نافذة على الصحافة العالمية: ترامب «يلعب بالنار»

اختارات صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، صورة مركّبة تُظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجها لوجه مقابل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، مع عنوان لافت: «المواجهة».. وكتبت الصحيفة: إنه بعد الغارة الأمريكية التي أدت الى مقتل الجنرال قاسم سليماني الوجه البارز في حرس الثورة، دعا المرشد الأعلى إلى «الانتقام»، ما قد يؤدي برأي صحيفة «ليبراسيون» الى انفجار محتمل للأوضاع في الشرق الأوسط..وقدّرت الصحيفة ان الخطوة التي اتخذها الرئيس الأمريكي محفوفة بالمخاطر، وأن الغارة التي استهدفت الجنرال سليماني تتناقض مع سياسة الانسحاب الأمريكي من المنطقة، مشيرة إلى أن الديمقراطيين استنكروا خطوة ترامب واعتبروها متهوّرة. وحاورت الصحيفة الجنرال السابق في الجيش الأمريكي، بيتر مانسور، الذي وإن رحّب بمقتل «خصم خطير»، إلا أنه قال إن طهران ستسعى بلا شك إلى الاستفادة من هذا الاغتيال.

 

تصعيد خطير ينذر بمستقبل عنيف في العراق

ونشرت صحيفة «آي» البريطانية تحليلا كتبه، باتريك كوكبيرن، يتوقع فيه أن يتحول العراق إلى ساحة حرب بين الولايات المتحدة وإيران.. وفال: إن مقتل قاسم سليماني على يد الأمريكيين في بغداد تصعيد خطير ينذر بمستقبل عنيف في العراق، فالمواجهة بين الولايات المتحدة وإيران قد لا تكون في شكل حرب شاملة ومباشرة، ولكن العراق سيكون الساحة التي يتقاتل فيها الأمريكيون والإيرانيون..ويضيف الكاتب: قد لا يلجأ الإيرانيون وحلفاؤهم العراقيون إلى عمليات انتقامية فورية ضد الولايات المتحدة، ولكن رد فعلهم القوي سيكون الضغط على الحكومة العراقية والبرلمان والأجهزة الأمنية لإخراج الأمريكيين من البلاد..ويذكر الكاتب أن طهران كانت دائما الأقوى في أي صراع من أجل النفوذ في العراق بفضل الأغلبية الشيعية التي تسيطر على الساحة السياسية بدعم إيراني..ولكن نفوذ إيران تراجع في الفترة الأخيرة بسبب جهود سليماني في قمع الاحتجاجات الشعبية بطريقة وحشية أدت إلى مقتل 400 شخص وإصابة 1500 بجروح.

ويرى «كوكبيرن»، أن الغارة الجوية الأمريكية في بغداد ستخفف من حدة الغضب الشعبي المتزايد ضد إيران بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية العراقية إذ أن الهجوم الأمريكي انتهك سيادة العراق، ولا يمكن أن نتصور تدخلا أجنبيا أكثر فداحة من قتل جنرال أجنبي دخل العراق علنا وبطريقة قانونية، واستهدفت الطائرة المسيرة الأمريكية أيضا أبو مهدي المهندس قائد كتائب حزب الله، أقوى ميليشيا موالية لإيران. وإذا كان الأمريكيون يعتبرون قادة المليشيا مثله إرهابيين، فإن الكثير من العراقيين الشيعة يرون فيهم القادة الذين واجهوا صدام حسين وقاتلوا تنظيم داعش.

