رفاق أردوغان ينقلبون عليه ويتهمونه بالردة على الديمقراطية
ما زال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يواجه العديد من الانتقادات بعد محاولته الانقضاض مجددا على الديمقراطية، وإعادة الانتخابات المحلية في إسطنبول، إذ واجه انتقادات من رفقاء الدرب السياسي.
وتأتي إعادة الانتخابات في إسطنبول بعد إعلان فوز مرشح حزب الشعب المعارض، أكرم إمام أوغلو، على رئيس وزراء تركيا المنتمي لحزب أردوغان، على يلدريم.
وجاءت هذه الخطوة لتفجر رد فعل من الرئيس التركي السابق، عبد الله جول، ورئيس الوزراء الأسبق،أحمد داود أوغلو، وهما في الأصل رفاق لأردوغان في مساره السياسي ووصوله إلى السلطة، إلا أنه على ما يبدو فقد أصبحت أفعال أردوغان بمثابة ردة على الديمقراطية.
ودفع أردوغان، اللجنة العليا للانتخابات في بلاده، بالدعوة إلى إعادة الانتخابات في بلدية إسطنبول، والتي فاز بها مرشح حزب الشعب المعارض، أكرم إمام أوغلو، فبعد أن سلك أردوغان كافة الطرق، لم يجد سوى الأنقاض على صندوق الانتخاب.
ولا تكمن أهمية إسطنبول لأردوغان في كونها عاصمة الخلافة العثمانية التي يحلم بإحيائها فحسب، بل إن إسطنبول هي عاصمة الاقتصاد والمال والمحرك الأساسي للاستثمار والسياحة في بلاده.
ما يخشى منه أردوغان، هو كابوس يحمل خيوطه المستقبلية، الفائز ببلدية إسطنبول،أكرم إمام، لكونه جاء من المعارضة وفاز بالمدينة الذهبية إسطنبول، واقتنصها من يد الحزب الحاكم، وهو نفس الأمر الذي قام به أردوغان منذ حوالي 3 عقود.
لذلك يخشى أردوغان أن تكون نهايته، على يد أكرم أوغلو، بنفس الطريقة التي بزغ بها نجمه من قبل في إسطنبول. وأن يصبح الطريق مفتوحا أمامه في انتخابات الرئاسة القادمة.
وأشارت عدة أحزاب تركية أمس الثلاثاء، إلى أنها قد تدعم مرشح المعارضة، أكمل إمام أوغلو، لمنصب رئيس بلدية إسطنبول في إعادة الانتخابات وذلك احتجاجا على قرار المجلس الأعلى للانتخابات إلغاء نتائج انتخابات البلدية التي أجريت في مارس.
وشبّه الرئيس التركي السابق، عبد الله جول، قرار اللجنة العليا للانتخابات بإعادة الانتخابات المحلية في إسطنبول، بالأحداث التي شهدتها البلاد عام 2007
وقال جول عبر حسابه على تويتر، إن مشاعره تجاه القرار الجائر رقم 367 الصادر عن المحكمة الدستورية في عام 2007 تجددت بإعلان اللجنة العليا للانتخابات قرار إلغاء الانتخابات المحلية في إسطنبول وإعادتها
وتابع “تركيا لم تقطع شوطا كبيرا في الديمقراطية من ذلك التاريخ وحتى الآن”.
وأعرب رئيس وزراء تركيا الأسبق أحمد داوود أوغلو، في وقت سابق، عن استنكاره قرار اللجنة العليا للانتخابات بخصوص إعادة الاقتراع على منصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، بعد الرضوخ للضغوط التي مارسها رئيس الدولة رجب طيب أردوغان
وفي سلسلة تغريدات على حسابه الشخصي في “تويتر”، قال إن من اتخذوا هذا القرار بعد مرور نحو 36 يوماً على إجراء الانتخابات المحلية الأخيرة “أصابوا قيمنا الأساسية في مقتل”.
وشدد رئيس الوزراء الأسبق، على ضرورة التمسك بشرعية الصناديق، مضيفا إلى أنه رغم وجود كل أوجه القصور في الديمقراطية والحياة السياسية بتركيا، إلا أن قوتنا في شرعية الصناديق، فدائماً ما كانت إرادة شعبنا من خلال الصناديق هي من تسحبنا من جميع الأزمات الصعبة والمنعطفات الحرجة.
