيطرة والدعاية فقد تسللوا بكثير من الصبر الى الجيش حيث يحتلون الآن المواقع الرئيسية التي كان يحتلها سكان الكيبوتسات ويسيطرون على مبالغ كبيرة من المال ليس فقط من الأموال التي تتدفق عليهم من مئات القنوات داخل الدولة وليس فقط من التبرعات السخية للمليونيرات اليهود الأمريكيين ولكن أيضا من العديد من الموارد من الأمريكيين اليمنيين الذين يأملون في بعث إسرائيل التوارتية .

يصف افينيري المستوطنين بأنهم يمثلون جماعة منضبطة ومما لاشك فيه أنهم يطيعون قادتهم ” حاخامات ييشا ” ” يشع هي الحروف الأولى من الأسماء العبرية لكل من يهوذا والسامرة ـ الضفة الغربية ـ غزة ” وهي بنية شمولية بالمعنى الأساسي للعبارة ، إيمان مطلق ، تنظيم مطلق انضباط مطلق” .

مثل بولدوزر بلا مكابح قضى شارون على كل المعارضة ـ يقول افنيري عمل على تحويل مليارات الدولارات الى المستوطنات،  استغل القانون لمصلحتهم وسخر ضباط الجيش من اجل خدمتهم وبهذه الطريقة ظهرت شبكة من المستوطنات والطرق   الخاصة .

يشبه افنيري علاقة شارون بالمستوطنات بأسطورة يهودية تحكي عن كائن خرافي هو ” الغولم ” الذي يتمتع بقوة بدنية خارقة وقد صنعه الحاخام “يهودا لوئيف” من الطين ووضع في فمه ورقة باسم ” سري للرب ” من شانها أن تبث فيه الحياة وقد ساعد الغولم اليهود في الدفاع عن أنفسهم ضد المتمردين المعادين للسامية وذات يوم انقلب ” الغولم ” على صانعه وتسبب في انتشار موجة من الدمار الى أن تمكن الحاخام في اللحظة الأخيرة من استرداد الورقة من فمه وتحول غولم مرة أخرى الى كمية من الطين .

 

في كشف علاقة أمريكا باسرائيل

 

يعلق افينيري على الضجة الأكاديمية التي أثارها البحث الذي قدماه البروفسوران في جامعة هارفارد “ستيفن والت ” ، ” جون ميرشايمرز ” بشان حقيقة التبعات السلبية التي انسحبت على الولايات المتحدة الأمريكية من جراء مساندتها لإسرائيل على طول الخط فيقول إن استنتاجات البروفسورين صحيحة حتى أدق تفاصيلها… كل عضو في مجلس الشيوخ أو في الكونجرس يعرف بان انتقاد حكومة إسرائيل هو بمثابة انتحار سياسي ويضيف لقد تم إعدام ” أدبي وليس مادي ” اثنين ممن حاولوا توجيه الانتقاد السياسي… تجند اللوبي اليهودي ضدهما وأدى الى طردهما تم ذلك علنيا وأمام أعين الجميع ليروا ويتعظوا .

تصل سخرية افنيري من علاقة إسرائيل بسياسي أمريكي الى حد القول انه ” إذا رغبت إسرائيل بسن قانون لإلغاء الوصايا العشر سيوقع 95 عضوا من أعضاء مجلس الشيوخ على اقتراح القانون في اليوم ذاته “.
لقد تراجع الرئيس بوش ” وهكذا يفعل اوباما الآن ” على سبيل المثال عن كافة المواقف الأمريكية احدها تلو الأخر والتي كان متفق عليها فيما يتعلق بالنزاع في المنطقة وبات بوش يتبنى بشكل أوتوماتيكي مواقف الحكومات الإسرائيلية بغض النظر عن ماهيتها .

العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل عند افنيري فريدة من نوعها يبدو انه لم يسبق لها مثيل في التاريخ وكان الملك هيرودس قد أمر القيصر أغسطس بتعيين أعضاء مجلس الشيوخ في روما .

