وباء كورونا يشعل أزمة طائفية في الهند
تسبب تفشي فيروس كورونا في الهند في إشعال أزمة طائفية، حيث يواجه المسلمون اتهامات متواصلة من جانب الحكومة الهندية والمؤيدين لها، بشأن انتشار الوباء.
وتلقي الحكومة الهندية اللوم على اجتماع دعوي إسلامي وأنه السبب في زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا، وهو ما تسبب في تعرض المسلمين لمضايقات شديدة.
وحذر الخبراء من أن هذه التطورات قد تؤدي إلى تفاقم الوباء في ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.
فوصمة العار التي يواجهها المسلمون في الهند، تجعل معركة العاملين الصحيين ضد الفيروس أكثر صعوبة.
وسجلت الهند حوالي 24500 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد – تم ربط حوالي واحد من كل خمسة بالاجتماع الدعوي الإسلامي و775 حالة وفاة.
ويتوقع ألا يصل تفشي المرض إلى ذروته في البلاد حتى يونيو/ حزيران.
والتقى حوالي 8000 شخص في جماعة التبليغ لمدة ثلاثة أيام في مارس/ أذار في مقر الجماعة في منطقة نظام الدين المزدحمة في نيودلهي، قبل وقت قصير من حظر الحكومة الهندية التجمعات الكبيرة.
فيما ظل مقر الجماعة مفتوحًا، وأتاح لاحقًا مأوى للأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في حظر استمر 21 يومًا فرضه رئيس الوزراء ناريندرا مودي في 24 مارس/ أذار، وفقًا لمجيب الرحمن المتحدث باسم الجماعة.
في اليوم الثاني من الإغلاق، اكتشفت مداهمة حكومية على المجمع أكبر مجموعة تفشي للفيروس في الهند.
ورفعت الشرطة قضية ضد بعض قادة الجماعة لانتهاكهم الحظر، وهي تهمة تنفيها الجماعة.
وقال مسؤولون الثلاثاء، إنهم اعتقلوا 29 شخصا بينهم 16 أجنبيا شاركوا في الاجتماع الدعوي.
يأتي ذلك في ظل أجواء متوترة نتيجة أعمال شغب سابقة بسبب قانون تجنيس جديد يستبعد المسلمين، على نطاق واسع بسبب الادعاءات ضد الجماعة.
ونُقل عن سياسيين في حزب رئيس الوزراء مودي “بهاراتيا جاناتا” الهندوسي الحاكم في التلفزيون وفي صحف تصف حادثة الجماعة بأنها “إرهاب كورونا”.
وتداول في الهند أخبار ليست صحيحة حول المسلمين، بما في ذلك مقاطع مصورة يُزعم أنها تظهر أعضاء من الجماعة يبصقون على السلطات.
وثبت بعد ذلك أن المقاطع مزيفة، لكن بحلول 1 أبريل/نيسان، كان وسم أو هاشتاغ “جهاد الكورونا” رائجا على موقع تويتر في الهند.
وذكر لاف أجاروال، السكرتير المشترك لوزارة الصحة الهندية، مرارًا وتكرارًا الجماعة بالاسم في جلسات إفادة يومية. في الخامس من أبريل/ نيسان.
وقال، إن عدد حالات الإصابة بالفيروس قد تضاعف في 4.1 أيام فقط، كان يمكن أن يكون أبطأ بمعدل 7.4 أيام “لو لم تنشأ حالات إضافية بسبب اجتماع جماعة التبليغ.”.
وفي نفس اليوم، وقعت حادثة قتل دلشاد محمد، الذي تعرض لهجوم من جيرانه ووصم بأنه يساهم في نشر الفيروس.
ونتشر الذعر واللوم والوصم في جميع أنحاء الهند عندما تجنب جيران، دلشاد محمد، بائع الدجاج البالغ من العمر 37 عامًا في بانجاره، وهي قرية في ولاية هيماشال براديش الجبلية، لأنه أوصل عضوين من جماعة التبليغ إلى قريتهم على دراجته النارية.
فيما اتهمه جيرانه بمحاولته عمدا إصابتهم بالفيروس.
وكانت الهند تواجه توترات مؤخرا وأعمال شغب بسبب قانون تجنيس جديد يستبعد المسلمين، على نطاق واسع.
