بالرغم من مساحتها الصغيرة، دخلت قرية الباغوز التاريخ، فالقرية السورية الصغيرة التي تقع في محافظة دير الزور، كُتب عليها أن تكون مقبرة داعش الأخيرة في شرق سوريا، حيث تستكمل قوات سوريا الديمقراطية المرحلة الأخيرة في معركة الباغوز، اليوم الإثنين.

ويصف القيادي بقوات سوريا الديمقراطية، عدنان عفرين، تقدم قواته بالقول، إن “القوات تتحرك ببطء في آخر جيب لتنظيم داعش في شرق سوريا، لتجنب وقوع خسائر في مواجهة رصاص القناصة والألغام الأرضية”.

وكانت الطائرات الحربية قد حلقت فوق الباغوز، التي تضم مجموعة من المنازل على ضفتي نهر الفرات عند الحدود مع العراق، حيث لا يزال يتحصن مسلحون من تنظيم داعش.

وقال عفرين، إن “قوات سوريا الديمقراطية حققت تقدمات بسيطة منذ استئناف هجومها في وقت متأخر من يوم الأحد، وقتلت وأصابت العديد من المقاتلين المتشددين”.

بداية المعركة

معركة الباغوز بدأتها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ضد تنظيم داعش في 9 فبراير الماضي، ووصفها مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، بأنها “المعركة الأخيرة ضد آخر جيب لداعش في منطقة شرق الفرات في شرق سوريا”.

وكان بالي قد أكد، أن “قواته ستستأنف الهجوم على الباغوز، آخر جيب لتنظيم داعش في شرق سوريا، إذا لم يخرج المزيد من المدنيين أو المقاتلين بحلول ظهر السبت”، وأوضح أنه “لم يخرج أحد من الباغوز منذ مساء الخميس”.

خسائر داعشية

الباغوز تلك المنطقة، التي تضم عددا من المزارع بالقرب من الحدود العراقية، والتي سيطر عليها تنظيم داعش معلنا دولة الخلافة فيها عام 2014، شهدت معركة دامية بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم داعش نتج عنها مقتل أبرز قيادي في داعش وهو أحمد العبيد الملقب “أبو دجانة الزر” في 24 فبراير الماضي.

وفي 28 فبراير حررت قوات سوريا الديمقراطية 24 من مقاتليها كانوا محتجزين في سجون داعش في الباغوز، كما أعلنت القوات تحرير 21 طفلا كرديا بعد انطلاق المرحلة الأخيرة لمعركة الباغوز في الأول من مارس الجاري.

الهزائم تلاحق داعش

وفي 5 مارس أعلنت قوات سوريا الديمقراطية استسلام 200 مقاتل داعشي، وفي اليوم التالي نجحت قوات “قسد” في تحرير أكثر من 2000 شخص.

ويوم الخميس الماضي حررت قوات سوريا الديمقراطية 6500 شخص بعد نزوح أكثر من 62 ألف شخص بسبب القتال في آخر جيب لـ”داعش” في سوريا.

حصار داعش

لم يتبق في الباغوز إلا 1000 مقاتل من داعش محاصرين في مساحة لا تتعدى بضعة كيلومترات، لكن المعركة تباطأت بعض الوقت بسبب استخدام داعش المدنيين دروعا بشرية وزرع عبوات ناسفة في القرية، وذلك بحسب روايات قيادات قوات سوريا الديمقراطية، لكنها انطلقت اليوم، الإثنين، مرة أخرى بحذر خوفا من سقوط خسائر في صفوفها بسبب الألغام الأرضية.

سوريا بعد معركة الباغوز

يؤكد المحلل السياسي السوري، تيسير النجار، “أنه يتوقع أن تعلن قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على الباغوز خلال الأيام المقبلة، حيث يحتمى كبار قادة داعش داخل القرية لكن لا يوجد عدد كبير من المقاتلين”.

ويضيف النجار في تصريحات خاصة لموقع “الغد” أنه “لا بد من السيطرة على عمليات تهريب الذهب والأموال التي يقوم بها تنظيم داعش في الباغوز، لأن هذا الذهب ملك للشعب السوري وليس لتنظيم أو قوات بعينها”.

ويضيف النجار، أن “تنظيم داعش هش ومخترق من عدد من أجهزة المخابرات الأجنبية، وأبرزها إيران حيث أعترف أسرى ينتمون لداعش  بتدريبهم في معسكرات تشرف عليها وتمولها إيران”.

ويقول رئيس هيئة السورية للتفاوض فراس الخالدي إن “حسم معركة الباغوز والقضاء على آخر بؤرة لتنظيم داعش سيعيد الأزمة السورية مرة أخرى لساحة السياسة وليس الإرهاب، فلن يردد أي طرف في الأزمة أنه يحارب الإرهاب”.

ويضيف الخالدي، في تصريحات خاصة لموقع “الغد”، أن “هناك مخاوف من سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على الباغوز ما يؤدي إلى تصعيد الصدام التركي الكردي لكن هناك جهودا إقليمية وعربية لضبط أداء الأكراد وعدم جر المنطقة إلى أزمة جديدة”.