ويضيف افينيري : لا اعتقد بأنه من الممكن تفسير هذه الظاهرة بالمصلحة الاقتصادية فقط يجب على الماركسي الأكثر تزهدا أيضا أن يعترف بوجود بعد روحي أيضا ولذلك ليس محض صدفة أن يخترع المتطرفون المسيحيون في الولايات المتحدة فكرة الصهيونية حتى قبل أن تراود هرتسل في أحلامه .

يكشف افينيري عن أمر غاية في الأهمية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وهو أن طبيعة هذه العلاقة قائمة على خيال بين أسطورتين قوميتين دينيتين الأمريكية والإسرائيلية ففي كل منهما وصل الطلائعيون الذين تمت ملاحقتهم على خلفية ديانتهم الى شواطئ ارض الميعاد كان عليهم الاحتماء من وجه “الأولاد  المتوحشين” الذين خططوا لإبادتهم ،  أنقذوا الأرض.. أنعشوا الصحراء… انشاوا بعون الله مجتمعا مزدهرا ديمقراطيا وأخلاقيا، يعاني المجتمعان من إنكار وإحساس بالذنب غير معترف بهما هناك بسبب قتل الهنود الحمر وعار العبودية السوداء وهنا ” في إسرائيل”  بسبب طرد نصف الشعب الفلسطيني واستعباد البقية ، يتكهنون هنا وهناك بحرب أبدية بين أبناء النور وأبناء الظلمات ويتساءل افنيري من يلوح للأخر الكلب للذيل أم الذيل  للكلب؟

 

افينيري وسيناريو متخيل للسلام

 

دافع افنيري طويلا عن نموذج السلام الذي يسعى إليه من خلال حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية اللتان تعيشان معا جنبا الى جنب في سلام .

عبر موقع ” أخبار معا ” يقودنا افينيري الى سيناريو سلام متخيل جرت أحداثه بين الجانبين وفيه نلمس داخله الروائي والكاتب والناشط السياسي معا … ماذا يقول ؟

يبدأ السيناريو المتخيل بالقول : لقد حصل ذلك … في احتفال مهيب على مسرح تحيط به الأعلام الإسرائيلية والفلسطينية تم توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل وفلسطين لم تستغرق المحادثات فترة طويلة كانت العناصر الأساسية للمعاهدة معروفة منذ فترة طويلة لم تحمل الوثيقة آية مفاجآت .

وافقت إسرائيل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية أصبحت الحدود بين الدولتين ترتكز على ما يسمى بالخط الأخضر ” خط ما قبل 1967 ” إلا أن الطرفين اتفقا على تبادل محدود للأراضي ،  تم إلحاق حوالي 5% من الضفة الغربية بما فيها بضع تجمعات إسرائيلية استيطانية باسرائيل  مقابل مساحات مكافئة بمحاذاة قطاع غزة عبر الطرفان عن رغبتهما بإبقاء الحدود مفتوحة أمام تنقلات الناس والبضائع وافقت إسرائيل على نقل جميع المستوطنات من الأراضي الفلسطينية تم حل مشكلة اللاجئين اعترفت إسرائيل من حيث المبدأ بحق العودة إلا أن الطرفين وافقا على أن عددا محدودا ومتفقا عليه من قبل الطرفين سوف يتمكن من العودة الى الأراضي الإسرائيلية بينما يتم تعويض الآخرين وتوطينهم في دولة فلسطين أو في أماكن أخرى حسب رغباتهم وبمعونة دولية .