 

إعلان حرب مفتوحة

وكتبت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، في افتتاحيتها: إن التاريخ علّمنا ان بعض الاغتيالات يمكن ان تُشعل النار بين الأمم. وتمثّل تصفية الجنرال قاسم سليماني بأمر من دونالد ترامب على أي حال، تصعيدا كبيرا في «حرب الظل» التي تخوضها الولايات المتحدة وإيران بالوكالة في جميع انحاء الشرق الأوسط.. ويمثل اغتيال سليماني قائد قوة القدس الذراع الخارجية القوية للحرس الثوري، يمثل إعلان حرب مفتوحة، ما يستدعي ردا «مؤلما ورمزيا» ضد ما تصفه طهران بـ «الشيطان» الأمريكي.. وتضيف الصحيفة: في أي شكل سيأتي هذا الرد الايراني ومتى؟ لا أحد يمكن أن يتكهن، ولكن هذا الرد سيأتي.. وتتساءل «لوفيجارو»: وأوروبا أين هي من كل هذا؟ انها مهمّشة، فالاتحاد الأوروبي ـ الذي عمل جاهدا من اجل الاتفاق النووي مع إيران، يرى أن أمله في الحوار تلاشى، ولم يعد الاتحاد يتمتع بهامش كبير لأي مبادرات ديبلوماسية، وهو يخشى من التصعيد واشتعال الأزمة بين واشنطن وطهران.

 

حرب غير معلنة

وتحت نفس العنوان، نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية، مقالا افتتاحيا تقول فيه إن مقتل قاسم سليماني قضى على رجل شرير كان يقود أعمال التخريب الإيرانية في الشرق الأوسط، ولكن الولايات المتحدة مطالبة بوضع خطة لمواجهة الانتقام الإيراني المتوقع..وترى الصحيفىة، أن التبرير الأمثل لقتل مثل هذه الشخصية البارزة هو تعزيز محاصرة نظام إيران العدائي. ولكنه في الوقت نفسه يثير الانتقام ويحشد الدعم والولاء للملالي. وعلى الرئيس ترامب أن يطمئن الأمريكيين والحلفاء أن لديه استراتيجية لمواجهة مثل هذه التطورات..وتضيف التايمز: إن جرائم سليماني ضد الإنسانية لا تخفى على أحد. فهو رجل إيران الأول المسؤول عن زرع الفتن والإرهاب في الشرق الأوسط، فحيثما وجد شيعة حركهم من أجل النفوذ الإيراني. وأمد نظام الرئيس بشار الأسد بالدعم العسكري والمالي وهو يقمع الانتفاضة الشعبية بوحشية، وساعد في حصار مدينة حلب وتجويع أهلها حتى يستسلموا. ودرب الحوثيين في اليمن على مهاجمة المنشآت النفطية السعودية..وكان سليماني، حسب الصحيفة، مسؤولا مباشرا عن قتل مئات الأمريكيين وقاد جهود إخراج القوات الأمريكية من العراق، ومع ذلك فإن قرار ترامب فيه مجازفة، كما تقول الصحيفة، فبدلا من ردع إيران وأطماعها التوسعية فإن قتل سليماني قد يعزز جرأتها على تحدي المعايير الدولية.

وتقول التايمز: إن ترامب يعتقد أن طهران على الرغم من تهديداتها لا تملك القدرة على تنفيذ تلك التهديدات، وترى أن الرئيس الأمريكي يمكن أن يكون على حق لأن العقوبات ضربت اقتصاد البلاد، كما أن  الاضطرابات الداخلية هزت أركان النظام، وربما كشف مقتل سليماني عجز هذا النظام.. وفي نفس الوقت  حذرت الصحيفة من أن هذه ليست إلا تخمينات. فإيران لم تتراجع عن الاستفزازات التي تقوم بها في المنطقة. فقد لجأت في الفترة الأخيرة إلى أعمال القرصنة باعتراض السفن في مضيق هرمز، وهاجمت ناقلات نفط في الخليج. وأكثر من ذلك فقد أسقطت طائرة مسيرة أمريكية، وقصفت أكبر منشأة نفطية في العالم في السعودية.

