الأزمة الاقتصادية تطحن المسنين في لبنان
انعكست الأزمة المالية وجائحة كورونا على شكل الحياة في لبنان، وبات الكثير منهم يعاني من تدهور أحواله المعيشية خاصة من المسنين محدودي الدخل الذين يعجزون على مضاعفة ساعات العمل لمواجهة التحديات والأعباء المالية.
شبح الفقر
يصر أبو تيسير على المداومة في المقهى رغم تراجع عدد الزبائن إلى حد كبير، حيث يعمل في هذا المقهى منذ 13 سنة وكانت أحواله المعيشية بخير.
لكن الأزمة المالية وما تخللها من إقفال بسبب كورونا أديا إلى انتكاسة تحول دون قدرة أبو تيسير على تأمين ما يحتاج إليه من علاج صحي واحتياجات.
يقول أبو تيسير، إن “من كان يقبض راتبًا أصبح يقبض نصفه، فمن يريد أن يشرب فنجان قهوة، يقول إنه يمكنه الاستغناء عنه”.
ويضيف “كنا نأخذ كيلو البن بعشرة آلاف، الآن الكيلو بـ45 ألفًا، والكيلو يؤمن 60 فنجانًا.. أدفع 45 ألفا ولا أربح منه ليصل إلى 15 ألفا باليوم، طيب أنا كيف آكل وأعيش!!؟”
يقطن أبو تيسير في الحي الغربي في المدينة الرياضية. هو السبعيني المعيل الوحيد لأسرته.
تقول زوجته سامية ، إن” إعداد الطعام بات مهمة صعبة، الثلاجة مليئة بالأطباق، ولكن الأخيرة شبه فارغة”.
تكمل سامية شكواها “إذا أردت أن أعبئ زيتًا، أقول أعطني بثلاثة آلاف ليرة لبنانية. يعطيني القليل القليل،. لا تكفي لكي أطبخ، وأسوي الأكل من دون لحم، وأريد أن أشتري فواكه ولكن لا أشتري. فكل سلعة ارتفع ثمنها، لذلك أحتار ماذا عليّ أن أفعل؟!”.
تلقت العائلة مساعدات لكن لا يزل شبح الفقر يلوح أمامهم نظرًا للتدهور المستمر للأحوال، أبو تيسير وزوجته اثنان من كثيرين في لبنان يعانون من مصير الفقر والعوز الحتمي.
المسنون يدفعون الثمن
يؤكد خبراء أن المسنين العاملين والذين يقبضون بالعملة الوطنية هم من أبرز ضحايا الأزمة المالية الطاحنة في لبنان.
وقال الخبير المالي جهاد حكيم “عنونت صحيفة تليجراف أن 75% من اللبنانيين يمكن أن يحتاجوا لمساعدات غذائية في نهاية العام وأن الكثيرين من اللبنانيين يمكن أن يموتوا من الجوع”.
ويكمل “المسنون هم أكثر عرضة من غيرهم وليس هناك من تغطية صحية في لبنان لجميع المواطنين”.
