في رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رسم القيادي محمد دحلان ملامح لحظة فاصلة في تاريخ القضية الفلسطينية، لا تمتلك السلطة ولا القيادات الشعبية كلها إلا أن تحمل هذه اللحظة على محمل صناعة التاريخ، وأن تفعل ما يستوجب مواجهة صفقة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بصفقة شعب طامح إلى الحرية.
وطالب دحلان في رسالته إلى الرئيس عباس بالتخلي عن كل ما يُفرق بين الفلسطينيين، وعودة الجميع إلى ما يوحّدهم.
وحيال مؤامرة “أمريكية إسرائيلية” -هي الأخطر في مسار البحث عن حل، دعا دحلان القيادة الفلسطينية لأن تكون على قدر المسؤولية في المواجهة.
وقال دحلان في رسالته: “كلنا مسؤول”، واستطرد مخاطباً الرئيس عباس: “لكن المسؤولية الأولى على عاتقك بكل ما تمتلك من مصادر للقرار، وعيون شعبنا شاخصة إليك بانتظار ما ستتخذ من قرارات ومواقف تجسد كفاح شعبنا الطويل، وتضحيات قوافل شهداء وأسرى ثورتنا المباركة”.
ودعا دحلان في رسالته إلى إعلان قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وفقا للقرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال: “نعم نعلنها دولة فلسطينية تحت الاحتلال، بديلاً عن كل اتفاقات وتفاهمات وقيود أوسلو، ونلغي بموجبها وثيقة الاعتراف المتبادل والتنسيق الأمني، ثم بعد ذلك نعمل بكامل طاقتنا لحمل العالم على الاعتراف بقراراتنا، وتوفير الحماية الدولية اللازمة لشعبنا ولدولتنا المحتلة”.
وأكد دحلان في رسالته أن الشعب الفلسطيني في انتظار قرارات حاسمة، لتصبح قاطرة للمواقف العربية والدولية، وأن تخرج للعالم بمواقف واضحة حاسمة لا تحتمل التأويل.
وتابع دحلان عبر رسالته لعباس: “أقول لك مطمئناً إن بيدك كسر حلقات هذه المؤامرة، وبيدك قلب الطاولة على رؤوس مدبريها”.
والآن ينتظر الجميع، هل تخرج القيادة الفلسطينية من دائرة الشجب والتنديد إلى دائرة الفعل المضاد، وهل تبدأ في مخاطبة العالم من موقع الفعل لا رد لفعل، إنها لحظة فاصلة وساعة الفعل فيها قد أزفت.