تم تعيين لجنة للإشراف على توزيع عادل للموارد المائية وخاصة تحلية مياه البحر بشكل واسع بمعونة دولية لصالح الطرفين عندما تصافح الرئيسان تنفس العالم الصعداء .. لكن القصة لم تنته عند هذا الحد … كيف ذلك ؟

 

السلام بين الحكومات أم بين الشعوب ؟

 

وحش المستوطنين كامن لكل فكرة سلام .. الى أين سيمضي هؤلاء بعد أن نظموا أمور حياتهم على البقاء في تلك الأراضي ؟

كما كان متوقعا بدأت مرحلة جديدة من الكفاح بعد توقيع الاتفاقية وظهرت في الأفق معركة كانت تلوح في الأفق بين المستوطنين والحكومة الإسرائيلية كان المستوطنون وحلفاؤهم قد قضوا سنوات يعدون العدة لهذا الاختبار استطاعوا بدعم من عناصر رئيسية في الجيش والوزارات المختلفة من الوصول الى موارد ضخمة من الأسلحة والأموال،  صمم الكثيرون منهم على خوض حرب أهلية إذا احتاج الأمر كذلك إلا انه عندما وقع الصدام كان اقل دراماتيكية مما كان متوقعا وكما اتفق عليه مع الفلسطينيين أعطى المستوطنون فترة سنة للمغادرة طوعا مقابل تعويضات سخية جدا بعد تردد مبدئي وافق حوالي نصف المستوطنين على العرض وغادروا المناطق المحتلة فعلا أصيب الباقون بالإحباط من الدعم الراسخ من قبل الغالبية العظمى من الجمهور الإسرائيلي لاتفاقية السلام .

في نهاية المطاف ـ كما يحلم افنيري ـ أصبح القتال متقطعا …في لحظة الأزمة نجحت  الديمقراطية الإسرائيلية  وبقي الجيش مواليا بصلابة للحكومة  رغم جهود المستوطنين التي كرسوها طوال السنوات الماضية لاختراق الجيش ومجموعات الضباط.

حسب السيناريو التخيلي افنيري   جاء رئيس أمريكي أعلن  أن مصالح أمريكا الأساسية تتطلب توجها معتدلا  متساويا حتى يتسنى  التغلب على الحقد الذي شعر به ملايين المسلمين  تجاه أمريكا…. ” سوف نساند  كلا من إسرائيل  والفلسطينيين في حملتهم  البطولية للسلام ” ، هكذا  أعلن الرئيس  الأمريكي ، لم يجرؤ  اللوبي المساند لإسرائيل على معارضته  لشعورهم بالتغيير الأساسي في الرأي  العام الأمريكي  والخوف  من ردة الفعل المعادية للسامية .

وبينما امتلأت  فنادق تل أبيب برجال  الأعمال العرب الساعين للحصول  على مشاريع  مشتركة ، سارع نظراؤهم من الإسرائيليين  بمجموعات كبيرة الى الرياض  وبغداد والدوحة ودبي . ملأت قصص  نجاحاتهم أخبار المحطات التلفزيونية  وغطت على منظر المستوطنين وهم يحاولون إعادة صور ” فك الارتباط ” مع غزة قبل عشر   سنوات .

في نهاية المطاف  ثبت صحة القول  القديم ” لا يتم صنع السلام  بين الحكومات وإنما بين الشعوب “، مرة أخرى قامت العلاقات البشرية والمصالح الاقتصادية ، وبمرور الزمن بدأت علمية السلام تسري في النفوس  والعقول بين الطرفين … هل ما حلم به يوري افنيري مؤسس حركة السلام ” غوش شالوم ”  بعيد المنال ؟ وهل توقف الأمر بالرجل عند حدود الحلم فقط ؟

 

 خطة للسلام… افنيري ورحلة نضال

 

عام 1974  نشر افنيري كتاب تحت عنوان ” حرب أم سلام في أفق السماء ” وضع فيه خطته لشرق أوسط  موحد يلعب فيه الإسرائيليون  بجانب الفلسطينيين دورا محوريا  ومركزيا واحدا  لا يختلف  كلاهما عن الآخر في كافة القضايا والتطلعات  والأهداف  فالجميع وفقا لوجهة نظره يعيش في قارب واحد وانه لابد من الوقوف  في وجه النوات والعواصف  التي قد تطيح بالجميع معا وخلال  حرب 1948  كان احد المحاربين  الإسرائيليين أمام الجيوش العربية في وحدات ” جفعاتي ” الخاصة التي تتألف من قوات الكوماندوز المعروفة باسم ” ثعالب شمشون ” وهي أولى وحدات جيش الدفاع  الإسرائيلي آنذاك .

