أفاد مراسلنا من بغداد بأن مسلحين قاموا باغتيال المحلل الأمني العراقي، هشام الهاشمي، مساء اليوم، في منطقة زيونة في قلب العاصمة بغداد، بينما كان الهاشمي عائداً إلى منزله من مقابلة على إحدى الفضائيات.
ولدى عودته اعترضه مسلحون مجهولون كانوا يستقلون دراجة نارية، وقام أحدهم بإطلاق النار عليه عبر رشاش، يطلق عليه محليًا “الغدارة”، ثم قام مسلح آخر بالنزول وإطلاق النار على الهاشمي في رأسه عبر مسدس.
وتابع أن الهاشمي توفي خلال نقله إلى مستشفى “ابن النفيس” من قبل أهالي المنقطة، لافتا إلى أن المقلق أن منطقة الحادث تقع في قلب العاصمة التي يفترض وجود انتشار أمني بها، وتُعد مغلقة أمنيأً نظراً لوجود عدد من منازل القيادات والمسؤولين بها، ما يطرح تساؤلا عن كيفية دخول هذه العناصر وكيفية خروجهم بعد تنفيذ العملية.
وأكد مراسلنا أن الهاشمي يُعد أحد أبرز الخبراء الأمنيين في العراق، وكان يمتلك الكثير من المعلومات حول الجهات المسلحة، خاصة تنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى أنه كان من المقربين من الإعلاميين والمتحدثين الرسميين.
وأشار إلى أن قوات الأمن تمشط المنطقة حاليا وتقوم بمراجعة كاميرات المراقبة في منطقة الحادث.
فيما قال أستاذ العلوم السياسية العراقي، الدكتور إحسان الشمري، إن عملية اغتيال الهاشمي هي مؤشر عن أن مرحلة تصفية الحسابات قد بدأت.
وأضاف أن العملية كذلك تعبر عن عجز كبير لحكومة مصطفى الكاظمي، الذي لا بد أن يتحمل مسؤولية ما يجري.
وقال الشمري خلال مداخلة لفضائية “الغد”، إن العراق قد يكون الآن أمام لحظة هجرة لأصحاب العقول والرأي، مؤكداً أن عملية الاغتيال تشير إلى أن الكلمة الصادقة والوطنية لم يعد لها مساحة في العراق.
ورأى أن الدولة غير قادرة على حماية أصحاب الرأي، وأن الحكومة الحالية تفتقد القدرة على ضبط السلاح المنفلت في الشارع وبين الميليشيات، مؤكدا أن “العراق لم يعد آمناً لأصحاب الرأي”.
ولفت إلى أن عملية الاغتيال تمت في منطقة محاطة أمنياً بإجراءات احترازية وتقع على مقربة من وزارة الداخلية العراقية ومقار الأجهزة الاستخباراتية، وهو ما يؤشر على وجود خلل لدى المنظومة الأمنية وعدم قدرة على ضبط الأمن في الأراضي العراقية، متابعاً أن أصحاب الرأي في العراق باتوا أمام تهديد مستمر.
