قضية جديدة تضاف إلى سجل انتهاكات الحكومة القطرية ضد العاملين في مشروعات كأس العالم لعام 2022، حيث كشف المنظمون عن أول وفاة أول عامل هناك بعد إصابته بفيروس كورونا، هذا فضلا عن تسجيل 1102 إصابة بالفيروس في أوساط العاملين في المشروعات الإنشائية الخاصة بالبطولة.
واعترفت اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن تنظيم البطولة بهذه القضية الجديدة بقولها: “تلقينا ببالغ الأسى نبأ وفاة مهندس يبلغ من العمر 51 عاما ويعمل لدى شركة كونسبيل نتيجة إصابته بفيروس كورونا”.
وأضافت أن المهندس عمل في مشاريع اللجنة العليا منذ أكتوبر الماضي، ولم يكن يعاني من أي مشكلات صحية”، إلا أنه لم يتم الإعلان عن جنسية المتوفى.
ورغم تفشي الفيروس القاتل في البلاد، أصرت السلطات القطرية على عدم توقف مشروعات بناء ملاعب كأس العالم، واكتفت بفرض قواعد جديدة لتشجيع التباعد الاجتماعي.
العمال وكورونا
وفي منتصف أبريل/نيسان، أعلنت قطر أولى الإصابات بفيروس كورونا المستجد لعمّال في ورش بناء ملاعب المونديال.
ويشكل الأجانب 90% من عدد سكان قطر البالغ 2,75 مليون نسمة، وغالبيتهم من دول نامية يعملون في مشاريع مرتبطة باستضافة الإمارة لكأس العالم لكرة القدم.
لكن العمال الأجانب لم يكونوا في منأى من انتشار فيروس كورونا المستجد، فأصيب به عدد كبير منهم أو خسروا عملهم.
وتبقى مواعيد إقامة بطولة كأس العالم المقرر عقدها في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2022 ثابتة ولم يتم تأجيلها بسبب فيروس كورونا المستجد الذي أدى إلى تأجيل أولمبياد طوكيو وبطولات الكرة الأوروبية.
اعتراض بلاتيني
واعتراضا على الجرائم القطرية في حق العمال، دعا رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السابق، ميشيل بلاتيني، إلى سحب تنظيم كأس العالم من قطر بسبب المخالفات التي ارتكبتها تجاه العمال والرشاوى والفساد مقابل الحصول على حق التنظيم.
وقال بلاتيني، في تصريحات له، إنه كان يرغب في أن يتم لعب كأس العالم في جميع دول الخليج وليس في قطر فقط.
واستنكر بلاتيني وفاة العديد من العمال الوافدين في قطر بسبب استعدادهم لتنظيم كأس العالم، وكانت صحيفة الجارديان البريطانية قد كشفت عن وفاة عدد من العمال في قطر بسبب ارتفاع درجة الحرارة والإجهاد.
قلق حقوقي
كما كشفت منظمة العمل الدولية عن اعتقال قطر لعدد من العمال في بناء الاستادات بسبب إصابتهم بفيروس كورونا، كما شهدت قطر تظاهرات عدة للعمال الوافدين اعتراضا على تأخر الرواتب.
وأدانت منظمة العفو الدولية قرارا صدر بمنع شركة قطرية تساعد في بناء ملعب ستقام فيه بعض مباريات كأس العالم لعام 2022 من المشاركة في مشروعات النهائيات وذلك بعد أن ظل العاملون فيها شهورا بلا أجور في واقعة قالت المنظمة إنها تبرز عدم كفاية معايير رعاية العمال.
وقالت المنظمة، في تقرير، إن حوالي 100 عامل بشركة قطر ميتا كوتس وهي شركة مقاولات تعمل من الباطن في بناء استاد البيت ظلوا فترة تصل إلى سبعة أشهر بلا أجور ولا يزال لهم مستحقات لم تصرف.
وأضافت أن الشركة القطرية لم تجدد تصاريح الإقامة لمعظم العمال وهي ضرورية لعمل الوافدين في قطر.
ونقل التقرير عن عمال حاورتهم المنظمة قولهم إنهم دفعوا رسوما تتراوح بين 900 دولار و2000 دولار لوكلاء التوظيف في بلادهم للحصول على هذا العمل.
ووصفت منظمة العفو الدولية معايير رعاية العمال بأنها غير كافية لمنع الانتهاكات وتوفير الحلول في الوقت المناسب.
كما اتهمت المنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالتقاعس عن التعامل بجدية مع انتهاكات حقوق الإنسان فيما يتصل بكأس العالم لعام 2022.
وقال الفيفا إنه يشعر أيضا بالقلق لعدم صرف الأجور للعمال لكنه يعترض بشدة على اعتبار هذا الحادث انعكاسا منصفا للتدابير السارية لحماية حقوق العمال أو التزامه بحقوق الإنسان.
وذكر مكتب الاتصال الحكومي في قطر إن السلطات فرضت على الشركة عقوبات مالية وعلقت عملياتها لحين سداد جميع المرتبات المعلقة.
الاستعانة بإسرائيل
وقد لجأ النظام القطري إلى إسرائيل من أجل مساعدته في الترويج للبطولة في ظل هذا الكم من التجاوزات وانتهاك حقوق الإنسان، وهو ما قوبل بالرفض الشعبي، فقد أثارت تصريحات مسؤول قطري على قناة إسرائيلية، ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل بحث النظام القطري بشكل دائم على مسارات وفرص تقوي علاقاته التطبيعية مع تل أبيب.
وظهر المسؤول القطري ناصر الخاطر المدير التنفيذي لكأس العالم 2022 على قناة إسرائيلية للترويج لاستضافة بلاده المونديال القادم.
وانتقد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماع التطبيع القطري مع إسرائيل على المستويات السياسية والاقتصادية والرياضية.
وتصدر هاشتاجات تويتر في الساعات الأخيرة، هاشتاج “مسؤول قطري بقناة إسرائيلية”.
ويبدو أن قطر تراهن كثيرا على إسرائيل في الترويج لتنظيم كأس العالم 2022، حيث إن واقعة “الخاطر” لم تكن الأولى.
ومن ضمن هذه الوقائع، لقاء حسن الذوادي مسؤول البنى التحتية وبناء ملاعب كأس العالم في قطر، مع موقع ” سبورت وان” الرياضي الإسرائيلي سنة 2017، ليؤكد وقتئذ أن الإسرائيليين مرحب بهم في الدوحة، لمشاهدة الفرق التي ستشارك في المونديال.
