مواجهات دامية في مدن العراق.. ومخاوف من توعدات الغد
يوم غضب جديد، شهدته العاصمة العراقية بغداد، وعدد من المدن والمحافظات من بينهم، كربلاء، النجف، الناصرية، وسط سيطرة المتظاهرين على عدد من الساحات الرئيسية وإخراج القوى الأمنية منها..
ولكن ما يخفيه غدا الأثنين، سيكون أخطر في ظل توعد المتظاهرين بأكبر تصعيد بالعراق منذ أن بدأت المظاهرات في أكتوبر الماضي، وذلك حال عدم اختيار القوى السياسية والأحزاب، رئيس وزراء جديدا يكون مستقلا، وأن يتقدموا بالاسم لرئيس الجمهورية الذي بدوره يقوم بتكليف رئيس الوزراء الجديد بتشكيل الحكومة.
قال مراسلنا في بغداد، محمد فاضل، إن التصعيد سيستمر حتى الغد، مع الساعات الأخيرة للمهلة التي أعطت من المتظاهرين للقوى السياسية لاختيار رئيس جديد للحكومة يكون مستقلا.
ولفت إلى أن تصعيد الغد الإثنين سيكون أكبر في ظل الرغبة بتنصيب رئيس وزراء مستقل من جانب الأحزاب.
وتابع: “من الواضح وجود قطيعة بين الأحزاب وقادة المتظاهرين، ولكن هناك تسريبات حول أسماء ظهرت في الكواليس، من بينهم محمد توفيق علاوي، ووزير التخطيط علي شكري، ولكن حتى الآن لا يوجد أي اسم تقدمت به القوى السياسية إلى رئاسة الجمهورية لتسميته”.
وأكد فاضل أن المشهد اليوم مشابه لمشهد بداية المظاهرات في أكتوبر الماضي، لافتا إلى أن القوات الأمنية حاولت فتح ساحة الطيران مرتين ولكنها فشلت في ظل إلقاء المتظاهرين بزجاجات المولوتوف والحجارة على قوات الأمن، موضحا أن أغلب شوارع بغداد تشهد ارتباكا، في ظل إعلاق مداخل المنطقة الخضراء في العاصمة.
وسيطرت المواجهات على مدن العراق اليوم، ففي النجف أغلق الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار النجف، وبالتالي أصبحت جميع الطرق مغلقة، وفي الديوانية كان هناك إغلاق لبعض الدوائر الحكومية، وإطلاق الرصاص الحي على بعض المتظاهرين
أما في الناصرية فبدأت المفاوضات بين القوى الأمنية والمحتجين لفتح الجسور، ولكنها فشلت.
وفي كربلاء، حدثت مواجهات بالأيدي بين عدد من المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب
وفي بغداد، كان التوافد الكبير للطلاب إلى ساحة التحرير ودارت مواجهات في ساحة الطيران وسط عمليات كر وفر جاءت بسيطرة المتظاهرين على الساحة.
وأفاد مراسلنا بإصابة 14 متظاهرا جراء مصادمات مع قوات الأمن وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بالقرب من ساحة الطيران وسط بغداد.
كما قطع محتجون عددا من الجسور أمام حركة السير في محافظتي ذي قار والنجف جنوب العراق.
ومنذ قليل أوضح أوضح مراسلنا في بغداد أن الاحتجاجات في وسط العاصمة العراقية شهدت توافداً كبيراً للمتظاهرين، يتقدمهم طلبة الكليات والمعاهد، إلا أنها ليست الوحيدة، إذ كانت مدن أخرى في وسط وجنوب البلاد على موعد مع تصعيد كبير، وشهد بعضها شللاً كاملاً بعد إغلاق المحتجين للعديد من الطرق والجسور.
وأضاف أنه لم تظهر حتى الآن أية بوادر سياسية لانفراج الأزمة برغم مرور شهر كامل على انتهاء المهلة الدستورية لاختيار شخصية تتولى تشكيل الحكومة المقبلة، ويرى بعض المحللين السياسيين أن المرحلة المقبلة ستكون مربكة بشكل أكبر على المستويين السياسي والاقتصادي، وربما تمتد إلى المستوى الأمني أيضا.
وأشار مراسل “الغد” إلى أن الأحزاب السياسية العراقية لا تزال متمسكة بضرورة كونها المتصدر للمشهد في البلاد، ولا تقبل بأن يُفرض عليهم أي مطلب من قبل المتظاهرين المحتجين.
