باتت ظاهرة ازدياد عمالة الأطفال في غزة تقلق الجميع، خاصة في ظل تزايد معدلات الفقر واستمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 13 عامًا، إذ أخذت هذه الظاهرة بالازدياد تحت مبرر الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها حوالي مليوني إنسان في القطاع.
أطفال بعمر الزهور يتجولون في شوارع قطاع غزة، بعضهم يبيع السكاكر وآخر يمسح زجاج السيارات، ومنهم من اختار الأصعب ألا وهي مهنة “جمع الخردة”.
فالطفل محمود البرش 13 عامًا يخرج من الساعة السادسة صباحا ويعود في السادسة مساء، وذلك بعد أن ينتهي من جمع الخردة عبر مخلفات المنازل بقطاع غزة”.
الطفل محمود الذى تتكون أسرته من 10 أفراد لم يعرف لمقاعد الدراسة أي طريق من أجل توفير لقمة العيش، يقول في حديثه لموقع قناة الغد: “منذ صغرى وأنا أبيع خردة، لم أدخل المدرسة، دوما أذهب لعملي في الصباح وأعود في المساء لتوفير 10شيكل لأسرتي”.
يتابع الحديث: “ليس هناك خردوات كل يوم، أذهب لعشرات الأماكن بشكل يومي وحينما أرى الأطفال وهم ذاهبون للمدارس أشعر بالحزن، لأنني لا أذهب للمدرسة، ولكن سعيد لأنني أوفر لأسرتي ثمن الطعام”.
من جهته، قال تاجر الخردة أبو يحيي: “هناك العديد من الأطفال يأتون هنا بشكل يومي تقريبا 50 طفلا أو أكثر، الكل يريد بيع الخردوات، وجميعهم طلاب مدارس”.
وأوضح أبو يحيي أن الظروف المعيشية الصعبة هي التي دفعت هؤلاء الأطفال للتسول أو البحث عن أي عمل من أجل توفير القليل من المال لأسرهم، أكثر طفل يجني في اليوم 15 شيكل تقريبا 4 دولارات”.
معالجة جذرية
ويحذر الباحث في الشؤون الاقتصادية مازن العجلة، من ظاهرة عمالة الأطفال واتساعها قائلا: “هذه الظاهرة بدأت تغزو قطاع غزة وهي في الاتساع، وهذا يحمل أبعادًا خطيرة جدا، فهناك ما يقرب من 6 آلاف طفل يعملون أو يتسربون من المدارس”.
ورأى العجلة أنه يجب معالجة ظاهرة عمالة الأطفال في قطاع غزة، من خلال معاجلة ظاهرة الفقر ومعالجة مناهج التعليم الدراسي، وتحديدًا للأطفال في السنين المكبرة حتى لا يتم التسرب المدرسي الذى يغذي عمالة الأطفال”.
وتحظر المادة 14 من قانون الطفل الفلسطيني، والمادة 93 من قانون العمل الفلسطيني، تشغيل الأطفال دون سن الخامسة عشرة؛ ويسمح بعمل الأطفال 15-17 سنة بشروط معينة، منها ألا تكون هذه الأعمال خطرة.
ووفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، انخرط نحو 4840 طفلًا من بين 372600 طفل تتراوح أعمارهم من 10 أعوام إلى 17 عامًا في أعمال بدوام كامل في غزة خلال العام 2018، وإضافة إلى ذلك كان 1490 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عامًا يعملون في أثناء التحاقهم بالمدارس.
وتعيش غالبية الأُسر التي لديها أطفال عاملون تحت خط الفقر، ويزيد عدد الأفراد من هذه الأسر على المتوسط، كما تتسم بمعدلات بطالة مرتفعة لدى كِلا الأبوين فيها.
