افتتح الرئيس اللبناني، الخميس، أول تنقيب استكشافي عن النفط والغاز في البحر، واصفا ذلك بأنه “يوم تاريخي” بالنسبة للبلد الذي يعاني من نقص حاد في السيولة المالية.
وتحدث ميشال عون على متن سفينة التنقيب تونغستن إكسبلورر، الذي سوف تنفذ عملية التنقيب في أول بئر استكشافي، يقع على بعد نحو 30 كيلومترا (18 ميلا) من العاصمة بيروت.
قال عون: “يوم تاريخي وسعيد للبنان، وبداية تحقيق الحلم، الذي عملنا من أجل تحويله إلى واقع”.
يتناقض الحفل في عرض البحر بشكل صارخ مع الأزمة المالية والاقتصادية، التي أصابت لبنان بالشلل، والتي تشتمل على أزمة سيولة متزايدة وديوان متراكمة.
أدت الحدود على السحب النقدي إلى احتجاجات ضد المؤسسات المالية، بما في ذلك هجمات عنيفة على ماكينات الصراف الآلي وبعض أفرع البنوك.
تعاني لبنان من واحد من أعلى الديون بالنسبة للناتج القومي في العالم، حيث تبلغ ديونها 87 مليار دولار أو أكثر من 150% من الناتج القومي.
وسط حالة من الترنح بسبب الانهيار الاقتصادي والمالي، تدرس الحكومة اللبنانية ما إذا كانت ستدفع أو تتخلف عن سداد ديونها البالغة 1.2 مليار دولار، والتي تستحق في الشهر المقبل.
لبنان لم يتخلف عن سداد ديونه. قد يكون التخلف عن السداد مكلفاً للاقتصاد الوطني والنظام المصرفي، الذي كان حتى الأزمة المالية الأخيرة أحد أكثر القطاعات ربحية ويتمتع بسمعة جيدة في لبنان.
يقول الخبراء، إن مسألة استخراج وجني فوائد النفط الموجود في مياه لبنان، في حالة العثور عليه، سوف تستغرق سنوات.
على متن السفينة، قال رئيس الوزراء حسان دياب: “من وسط الظلام الدامس تنفتح اليوم كوة نور كبيرة”، معربا عن أمله في أن يكون ذلك بداية لتحول من شأنه أن يشهد لبنان دولة نفطية.
قال المكتب الإعلامي لوزير الطاقة اللبناني، إن أعمال الحفر ستبدأ خلال أيام قليلة، بعد استلام معدات التنقيب والمؤن من القاعدة اللوجستية في ميناء بيروت.
في عام 2017، وافق لبنان على تراخيص كونسورتيوم دولي بقيادة شركة توتال وإيني الإيطالية ونوفيتك الروسية للمضي قدماً في تطوير النفط والغاز في الخارج في قطاعين من بين 10 مواقع في البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك واحدة تطالب بها إسرائيل جزئيًا.
قالت توتال إن عملية حفر البئر ستستمر لمدة شهرين على عمق 1500 مترا، يهدف البشر الاستكشافي إلى اكتشاف أهداف تقع على عمق أكثر من 2500 متر تحت سطح البحر.
في مرحلة لاحقة لم يتم تحديد موعدها بعد، يجب أن تبدأ أعمال الحفر في الموقع 9، والذي تزعم إسرائيل أيضًا أنه يتبعها.
من شأن وجود اكتشاف كبير في أقصى جنوب لبنان أن يثير احتمالات نشوب نزاع مع إسرائيل.
تتوسط الولايات المتحدة بين لبنان وإسرائيل على مساحة حوالي 860 كيلومترًا مربعًا (330 ميل مربع) من البحر الأبيض المتوسط تطالب بها كلتا الدولتين.