كره افنيري الحرب ، وجسد تلك الكراهية في كتابه ” في ميدان حرب 1948 ”  وفي أعقاب الرواج الكبير الذي حققه هذا الكتاب  والذي رفع الى حد كبير من أسهم مؤلفه  نشر افنيري كتابا أخر تحت عنوان ” الوجه الأخر للعملة “،  وتناول فيه الجوانب  المظلمة للحرب مثل الظلم  والأوامر التعسفية من القادة وأعمال السرقة  والنهب وطرد اللاجئين  ومصادرة الأراضي  الفلسطينية  لصالح سلطات الاحتلال الإسرائيلي .

من خلال عمله الصحفي نادى يوري افنيري بضرورة إقامة دولة فلسطينية   الى جانب إسرائيل كخطوة أولى لدمج اليهود بالأمم  المحيطة بهم  ،  وكان  لهذا الموقف الجرئ  بالغ الأثر السلبي  على استمرار صدور مجلته ” بوق ” حيث تمكنت  المؤسسات الأمنية والسياسية  من  التحرش  بها ، وخلال عشرين عام مضت والى الآن  تم فرض مقاطعة على المجلة من قبل العديد من مؤسسات الدولة ومنها منظمة العمال الإسرائيلية ” الهستدروت ” والجهاز السياسي  للدولة ، والجيش الإسرائيلي والوكالة اليهودية وقد أدت هذه المقاطعة الى  انهيار ميزانيتها  على مر السنين وتوقفها عن لصدور .

وفي اعتراف صريح من المسئول عن الجهاز الأمني في حينه ” إيسار  هرئيل ” نجد اعترافا  بأنه منذ سنوات عديدة كان يوري افنيري وطاقم المجلة العدو رقم واحد للنظام الإسرائيلي . كما أن بن جوريون كان يرفض تسمية المجلة باسمها ويطلق عليها ” المجلة الخاصة ” ما يدلل على كراهيته الشديدة لها ولصاحبها ولما تروجه من أفكار عن السلام مع العرب وإعادة الحقوق للفلسطينيين .

خلال السنوات الأولى  لإصدار المجلة انفجرت ثلاث قنابل تتعلق بالتحرير والطباعة أدت الى سقوط عنيف لافنيري ونائبه شالوم كوهين حيث فرض على المجلة  مقاطعة في مدينة حيفا  بعد الهجوم العنيف الذي شنته على رئيس المدينة ” ابا جوش ” وكشف النقاب  عن قضايا الفساد  التي تورط فيها ، حيث قادت المجلة  سلسلة من التحقيقات  واللقاءات  الجماهيرية ، كما شنت هجوما لاذعا على ” عاموس بن جوريورن ” احد الضالعين اليائسين في  قضايا الفساد بالمدينة فضلا عن توريط شخصيات إسرائيلية  عامة في رئاسة  المدينة ، وكشف أيضا عن اتهامه موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق بالاتجار  في الآثار  الأمر الذي بات على خلفيتيه  يوري افنيري  مهددا   بالقتل .

في عام 1956 أقام يوري افنيري  الى جانب رفيقيه ” ناتان يالين “، ” بوعز عفرون ”  حركة العلمية السامية  التي دعت الى إقامة نظام فيدرالي ثلاثي  يتكون من إسرائيل   وفلسطين والأردن  ، بمرور عدة سنوات   أقام افنيري ” اللجنة الإسرائيلية من اجل  الجزائر الحرة ” أجرت  تلك اللجنة اتصالات  وأقامت علاقات  متينة مع قيادة الثورة الجزائرية لاحقا … ماذا يعني ذلك ؟

 

يعني أن افنيري  لم يكن مناضلا حنجوريا بل مناضل دعم القول بالفعل .

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]