«شتاء الغضب» الجزائري يهدد بـ «فوضى خلاقة»

«هل الجزائر على عتبة ربيع عربي جديد؟».. التساؤل طرحته الدوائر السياسية في باريس ـ  المهتمة  بتحليل ومتابعة تطورات الأوضاع في الجزائر ـ وفي نفس الوقت تساءلت وسائل الإعلام الفرنسية، ومن بينها صحف «لوجورنال دو ديمانش» و«لوموند» و«لومانيته» و«لوفيجارو»، إذا كانت الجزائر سوف تشهد بداية ربيع عربي؟ واعتبرت «غضب الجزائريين من بوتفليقة» تمردا غير مسبوق، فاجأ السلطة والمعارضة معا، مع  حرص مئات المتظاهرين على عدم الظهور بمظهر الإسلاميين!

 

«جهات ذات مصلحة» تهدف لإسقاط الدولة 

رغم ما بدا من «حيادية وموضوعية» التقارير الفرنسية، إلا أن التساؤت حملت إشارت لدور «جهات ذات مصلحة» دون توضيح، تسعى لإسقاط الدولة الوطنية تحت شعار (الحراك الشعبي الديمقراطي).. وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء الجزائري، احمد أو يحيى، خلال عرضه، أمس الإثنين، بيان السياسة العامة للحكومة على نواب مجلس الشعب الوطني،  محذرا المواطنين من الاستجابة لنداءات «مجهولة المصدر»، إلا أن مسعاها واضح وهو إشعال «فتيل الفتنة»، مذكّرا بسنوات الدم والدمار التي مرت بها البلاد في تسعينيات القرن الماضي..ووصف «أويحيى» ما شهدته العاصمة الجزائر مؤخرا بأنه «انزلاقات صغيرة إلا أنها خطيرة»، متهما تلك «الأطراف المجهولة» بإخراج التلاميذ من المؤسسات التربوية واستغلالهم في التجمهر. ولفت إلى أن من حق كل واحد أن يدعم المرشح الذي يريده، ومن حق كل واحد أن يعترض على مرشح ما، ولكن صندوق الاقتراع هو الفاصل.

 

«الإخوان».. و«الفوضى الخلاقة»

سياسيون ومفكرون جزائريون يحملون نفس الرؤية تجاه انفجار تظاهرات الاحتجاج على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة..وحذروا من مخطط دفع الجزائر إلى دوامة «الفوضى الخلاقة» والتي لا يحمد عقباها في ظل الأوضاع الجزائرية الراهنة. ويرى أستاذ علم الاجتماع السياسي، د. وفائي عبد العليم، أن الجزائر مستهدفة حاليا، وجاءت ظروف المنافسة في الانتخابات الرئاسية لتشعل فتيل الغضب بشعارات ومبررات الهدف منها خلخلة الشارع الجزائري، خاصة وأن هناك قوى إسلامية وفي الصدارة «إخوان الجزائر» تتربص بالوطن، وقد رشحت زعيمها عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، لمنافسة الرئيس بوتفليقة، والذي سبق له أن دعا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى سحب ترشحه للرئاسة والتراجع عن الولاية الخامسة.

 

ترشيح بوتفليقة لتلافي صراع أجنحة السلطة

وأضاف د. وفائي، في تحليله للغد، إن هناك قوى خارجية تتربص أيصا بالدولة العربية التي تعتبر رمزا للنضال العربي، ولها مواقف قومية ثابته تجاه القضايا العربية وفي الصدارة قضية فلسطين، وهي الدولة العربية التي تتصدى بحزم لحركات التطبيع مع دولة الاحتلال «إسرائيل»، وقد استغلت هذه القوى والأطراف الخارجية، الوضع السياسي غير المستقر في الجزائر بسبب مرض الرئيس بوتفليقة والصراع الخفي بين أجنحة السلطة على «خلافة الرئيس»، وترقب تدخلات الجيش في الوقت المناسب حفاظا على استقرار ووحدة كيان الدولة، خاصة وأن السلطة في الجزائر وجدت أن الحل الأمثل حاليا لتلافي أسباب الصراع على السلطة هو ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة، وهذا الحل استغلته أطراف وقوى داخلية وخارجية، في تجربة قد تكون أقرب من وجوه عديدة مع الحالة المصرية 2011 وحين لعب «الإخوان» بمكر ومهارة للقفز فوق الثورة والسلطة فيما بعد.

