أرجأت محكمة تركية، البتّ بشكلٍ نهائي، في طلب تحويل متحف آيا صوفيا الشهير في إسطنبول، إلى مسجد، اليوم الخميس.
وقالت المحكمة التي عقدت جلستها الخاصة بمناقشة هذا الملفّ، صباح الخميس، إن القرار النهائي بخصوص وضع آيا صوفيا، سيصدر خلال 15 يوماً من الآن.
وكانت الخارجية الأمريكية قد طالبت أنقرة بعدم تغيير واقع متحف آيا صوفيا، وهو ما اعتبرته الخارجية التركية، تدخّلاً في الشؤون الداخلية للبلاد.
وشهدت المحكمة العليا في تركيا جلسة وصفت بالمهمة للمحكمة بخصوص هذا الملفّ.
ورأى مراقبون أن حساسية الملفّ والمكان، كانت من أبرز أسباب التريّث في صدور قرار نهائي.
ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إلياس كيليتش أصلان “آيا صوفيا كمكان، هو مهم جداً، لأنه كان رمزاً لتحوّل المدينة في السابق، ولذلك هو مهمّ للمسلمين من جهة، وللعالم المسيحي من جهة ثانية، لأنه كان في فترة تاريخية سابقة مركزاً للحكم البيزنطي، ومن هنا نفهم حساسية الموضوع، وربّما هذا هو سبب التريث في إصدار القرار اليوم”.
وبعض المراقبين في تركيا، رأوا بأن الجهات الرسمية ترغب في صدور قرار تحويله إلى مسجد، قبل الذكرى الرابعة لمحاولة الانقلاب الفاشلة، لكن انتقادات المعارضة التركية لموقف الحزب الحاكم من هذا الملفّ، لم تتغيّر.
وقال المتحدّث باسم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة،فائق أوزتراك، خلال مؤتمر صحفي، إنه منذ 18 عاماً، والحزب الحاكم في الحكم، وطوال هذه الفترة يستغلّ ملفّ آيا صوفيا بين وقت لآخر لتحقيق أهداف سياسية وانتخابية.
وأضاف القيادي المعارض قائلا “نحن نقول له كفى استغلالا لهذا الملفّ لتحقيق أهدافكم السياسية والانتخابية على حساب هذا المكان البالغ الأهمية والحساسية، إضافة إلى أن هذا الملفّ ليس الأولوية الآن في تركيا”.
وتتجه الأنظار الآن إلى ما سيكون عليه قرار المحكمة التي تتابع الملف، وهو القرار الذي قد تُبنى عليه سياسات وربما علاقات دولية جديدة في السنوات القادمة، فيما يتحصّن الحزب الحاكم بالقول، إنه يفعل ما يطلبه الشعب.
