الخطة الجديدة للجيش الإسرائيلي تستهدف إبادة المدنيين في غزة ولبنان
كتب: ناهض منصور
“تستهدف المدنيين في قطاع غزة ولبنان عن طريق استخدام القوة النارية المكثفة ضد العدو”، هذا هو مضمون الخطة الاستراتيجية الجديدة لتفعيل قوات جيش الإحتلال الإسرائيلي، التي وضعها رئيس الأركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي تحت اسم “تنوفاه” وتعنى “زخم أو قوة دافعة”، وستحل بدلا من خطة “غدعون”، الذى وضعها رئيس أركان الجيش السابق غادي آيزنكوت.
وأثارت الخطة العسكرية الجديدة لكوخافي لمواجهة الفصائل الفلسطينية في غزة و حزب الله في لبنان ردود فعل مستهجنة داخل الأوساط الفلسطينية في قطاع غزة، و ستدخل حيز التنفيذ في مطلع العام المقبل وينتهي سريانها في العام 2024.
إبادة جماعية
وقال حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس: “إن خطة كوخافي الجديدة، لا يمكنها أن تنال من عزيمة وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، لأن الجيش الإسرائيلي المحتل يبحث عن نصر مفقود ليرفع من أسهمه، والخطة ستنضم لكل الخطط الإسرائيلية السابقة من الفشل”.
وأوضح قاسم لموقع قناة الغد، أن الخطة تحمل في طياتها القتل والإبادة الجماعية للمدنيين و استهدافهم، وذلك يعد جريمة حرب يجب أن يحاسب عليها الاحتلال.
وتابع هذه التهديدات لن توقف سعي شعبنا ومقاومته عن مواصلة مشوار نضاله لانتزاع أرضه ومقدساته من براثن الاحتلال، لأن المقاومة في كل حرب أو جولة تصعيد أثبت قدرتها على حرمان الاحتلال من انتزاع أي انتصار”.
من جهته قال داود شهاب المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي:” إن ما يطرحه الجيش الإسرائيلي من خطط لاستهداف المدنيين وقتلهم بصورة متعمدة، يدلل على العقلية الإجرامية التي يتمتع بها قادة الإحتلال الإسرائيلي ، و التي يريدون أن يبنوا نصرا وهميا على دما المدنيين الأبرياء”.
و أوضح شهاب لموقع قناة الغد، أن هذه خطة استعراضية لا أكثر، و نحن نثق بقدرتنا على المواجهة وقدرة الشعب الفلسطيني على الثبات و الصمود، لأن الشعب الفلسطيني يمثل في مجمله المقاومة”.
مطلوب محاسبة كوخافى
ويرى مراقبون سياسيون أن خطة كوخافي ستواجه الكثير من التحديات و العقبات وتحديدا من المستوى السياسي، وقال المحلل السياسي هاني حبيب: “في إسرائيل وكافة دول العالم الديمقراطية، نجد أن المستوى السياسي هو الذي يحكم المستويات الأخرى بما فيها المستوى الامني”.
وأوضح حبيب لموقع قناة الغد، أن كوخافي يحاول أن يرسم مخطط جديد له، إلا أن هذا المخطط سيصطدم في نهاية الأمر بالمستوى السياسي الذى يقرر لأين تتجه الأوضاع “.
من جهته ذكر المختص بالشأن الإسرائيلي د. وجيه أبو ظريفة، أن الخطة العسكرية الجديدة التي طرحها كوخافي هي تشريع متعمد للقتل و الدمار الكبير، خاصة أن الجيش الإسرائيلي لم يتوقف يوما عن ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وقتل المدنيين بصورة متعمدة، وسيكون هناك ضحايا كثر وذلك بتخطيط وقرار إسرائيلي مسبق.
وأوضح أبو ظريفة في حديث لموقع قناة الغد، أن كوخافي يريد أن يرسل رسالة للجميع، أن القوة النارية هي الحل، و سيعمل على إيقاع أكبر عدد من القتلى في صفوف المدنيين، في أي حرب قادمة، و أنه لن يتوانى عن إغتيال قادة المقاومة واستهداف المدنيين باعتبارهم أهداف عسكرية.
وطالب أبو ظريفة بمحاسبة كوخافي على هذه التصريحات قبل أن تتحول لفعل كما حدث في الحرب الأخيرة 2014، حيث رأينا حجم الدمار الهائل وكذلك الضحايا من المدنيين.
وفي إسرائيل يرى المحللون العسكريون أن هذه الخطة لها تبعيات تقود لجرائم حرب، و بحسب المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان فإن خطة كوخافي الجديدة تقضي “بإبادة منهجية للعدو”، و أن الوحدات المقاتلة تختبر وفقا لعدد القتلى والجرحى الذين يسقطون في الجانب الآخر، إلى جانب الأسلحة التي يتم تدميرها، لأن الخطة تتحدث عن مفهوم آخر يقود إلى ارتكاب جرائم حرب “.
وأوضح فيشمان، أن خطة كوخافي تختلف عن خطة “غدعون” التي وضعها آيزنكوت، وكان في مركزها تعزيز سلاح البرية وقدرة الردع وتنفيذ عملية عسكرية، توصف بأنها “المعركة بين حربين” وغايتها ضرب قدرات “العدو”، مثل الغارات المتتالية ضد مواقع إيران وحزب الله في سورية.
