لا تتوقف تركيا عن إزعاج أوروبا ومحاصرة مصالحها في الشرق الأوسط مثل ليبيا وسوريا، وتتزعم فرنسا الموقف الأوروبي الغاضب من سياسات أنقرة العدوانية.
أوروبا ومجلس الأمن
شهدت جلسة مجلس الأمن بشأن الأزمة الليبية، التي أقيمت أمس الأربعاء، كلمات حادة من ممثلي الدول الأوروبية ضد تركيا.
وكشف فرانسوا ديلاتر المندوب الفرنسي في مجلس الأمن، عن أن البحرية التركية تنقل السلاح إلى طرابلس في انتهاك صارخ لمقررات مؤتمر برلين وقرارات مجلس الأمن.
وأكمل أن فرنسا ترى أن ليبيا بدأت تتحول إلى سوريا ثانية، داعيا إلى انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
الاتحاد الأوروبي يهاجم
يشن الاتحاد الأوروبي هجوما ضد تركيا وتحركاتها في ليبيا وسوريا والبحر المتوسط، وذلك خوفا على مصالح القارة العجوز.
وقال جوزيب بوريل، مفوض الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية، إن الاستقرار والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط يتطلب المشاركة الجماعية، وقد أثرت سنوات من النزاعات في ليبيا وسوريا على هذه المنطقة.
وأضاف أن التحركات التركية أثرت بشكل مباشر على مصالحنا وأمننا من حيث الهجرة غير المنضبط أو الإرهاب أو عدم الاستقرار السياسي من منطقة الساحل إلى الشرق الأوسط الأوسع.
وأكمل أن تركيا تنشط في النزاعات في كل من سوريا وليبيا، وهي في الواقع واحدة من أهم الجهات الفاعلة في كلا النزاعين.
تعنت تركيا
بالرغم من تحذيرات مجلس الأمن خاصة من ممثلي الدول الأوروبية بعدم عسكرة الأزمة الليبية والتوقف عن إرسال السلاح إلا أن أنقرة تصر على تعنت موقفها.
وقالت مصادر ليبية إن شحنة من الإمدادات العسكرية التركية وصلت إلى طرابلس في طريقها على الأرجح إلى قاعدة الوطية العسكرية غرب ليبيا.
و أكد المتحدث باسم الجيش الليبي، أن تركيا تواصل التحضير والتحشيد لمهاجمة سرت والجفرة، مؤكدا أن الجيش يرصد هذه التحركات.
استفزاز تركي
تصر أنقرة على استفزاز أوروبا في مناطق نفوذها في البحر المتوسط، بتحريك قطع عسكرية والإصرار على التنقيب.
وكشفت وسائل إعلام مقربة من الحكومة التركية عن استعدادات لإجراء مناورات عسكرية قبالة سواحل ليبيا، قائلة إن الهدف منها هو الاستعداد لاندلاع أي حرب محتملة شرق المتوسط.
فرنسا تقود
الغضب الأوروبي تقوده باريس التي تخلت عن لغتها الدبلوماسية واستخدمت لهجة حادة لردع أنقرة.
وانتقلت معركة باريس ضد أنقرة إلى ساحة مجلس الشيوخ الفرنسي الذي أكد أنن تركيا تنتهك القوانين البحرية بتنقيبها في المتوسط.
وأضاف مجلس الشيوخ الفرنسي، أن اتفاقية تركيا مع السراج ليس لها أي قيمة، موضحا أن الاتحاد الأوروبي يدعم موقفنا ضد تركيا.
وفي جلسة مجلس الشيوخ الفرنسي اليوم الخميس أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان أن باريس وروما وبرلين في جبهة واحدة.
أكمل أن “اللغة نفسها مع بعضنا البعض لنقول لهم إنّ من الملحّ التوصّل إلى اتفاق لتحقيق الاستقرار في جبهة سرت-الجفرة والتحقّق من الهدنة وبدء العمل على عناصر وقف إطلاق النار”.
