فيديو| المعابد الرومانية في بعلبك اللبنانية مصدر إلهام لفنانين من أنحاء العالم

لم يكتف تنظيم “داعش” المسلح بجرائمه البشعة سواء في قتل الأبرياء والتنكثيل بهم، أو في تخريب التراث والآثار الشاهدة على تطور الإنسانية، بل تفنن في ابتكار أبشع وأقسى طرق الإبادة، ونقلت وسائل الإعلام اليوم إعدام ثلاثة رجال بعد ربطهم في أعمدة أثرية داخل أحد المعابد القديمة في تدمر السورية.

عمليات الإعدام في المواقع التاريخية ليست جديدة على داعش، ففي شهر يوليو الماضي أعدمت داعش أكثر من 200 جندي سورى،إضافة إلى مدنين، على أيدى أطفال “دواعش” في المسرح الروماني على مرأى ومسمع من الجميع.

https://www.youtube.com/watch?v=YlKa98VnwEw

ما حدث ليس جريمة واحدة بل هي جريمة بشعة للغاية، حيث مُزجت الدماء بالهوية وإحراقهما.

منذ أن بدأ تنظيم الدول الإسلامية السيطرة على مناطق واسعة من سوريا والعراق، وهو مستمر في هدم الآثار وحرق المكتبات، وهدم المتاحف، على الرغم من تحذيرات سابقة من “اليونسكو”، لم يهتم أحد، خاصة وأن اليونسكو حذرت من قلقها بشأن الآثار في تلك المناطق أن تنال ما نالته الآثار في أفغانستان على يد تنظيم القاعدة في منتصف تسعينات القرن الماضي.

آثار الموصل الآشورية

العام الماضي شهدت آثار العراق تدميراً ونهباً كبيرا من قبل داعش لتمويل نفقات التنظيم، حيث هدم التنظيم الكنائس وغيرها من النصب والمواقع من التراث المسيحي واليهودي والإسلامي، وقاموا بنسف قبر النبي يونان والعديد من التماثيل في الموصل، إضافة إلى قصور آشورية في مناطق سيطرة التنظيم المتطرف نسفت بالديناميت أو تم تدميرها.

https://www.youtube.com/watch?v=kgBFKZOTd74

ومطلع العام الحالي قام التنظيم بتدمير آثار نمرود الآشورية، بعد أن دمر تماثيل تعود لفترة ما قبل الإسلام باستخدام الجرافات.

ودمر داعش متحف نينوى شمال الموصل في العراق، وبث شريط فيديو يظهر تدمير عناصره المتعمد لعدد كبير من التماثيل الآشورية الموجودة بالمتحف.

كما هدم التنظيم تمثالي الشاعر العباسي “أبي تمام” والموسيقار عثمان الموصلي بالجرافات.

وبعد سيطرة التنظيم على مدينة الموصل، قام بتدمير ما يقرب من 100 قطعة أثرية تضم وثائق نادرة تعود للحضارات البابلية والسورية والسومرية والعباسية وتم تهريب محتوياتها عبر سوريا لتحصد “داعش” مبالغ طائلة.

إضافة إلى هدم قلعة تاريخية هامة في العراق تسمى قلعة “تل عفر” وتفخيخها ونسف معظم أبراجها وأسوارها القديمة، فضلا عن نبشها بحثا عن الآثار الموجودة في الموقع ونهبه.

واصلت داعش تقدمها حتى وصلت الرمادي العراقية ومن ثم حاصرت تدمر وسقطت المدينة واشتعل العالم خوفا على ما تضمه من آثار عظيمة تشهد على بدايات الحضارة الإنسانية.

ضياع تدمر

ومنذ 21 مايو/آيار الماضي تمكنت داعش من السيطرة على مدينة تدمر السورية والمسجلة على قائمة اليونسكو للثراث العالمي، ليُصدم بذلك العالم الذي لم يخفي قلقه بشأن الآثار والتاريخ الإنساني الهائل في تلك المنطقة والتي نالت نفس مصير آثار العراق حيث تم تفخيخ ونسف “قوس النصر” في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي، كما تم هدم معبد “بعل شمين” في مدينة تدمر الأثرية السورية في أغسطس الماضي، وأجزاء كبيرة من معبد “بل”.

إعدام أهم خبير آثار تدمري

ليس هذا فحسب، التنظيم المتطرف قام بقطع رأس المدير السابق للآثار في مدينة تدمر خالد الأسعد الذي شغل منصب مدير آثار تدمر منذ عام 1963 لغاية 2003 وأحد أهم الخبراء في عالم الآثار، الذي كان يتحدث ويقرأ اللغة التدمرية. ونشر المتطرفون بعد إعدامه في مواقع إلكترونية صورا تظهر جثته معلقة على عمود كهرباء وتحتها رأسه المقطوعة، وكتبت على لوحة وضعت تحت الجثة أن الضحية “المرتد خالد محمد الأسعد”.

وبعد إعدام العالم الأثري قامت داعش بتدمير 3 مدافن أثرية على شكل أبراج، وهي “جمباليك وإلاله بل وكيتوت”.

إعدام البشر والتاريخ

واليوم استيقظ سكان العالم على خبر تفجير 3 أعمدة أثرية، حيث قيد التنظيم 3 أسرى كانوا معتقلين لديهم إلى الأعمدة في القسم الأثري من تدمر وقاموا بإعدامهم عن طريق تفجير هذه الأعمدة دون أن يتم التعرف بعد على هوية المقتولين، لتسجل داعش بذلك رقما قياسيا جديدا في أكثر الجرائم وحشية وعنف متغلبة على كاليجولا ونيرون ودقلديانوس الذين أبادو ونكّلوا وتفننوا في القتل.