الانتخابات الإسبانية.. فوز سانشيز يكبح جماح اليمين المتطرف

بفوزه في الانتخابات التشريعية الإسبانية، حد الزعيم الاشتراكي بيدرو سانشيز، من تزايد قوة اليمين المتطرف.

وأعلن سانشيز، الأحد، فوزه في الانتخابات التشريعية، بعد حصول حزبه على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان.

حكومة موالية لأوروبا

وقال سانشيز لأنصاره المبتهجين من شرفة مقر الحزب في مدريد، “فاز الاشتراكيون في الانتخابات ومعهم فاز المستقبل وخسر الماضي”.

وأضاف أنه سيسعى لتشكيل حكومة موالية لأوروبا، وإن الشرط الوحيد لتشكيل الحكومة يتمثل في احترام الدستور وتعزيز العدالة الاجتماعية، مؤكدا أنه لن يضع قيودا على محادثات تشكيل الحكومة.

دون غالبية

وجاء فوز الاشتراكي سانشيز دون تحقيق غالبية مطلقة، وفي وقت يستعد اليمين المتطرف للدخول إلى البرلمان، بحسب النتائج الجزئية.

وبعد فرز 99% من الأصوات، حصل حزب سانشيز الاشتراكي على نحو 29% من الأصوات وعلى 123 نائباً، أي أكثر بكثير من النتائج التي حققها في انتخابات عام 2016، لكنه ما زال بعيداً من الغالبية المطلقة (176 من 350 نائباً)، وسيُجبر بالتالي على بناء تحالفات مع أحزاب أخرى للتمكّن من الحكم.

أمّا حزب فوكس اليميني المتطرّف، فحصل على 24 مقعدا، وفق النتائج الجزئية، وأقبل الناخبون الإسبان بكثافة، الأحد، على التّصويت في الانتخابات التشريعية.

من يقود المعارضة؟

قال زعيم الحزب الشعبي المحافظ في إسبانيا، إن حزبه سيمثل قوة المعارضة الرئيسية في البرلمان لحزب بيدرو سانتشيز الاشتراكي.

وفي تغريدة على تويتر بعد الانتخابات البرلمانية، التي خسر فيها الحزب الشعبي أكثر من نصف مقاعده البرلمانية، قال بابلو كاسادو، إن الحزب “سيقود المعارضة بمسؤولية، ويعمل على تحسين الأمور التي لم نحسن أداءها”.

وفي وقت سابق، قال أيضا زعيم حزب المواطنين (ثيودادانوس) المنتمي ليمين الوسط، إن حزبه سيكون المعارضة الرئيسية للاشتراكيين.

وبعد فرز ما يربو على 99.6% من الأصوات، حصل الحزب الشعبي على 66 مقعدا في البرلمان المؤلف من 350 مقعدا، في حين حصل حزب المواطنين على 57 مقعدا.

وكانت استطلاعات للرأي أجريت قبل أيّام عدّة من الاقتراع وبُثّت نتائجها مع غلق مكاتب التصويت عند الساعة 20,00 (18,00 ت ج)، قد أشارت إلى توقّع فوز سانشيز، لكن من دون حصوله على الغالبيّة المطلقة.

وفي الجهة المقابلة، توقّعت الاستطلاعات أن يكون الحزب الشعبي وحزب المواطنة (ليبرالي) بعيدين عن الأغلبية حتّى لو تحالفا مع حزب فوكس.

عدم استقرار

وبالتالي قد يؤدي الاقتراع إلى فترة عدم استقرار جديدة في تواصل للمشهد السياسي في إسبانيا منذ نهاية الاستقطاب بين الاشتراكيين والمحافظين في 2015، حيث بات المشهد متشرذمًا تميّزه الانقسامات التي فاقمتها محاولة دعاة الاستقلال في كتالونيا الانفصال عن المملكة.

وحزب فوكس (يمين متطرف) الذي كان غير معروف تقريبا حتى تحقيقه اختراقا في برلمان الاندلس السنة الماضية، أعاد للساحة أقصى اليمين في المملكة الإسبانية بعد أن كان شبه غائب منذ وفاة فرنكو في 1975.

مشاركة قياسية

وفي الساعة 18,00 (16,00 ت ج) وقبل ساعتين من غلق مكاتب الاقتراع، بلغت نسبة المشاركة 60,75%، أي بزيادة 9,5 نقاط عن آخر انتخابات تشريعية في 2016، بحسب السلطات، وسجل ارتفاع كبير في المشاركة في كتالونيا (زيادة بنحو 18 نقطة).

