أكد سياسيون أردنيون، أن الصفقة الاقتصادية لصفقة القرن «مسخرة سياسية»، وأن ما تم بحثه في ورشة البحرين، من الجانب الاقتصادي من صفقة القرن لا يتعدى «المسخرة».. وأن الرهان على الشعب الفلسطيني، هو رهان التاريخ نفسه على شعب تعلم كثيرا من دروس السنوات الماضية، لهذا فهو الذي سوف يسقط صفقة القرن مثلما أسقط مؤامرات تعرض لها سابقا.
وقال وزير الإعلام الأردني الأسبق، الكاتب الصحفي والإعلامي، طاهر العدوان، إن طرح فكرة منح الأردن والضفة الغربية ولبنان ومصر 50 مليارا على مدار عشر سنوات، معظمها قروض والباقي من القطاع الخاص، فيها استخفاف بالعقول، لأن ما تخطط له الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع نتنياهو هو شطب القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
- وأضاف «العدوان»، إن اكثر قضية تؤرق القادة الإسرائيليين هي القضية الديمغرافية، حيث يوجد ستة ملايين فلسطيني على أرض فلسطين، ولا يمكن لكل قوة العالم أن تزحزحهم عن أرضهم.
مشروع تكريس الاحتلال
وفند «العدوان» المزاعم الأمريكية حول الازدهار المنتظر في صفقة القرن.. موضحا أن مشروع الصفقة وان كان بعناوين اقتصادية، إلا أنه مشروع سياسي في كل سطر منه، انه مشروع تكريس الاحتلال والهيمنة على الاقتصاد الأردني وتحويل بلدنا الى مكان تُرحل اسرائيل اليه مشاكلها، وأخطر ما فيه انه يوظف النفوذ والقوة الأمريكية لصالح المخططات الصهيونية ضد فلسطين والأردن..وتفاصيل صفقة القرن «سكبت سطل ماء بارد» على رؤوس الذين اعتقدوا بأنها ستغرقهم بالدولارات، وأن بيع الأوطان يصبح منطقياً ان اقترن بمليارات الدولارات!
حل الدولتين مات بوجود الصفقة أو بعدمه
ومن جانبه قال وزير الخارجية الأردني الأسبق، مروان المعشر، في محاضرة أقيمت في منتدى الفحيص الثقافي، تحت عنوان «الأردن وصفقة القرن»: بالرغم من عدم الاعلان عن الصفقة السياسية لصفقة القرن إلا أن هنالك إجراءات اتخذت من قبل الإدارة الأمريكية خلال السنتين الماضيتين ما يؤشر إلى ملامح الصفقة حتى دون إعلان.. وأشار «المعشر» إلى محاولة سحب القدس واللاجئين من المفاوضات النهائية، حيث سحبت الإدارة الأمريكية سفارتها إلى القدس وأوقفت مساعداتها للأونروا، وأيضاً لا تفكيك لمعظم المستوطنات، ولا دولة فلسطينية (ما في حل دولتين)، وغور الاردن سيبقى تحت السيطرة الإسرائيلية.
وأضاف «المعشر»، إن الولايات المتحدة وإسرائيل ترغبان في إعطاء تلك الأجزاء التي لا تريدانها من الضفة الغربية إلى الأردن بأي شكل من الأشكال، وهنا خطورة الصفقة على الأردن، وأعتقد أن حل الدولتين مات بوجود الصفقة أو بعدها، فلا الإدارة الأمريكية أو إسرائيل أو الوضع الديمغرافي على الأرض، يسمح بإقامة حل الدولتين، وإذا سألنا الجيل الجديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية: «بيحكولك ايش الدولة التي بتعطونا إياها.. بتعطونا دولة بلا القدس وبلا سيادة وبلا غور الأردن» !
- واستهجن وزير الخارجية الأردني الأسبق، القول بإن الذهاب إلى ورشة أو مؤتمر المنامة كان «لنستمع»، مشبها ذلك بقول أحدهم له «ما في داعي تدخل الخمّارة حتى تعرف شو بصير جوّا» !!