 

ملامح تشابه مع التجربة المصرية 2011

وتابع للغد، هناك ملامح من التجربة المصرية، وكأنها منقولة حرفيا، الأمر الذي يثير الشكوك والخوف على استقرار الجزائر، حيث يتردد أن أبرز ما ميّز هذا الحراك، «أنه تجاوز كل الكيانات الحزبية والتصورات الإيديولوجية المغلقة، وكسر حاجز الخوف لدى الجزائريين، ومكنهم من اكتشاف أنفسهم من جديد، وأعطاهم الثقة بأنفسهم بأنهم شعب متحضر، وأن ما ميز المشاركين في التظاهرات أنهم من المراهقين أو الشباب البالغين عشرين سنة على الأكثر، ما يتناقض مع المعروف عن الشباب الجزائري بانه بعيد عن السياسة»،  وهو ما قيل عن الشعب المصري مع انفجار ثورة 25 يناير 2011 بينما كان التيار الإسلامي متواجدا خلف الستار كعادته قبل أن يرحل النظام، وكانت جماعة الإخوان، تتربص وتخطط بهدوء، وحدث ما حدث من عنف وإرهاب بعد ذلك، أي بعد نجاح الثورة وسقوط نظام مبارك، لأن الهدف كان أن تسقط مصر وليس النظام، وهو ما أحذر منه في الجزائر.

 

مخاطر «الفراغ السياسي» 

وأصبح الحديث الغالب في الجزائر عن مخاطر «الفراغ السياسي»، وغياب البديل عن بوتفليقة، وهو الأمر الذي يعد من خطايا السلطة الحاكمة والحزب الحاكم..وتقول د. لويزة دريس آيت حمادوش، أستاذة العلوم السياسية بجامعة الجزائر، إنه من الواضح أن هناك معارضة ضد ترشيح الرئيس بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 1999 ولكن هناك أيضا شكوكا حول البديل عن هذا الترشيح، لأن المتظاهرين حددوا ما لا يريدونه لكنهم لم يقولوا ما يريدون.

رجال السلطة في الجزائر، اعترفوا بهذه الحقيقة، ولذلك توجه رئيس الحكومة، أحمد أو يحيى، إلى دعاة التغيير، بالحديث عن رسالة ترشح بوتفليقة والتي بعث بها إلى الشعب من أجل (تزكية الندوة الوطنية)، واصفا هذه الندوة بـ «السابقة في تاريخ الجزائر»..وقال إن التغيير سيكون انطلاقا من هذه الندوة التي ستعقد بعد انتخابات الرئاسة، والندوة ستكون مفتوحة للجميع من أجل مناقشة كل ما يراد مناقشته باستثناء الثوابت ونظام جمهورية الدولة.

 

السلطة «قلقة».. والشعب يرفض بـ «هدوء»

وفي نفس السياق تقريبا، حذرت زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، من أن الجزائر تعيش أوضاع ما قبل الثورة، وأكدت أن هناك من رجال السلطة «أرغموا بوتفليقة على الترشح بالضغوطات والترهيب والترعيب، يقولون له في حال لم تترشح فستدخل الجزائر في الحرب»، ودعت المجلس الدستوري إلى تطبيق القوانين على جميع المترشحين دون استثناء أو تمييز سواء ما يتعلق بالملف الصحي، أو المادة التي تلزم المشاركة في الثورة للمولودين قبل 1942 أو غيرها من المواد الأخرى.

ومن جهة أخرى.. يرى المحلل السياسي الجزائري، أحمد رواجعية، أنه يستحيل التنبؤ بما سيحدث في الأيام المقبلة، لكن مؤشرات كثيرة تبين أن السلطة تشعر بأن الأرض تهتز تحت أقدامها وبدأت تشعر بأن الولاية الخامسة لن تتحقق كما كانت تتمنى في الأسابيع القليلة الأخيرة، وأن النظام يحاول حاليا إيجاد بديل للرئيس بوتفليقة يكون «من دائرته، أي رجل يضمن له الاستمرارية»..ويخلص أحمد رواجعية إلى القول لصحيفة الخبر الجزائرية، إنها المرة الأولى التي نشهد فيها قيام الشعب الجزائري بحشر السلطة في الزاوية من دون أن يلجأ إلى القوة المفرطة لفرض التحكم في الوضع، والشعب الجزائري، بتعبيره عن تذمره بطريقة سلمية وهادئة، منظمة ومنضبطة، أثبت روح المسؤولية وحرصه على الاستقرار ووحدة الأمة.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]