وحذر سانشيز، الذي تولى رئاسة الحكومة في يونيو/ حزيران على أثر مذكرة بحجب الثقة عن المحافظ ماريانو راخوي (الحزب الشعبي)، من موجة لليمين القومي.

وقال إن “هناك احتمالا واقعيا” أن يكون أداء حزب “فوكس” المدعوم أوروبيا، خصوصا من الجبهة الوطنية في فرنسا وحزب الرابطة في إيطاليا، أفضل.

في مدريد، يشير عامل البناء المتقاعد كارلوس غونزالس إلى أنّه صوّت للاشتراكيين، وهو “خيار معتدل”، كما قال.

وأضاف “فوكس يعود إلى الوراء، إلى الماضي، هذا ليس المستقبل، المستقبل يكمن في أوروبا موحّدة”.

لكن دولوروس بالومو (48 عاما) التي صوتت قرب برشلونة (كتالونيا) لحزب المواطنة ترفض “سياسة التخويف” من اليمين المتشدد التي يتبعها سانشيز.

وتأمل في قيام تحالف بين أحزاب اليمين الثلاثة، معتبرة أن حزبي المواطنة والحزب الشعبي سيضمنان أن لا يكون التحالف تحت هيمنة “أقصى اليمين المتطرف”.

من جهته، قال فالانتينو لوبيز في فالنسيا، إنه صوت لفوكس، لأنّ “هذا البلد يحتاج تغييراً عميقاً”، نافياً أن يكون “فاشيّا”.

وتنامى حضور فوكس ذي الخطاب المتشدّد المناهض لحقوق المرأة والمهاجرين، خصوصاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بتبنّيه موقفاً متشدداً من دعاة الاستقلال في كتالونيا.

 

 

مشاورات مكثفة

تبقى كتالونيا، التي كانت مسرحا لأسوأ أزمة سياسية تشهدها إسبانيا في غضون أكثر من أربعين عاماً، مركز اللعبة السياسية.

وقام اليمين واليمين المتشدد بحملة شرسة ضدّ سانشيز، الذي وُصف بأنّه “خائن” لوصوله إلى السلطة بفضل أصوات الانفصاليين الكتالونيين بالأخص.

وعوّل سانشيز على دعم اليسار الراديكالي في حزب “بوديموس” (نستطيع) الذي يواجه صعوبات، وأحزاب المناطق أي من حيث المبدأ الانفصاليين الكتالونيين.

وحزب “بوكس” يتبنى خطابا معاديا للمرأة وللمهاجرين، أسسه أعضاء سابقون في الحزب الشعبي وازدهر خصوصا خلال دعوته إلى اعتماد القوة ضد الانفصاليين في منطقة كاتالونيا، داعيا إلى حظر أحزابهم.

ويلقى زعيم الحزب اليميني القومي سانتياغو أباسكال تأييد زعيمة اليمين القومي في فرنسا مارين لوبن وزعيم حزب الرابطة ماتيو سالفيني في إيطاليا.

انتخاب 5 مسجونين و3 معتقلين

تمّ انتخاب خمسة انفصاليّين كتالونيّين محتجزين ويخضعون للمحاكمة في مدريد لدورهم بمحاولة انفصال كتالونيا عام 2017، نوّابًا يوم الأحد في الانتخابات الإسبانيّة، التي فاز بها الاشتراكيّون.

ومن بين هؤلاء نائب رئيس حكومة كتالونيا السّابق أوريول خونكيراس، المتّهم الرّئيسي في المحاكمة التي بدأت في 12 فبراير/ شباط، وهو يُواجه عقوبةً بالحبس قد تصل إلى 25 عامًا في حال إدانته بالتمرّد وإساءة استخدام الأموال العامّة في استفتاء العام 2017.

وانتُخب خونكيراس نائبًا بصفته زعيمًا لحزب “اليسار الجمهوري” الكتالوني، بينما انتُخب المسؤول السّابق عن العلاقات الخارجيّة في حكومة كتالونيا راوول روميفا سيناتورًا.

كما تمّ انتخاب 3 معتقلين انفصاليّين آخرين هم يوردي سانشيز ويوردي تورول وجوسيب رول، وهم أعضاء في حزب “معًا من أجل كتالونيا”.

وحصلت الأحزاب الانفصاليّة الكتالونيّة على 22 من أصل 350 مقعدًا في البرلمان، ويُمكن لها أن تؤدّي دورًا رئيسيًا في المشوارات المرتقبة، خصوصًا سانشيز لم يتمكّن من الحصول على الغالبيّة المطلقة، وسيُجبر بالتالي على بناء تحالفات مع أحزاب أخرى للتمكّن من الحكم.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]