 

 ترامب «يلعب بالنار»

وتناولت صحيفة «لومند» الفرنسية، تهديد المرشد الأعلى الإيراني خامنئي بـ «الانتقام» من الاغتيال الأمريكي الذي استهدف الجنرال سليماني في غارة أمريكية قرب مطار بغداد. واعتبرت الصحيفة أن استراتيجية الردع التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل عام من الانتخابات الرئاسية الامريكية والتي اسعدت الصقور في الإدارة الأمريكية هي استراتيجية محفوفة بالمخاطر. وتتعارض مع الالتزام الأمريكي بالانسحاب من الشرق الأوسط..وبينما ترى صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية، أن مخاطر انزلاق الأمور في الشرق الأوسط باتت كبيرة بعد الضربة الأمريكية التي أمر بها ترامب لتصفية سليماني.. وقالت الصحيفة: إن الرئيس الأمريكي دخل في حملة انتخابية على أمل الفوز بولاية ثانية..وحاورت الصحيفة .الباحث الاستراتيجي في معهد مونتاني، دومنيك موئيزي، الذي اعتبر أن  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «يلعب بالنار»، وهو اتخذ هذه الخطوة بتصفية سليماني لـ  «إرضاء قاعدته الانتخابية». ووصف الباحث الرئيس الأمريكي بـ «غير المسؤول» فهو يدخلنا في مرحلة تصعيد خطير لا تُعرف نتاجه وقد تكون عواقبه وخيمة.

 

على أبواب الحرب.

ونشرت صحيفة «الفايننشال تايمز» البريطانية، مقالا افتتاحيا تقول فيه «إن الغارات الجوية التي أمر بها ترامب جعلت الولايات المتحدة وإيران على أبواب الحرب»..وتذكر الصحيفة أن مبررات واشنطن لقرار الغارات الجوية واضحة. فهي قد حمّلت المليشيا المدعومة من إيران مسؤولية إطلاق صواريخ على قوات أمريكية مما أدى إلى مقتل مقاول أمريكي. وقتل مواطن أمريكي في كل الحالات خط أحمر عند واشنطن. وردا على هذا العمل أمر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشن 5 غارات جوية على ميليشيا الحشد الشعبي، التي حاصرت أيضا السفارة الأمريكية في بغداد. وبالنسبة لواشنطن لا يزال حادث اقتحام السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 عالقا في الأذهان..ومن الناحية العسكرية، وفقا للصحيفة، فإن القضاء على قائد الجناح الخارجي للحرس الثوري إنجاز كبير بالنسبة للولايات المتحدة، بل إنه أكبر من قتل أسامة بن لادن في عام 2011.فباعتباره قائدا لفيلق القدس، كان سليماني مسؤولا عن إنشاء كيانات وقوات موالية لإيران في الشرق الأوسط. ويشكل اغتياله في دولة أخرى استفزازا كبيرا خاصة أنه يحظى بشعبية كبيرة داخل البلاد.

وتضيف الصحيفة: يطرح هذا الأمر تساؤلا بشأن سبب لجوء الولايات المتحدة إلى هذا التصعيد في هذا الوقت تحديدا، ويتمنى حلفاء الولايات المتحدة، أن يكون التوقيت خاضعا لاستراتيجية واضحة.ولكن إدارة ترامب قدمت تبريرات مختلفة. فوزير الخارجية مايك بومبيو اتهم سليماني بالتخطيط لهجمات وشيكة على أهداف أمريكية. والبيت الأبيض بدأ يصدق الدعاية التي ينشرها هو بأن النظام الإيراني على وشك الانهيار. فلاشك أن العقوبات الاقتصادية تؤثر على مؤسسات البلاد. فقد شهدت مدن إيرانية احتجاجات ومواجهات مع أجهزة الأمن قتل فيها المئات من المتظاهرين. ولكن مقتل سليماني وحد زعماء إيران في الدعوة إلى الانتقام وإلى الاصطفاف وراء قيادة البلاد.وترجح الصحيفة أن تلجأ إيران إلى استهداف المصالح الأمريكية، عبر أعمال إرهابية تنفذها كيانات ومليشيا موالية لطهران، أو تنفيذ هجمات إلكترونية، وقد لا يكون هذا في القريب العاجل. وقد يكون العراق مسرحا للمواجهات الأمريكية الإيرانية مع ما يجلب ذلك من خراب ودمار للبلاد.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]