توقع خبراء في المؤسسات المالية والاقتصادية العالمية، تراجع هيمنة العملة الأمريكية (الدولار) على سوق العملات، وأن أيام هيمنة الدولار باتت معدودة، بحسب تعبير الباحث الاقتصادي الروسي، دميتري ميجونوف، وبعد أن كانت النظرة التقليدية إلى سوق العملات، خلال الأزمات، بأن الدولار لا يمكن أن يسير إلا في اتجاه واحد، هو الصعود. إنما، هذه المرة، يمكن أن يكون الأمر مختلفا. فميزان المدفوعات وسعر الدولار الحقيقي يقولان بضعف العملة الأمريكية.
اختلال التوازن بين عاملي القوة للاقتصاد
ويشير الخبير الاقتصادي، ستيفن روتش، إلى أن قوة أي عملة تعتمد على عاملي القوة الأساسية للاقتصاد، ورؤية الخارج لنقاط القوة والضعف في الدولة المصدرة للعملة.. وفي الولايات المتحدة، كان التوازن بينهما على ما يرام لفترة طويلة، لكنه بدأ يختل تدريجيا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الأزمة الناجمة عن وباء كورونا، إنما مقدمات ذلك نضجت قبل الوباء بكثير.
ويقول الخبير الروسي «ستيفن روتش» ـ كبير اقتصادي Morgan Stanley سابقا ـ إنه بالدرجة الأولى، يلفت النظر معدل ادخار (الأسر والشركات والدولة)، وهو الآن عند مستوى قياسي منخفض في أمريكا.
معدل الادخار سينهار
ويبدو أن معدل الادخار سينهار نتيجة للأزمة ويصل إلى ناقص 5-10%. وقد كان الرقم القياسي السابق الذي سجل في العام 2008 هو ناقص 1.8%. ووفقا لروتش، حتى كون الدولار عملة احتياطية، لن يستطيع احتواء مثل هذه الضربة. وأن عملية الانهيار ستبدأ عند إدراك تلاشي الصدارة الأمريكية.
وبحسب روتش، يمكن أن يحدث الانهيار في نهاية العام الحالي أو في بداية العام التالي. وهو يرى أن الدولار قد ينخفض بنسبة 35 % مقابل سلة من العملات، دون الحد الأدنى المحدد للعام 2021. ويمكن أن يترتب على ذلك، في الأزمة وفترة ما بعد الأزمة، عواقب عصية على التنبؤ..
أيام الدولار معدودة
ويشير روتش إلى أن انخفاض الدولار قد يتزامن مع تعزيز عملات شركاء أمريكا التجاريين الرئيسيين. وبشكل أساسي، الاتحاد الأوروبي والصين.
نظرة الخبير الاقتصادي العالمي، ستيفن روتش، تتوافق تماما مع توقعات عدد كبيرمن الاقتصاديين، يرون اختلال الوضع المهيمن للعملة الأمريكية.
ويرى خبراء أسواق المال، في موسكو، أن أيام الدولار معدودة، وسوف ينخفض، ولكن جميع العملات الأخرى ستنخفض معه، وسوف تتنافس البلدان على من سيُسقط عملته بشكل أقوى.. وفي مثل هذه الظروف، يمكن أن يعود الذهب إلى الارتفاع.
النفط ينهار
ويستبعد الخبراء عودة أسواق النفط إلى مستويات ما قبل الأزمة من الطلب على النفط، قبل عام من الآن..ويرى الخبير الروسي، نيكولاي ماكييف، لم يكفِ أن مخزون التفاؤل بصفقة «أوبك+»، لم يكف لتقييد استخراج «الذهب الأسود» أكثر من شهر. فقد انهار سعر البرميل مرة أخرى. فالمستثمرون، يخشون موجة أخرى من وباء الفيروس التاجي، بدأت في الولايات المتحدة والصين.
مرافق تخزين النفط و«كورونا» وراء تقلبات الأسعار
ويؤكد الخبراء أن التقلبات في أسعار النفط على علاقة مباشرة بتطور وباء الفيروس التاجي. فمن شأن موجة ثانية من الوباء أن تخفض الطلب العالمي على الطاقة وتسبب انهيار الأسعار، كما أن مرافق التخزين الأمريكية تحت الأرض متخمة بالنفط، وقد سجلت مؤخرا رقما قياسيا تاريخيا جديدا من حيث احتياطيات «الذهب الأسود».
ووفقا لأوبك، سوف يستغرق تخفيض الاحتياطيات إلى مستوياتها الطبيعية حوالي عام. ففي الهند، التي تعد واحدة من أكبر المستهلكين في العالم للهيدروكربونات، انخفض، مع نهاية شهر مايو/ آيار، استهلاك المنتجات النفطية بمقدار الربع.
الإفراط في التخزين.. وديناميكيات الأسعار
ويلاحظ وسيط « BCS Broker »، فيكتور شيغلوف، أن التطور السريع لوباء فيروس كورونا المستجد، يعزز المخاوف حول انتعاش الطلب على النفط في المستقبل. فعلى الرغم من رفع الحجر الصحي في بلدان مختلفة، فقد دخل الاقتصاد العالمي في حالة ركود، ولا حديث عن أي انتعاش في الطلب إلى مستويات ما قبل الأزمة. وفي أفضل الأحوال، سوف يتعافى (الطلب) بنسبة 80-85%. وهذا يعني أن فائضا كبيرا من الخام سيبقى في السوق
.ويرى رئيس قسم تحليل البيانات فيCEX.IO Broker ، يوري مازور، أن من السابق لأوانه الحديث عن تفريغ منشآت تخزين النفط. كما يؤثر الإفراط في التخزين سلبا على ديناميكيات الأسعار ويحول دون تحسن المؤشرات. وثمة احتمال كبير لأن لا يتم تحقيق التوازن بين الإنتاج والاستهلاك قبل منتصف العام 2021، على أن لا تحدث موجة جديدة من تفشي فيروس كورونا.
