هكذا يعذب «عيد الأم» نساء فلسطين

في الوقت الذى يحتفل العالم فيه بـ”عيد الأم ”  والذى يصادف اليوم الخميس الحادي والعشرين من آذار- مارس، لا زالت هذه المناسبة تنكأ جراح الأم الفلسطينية التي تحاصرها الدموع وتعيش أقسى أنواع الحياة والحرمان من أبسط الحقوق التي نصت عليها الشرائع السماوية والأرضية، فهي أم وأخت وزوجة وابنة الشهيد والجريح والأسير.

فالأم الفلسطينية على مدى عقود طويلة قدمت الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين، حيث كانت تتلقى الأمر بثبات وشجاعة وصمود، حيث نراها هنا تودع ابنها الشهيد بزغاريد الزفاف، وتفخر بأنّها قدّمت بطلاً لأرضها، ونراها من ناحيةٍ أخرى تضمد جراح من أصيب، وإن لم تجد ما تضمد به مزّقت من ثيابها، ولا تنام لها عين حتى يبرأ الجريح لذلك عيد الأم في فلسطين غير.

أمهات الشهداء

فعيد الأم في حياة غدير أبو ليلى (37 عاما) والدة الشهيد عمر أبو ليلى نجلها الأكبر منفذ عملية سلفيت المزدوجة هذه المرة غير، فعمر لم يحمل باقة ورد لأمه في عيدها بمنزلها بقرية الزاوية غرب محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية، بل حملت فلسطين كلها باقات الورود لأم الشهيد عمر.

وحول وداع الأم الصابرة لإبنها الشهيد قالت الأم غدير: “ودعته بالزغاريد ، خرج بكل هدوء و رجع شهيد،  ورأيت بوجهه نور، وحينما رأيت فيديو للعملية وهو يسير كان هادئا”.

وبالزغاريد و الأناشيد أيضا استقبلت وفاء مناصرة من بيت لحم أم الشهيد أحمد مناصرة “22 عاما” ابنها  الذى اغتاله جنود الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية، بإطلاق النار عليه عند حاجز النشاش جنوب بيت لحم بالضفة الغربية ،“عيد الأم”، قائلة لـ«الغد»: “الشهيد يزف و لا يبكي عليه، و إنه فداء فلسطين، و نحتسبه إن شاء الله شهيد عند الله”، ونشدت قائلة : “زفوا الشهيد وخلوا الزفة عليّ السنة.. زفوا الشهيد لبيتو الثاني بالجنة”.

22 أم أسيرة

فمن أم الشهيد إلى الأم و الجدة  الأسيرة الفلسطينية، والتي في عيدها تعاني من ويلات الاحتلال الإسرائيلي، فها هي الأم الفلسطينية رسمية مراعبة (71 عاماً) من قرية كفر ثلث قضاء قلقيلة بالضفة الغربية، أم لـ7 أبناء و جدة لـ30 حفيد، أفرج الاحتلال الإسرائيلي عنها الاثنين الماضي بكفالة مالية قدرها 2000 شيكل لحين المحكمة، تعاني من مشاكل صحية عديدة منها السكري والضغط، وضعف في عضلة القلب، وصعوبة في التنفس والحركة والنظر، ومشاكل أخرى في الظهر، نموذج للأم الفلسطينية الصابرة التي تتحدى بطش الاحتلال الإسرائيلي.

ولكن الحكاية لم تنتهي فلا تزال فهنا العديد الأسيرات الأمهات في السجون الإسرائيلية، يحرمن في عيدهن من قبلة  الأبناء، أو باقة ورد تهدى لها في عيدها.

وبمناسبة عيد الأم، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن 47 أسيرة فلسطينية لازلن يقبعن في سجن الدامون الإسرائيلي، من بينهن 22 أماً لعشرات الأطفال، يحرمن من عناق أطفالهن ويتعرضن لكافة أشكال الضغط والإجراءات التعسفية المشددة سواء من حيث الإهمال الطبي أو سياسة اقتحام غرفهن وفرض العقوبات عليهن، ويعشن ظروفا حياتية واعتقاليه صعبة وقاسية للغاية”.

إنصاف الأم الفلسطينية

وأوضحت، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية اعتقلت أكثر من 16 ألف امرأة فلسطينية منذ عام 1967، وأن المرأة الفلسطينية أثبتت الجدارة في تحمل مسؤولياتها الوطنية والنضالية في مواجهة الاحتلال وقدمت الكثير من التضحيات في سبيل القضية الوطنية.

وبهذه المناسبة قال رئيس الهيئة اللواء قدري أبو بكر، “يوم 21 من شهر آذار- مارس من كل عام، هو يوماً للأم الفلسطينية المثالية، وعيداً تكريماً لأمهات الشهداء والأسرى والجرحى، وتقديراً لعظيم تضحياتهن وعطائهن المستمر”.

ودعا أبو بكر، “المجتمع الدولي للعمل من أجل إنصاف الأم الفلسطينية، وتوفير الدعم الكافي من أجل حمايتها وأبنائها من غطرسة الاحتلال، مشددا على دور المؤسسات الحقوقية والإنسانية في رصد وتوثيق الممارسات الإجرامية بحق الأمهات والنساء الفلسطينيات، وخاصة الأسيرات في سجون الاحتلال، ومطالباً بضرورة الإفراج العاجل والا مشروط عن جميع الأسيرات في سجون الاحتلال”.

أمهات في الأسر

كذلك ذكر نادي الأسير، أن من بين الأسيرات أمّهات لأطفال رضّع اعتقلتهن سلطات الاحتلال وحكمت عليهنّ بالاعتقال لسنوات طويلة، كالأسيرة نسرين حسن من حيفا، والمحكومة بالاعتقال لست سنوات، والتي يقبع زوجها وأطفالها السبعة في قطاع غزة، وتحرمها سلطات الاحتلال من زيارتهم، إلى جانب حرمان إخوتها -القابعين في حيفا- من زيارتها أيضاً، وذلك منذ اعتقالها بتاريخ 18 أكتوبر 2015، علماً أن أصغر أطفالها كان بعمر ثمانية شهور عند اعتقالها وأكبرهم فتاة كانت بعمر (11 عاماً)، ما تزال تقوم برعاية أشقائها إلى جانب والدها.

بالإضافة إلى الأسيرات: فدوى حمادة من القدس، المعتقلة منذ العام 2017، والمحكومة بالاعتقال لـ(10) سنوات، وهي أم لخمسة أطفال، أصغرهم كان يبلغ من العمر أربعة أشهر عند اعتقالها، والأسيرة الموقوفة لمى خاطر من الخليل، الأمّ لخمسة، والتي لم يبلغ أصغرهم العامين عند اعتقالها، والأسيرة الموقوفة بلسم شرايعة من الرملة، الأم لثلاثة، أصغرهم بعمر سنة ونصف.

وأشار نادي الأسير إلى أن الاحتلال يعتقل أيضاً الأسيرة أمينة محمود عودة، من القدس، منذ العام 2017، ويحرمها من لقاء ابنها الوحيد محمد أحمد هلسة المعتقل في “ريمون”، والذي كان يبلغ من العمر (17) عاماً عند اعتقاله عام 2016 والحكم عليه بالاعتقال لـ(18) عاماً.

من جهته قال الناطق الإعلامي لمركز أسرى فلسطين للدراسات للمركز الباحث رياض الأشقر: “الأسيرات الأمهات لديهن العشرات من الأبناء في مختلف الأعمار ومنهم من لم يتجاوز عمره عدة شهور،  فقد اعتقل الاحتلال الأسيرة نسرين حسن أبو كميل  من قطاع غزة، وكان لديها رضيع عمره ثمانية شهور فقط، وصدر بحقها حكم بالسجن لمدة 6 سنوات، ولم ترى أبنائها منذ اعتقالها قبل 3 سنوات ، كذلك الأسيرة فدوى نزيه  حمادة من القدس،  ومحكومة بالسجن 10 سنوات وهي أم لخمسة أطفال، أصغرهم كان يبلغ من العمر أربعة شهور فقط عند اعتقالها ، بينما الكاتبة الصحفية لمى خاطر  من الخليل، وهى أم  لخمسة أبناء تركت خلفها طفل لم يتجاوز عامين من عمره.

الأم تصر على التحدي

تضحيات الأم الفلسطينية لم تتوقف فهي التي  تتحدى الاحتلال و تقاومه فلولا تلك الأم لما بقي اسم فلسطين يتردد حتى يومنا هذا، وفي هذا الصدد بينت الدكتورة ليلى غنام محافظ رام الله والبيرة: “المرأة في كل العالم تواجه العديد من التحديات الطبيعية، أما في فلسطين فإن المرأة تقف أمام تحديات جسام على رأسها الاحتلال الذي يبطش بكل ما هو فلسطيني، وينغص على جميع أبناء شعبنا حياتهم. مشيرةً إلى نضال الشهيدات والأسيرات وأمهات وزوجات الشهداء والأسرى، مشددة أن شعبنا بأكمله على العهد لدماء الشهداء حتى إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وذكرت غنام، أن المرأة الفلسطينية لعبت وتلعب دوراً مهماً ومحورياً في حركة التحرر الوطني منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية وحتى يومنا هذا فهي تصر على التحدي والتقدم والمساهمة في بناء المجتمع الفلسطيني رغم ما تعانيه بفعل الاحتلال وسياساته القمعية التي تطال كل شيء على أرضنا.  

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]