على حدود غزة.. رسائل متبادلة بالنار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل
بدأت درجات التوتر الميداني بالارتفاع على حدود قطاع غزة، في أعقاب التصعيد الإسرائيلي وعمليات القصف المتكررة لعدد من الأهداف والمواقع التي تتبع الفصائل الفلسطينية.
والتصعيد الميداني الجديد تزامن مع تهديدات إسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة، في حال استمر إطلاق البالونات الحارقة تجاه المستوطنات والبلدات المتاخمة للحدود واستمرار اشتعال النيران في الحقول والبساتين في تلك المناطق.
وقال وزير جيش الاحتلال ورئيس الوزراء البديل، “بيني غانتس” اليوم الإثنين، خلال جلسة استماع أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست حول الوضع الأمني، إن حكومته ليس لديها أي مصلحة في التصعيد العسكري بغزة”.
وأضاف: “كل ما نريده هو عودة أولادنا – في إشارة إلى الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدي حركة حماس ـ ونحن سنكون سعداء لازدهار الوضع الاقتصادي بغزة”.
تدهور عسكري
وقال الخبير العسكري الإسرائيلي، أمير بوخبوط ، إنه في الوقت الذي تتوجه فيه عيون قادة الجيش نحو الجبهة الشمالية، فإن فرقة غزة بالجبهة الجنوبية تستعد للحرب، خاصة مع تعيين الجنرال نمرود ألوني قائدا جديدا للفرقة، ما يشير مرة أخرى إلى مدى تفجّر الساحة الفلسطينية، واحتمال حدوث تدهور أمني وعسكري كبير”.
وذكر الخبير الإسرائيلي في تقرير نشره موقع “ويللا” العبري، أن “ألوني” يعتقد أن إطلاق الصواريخ الأخيرة من غزة، بمنزلة جرس إنذار لكل من يعتقد أن المنظمات المسلحة بغزة قد غفت على عجلة القيادة”، بحسب تعبيره.
وأشار بوخبوط أن الساحة اللبنانية يعرّفها الجيش الإسرائيلي على أنها الأكثر دموية، إلا أن ساحة قطاع غزة متفجرة، وقد تفاجئنا بأي لحظة، ويرجع ذلك بشكل أساسي لغياب الاستقرار وتفاقم المشاكل الاقتصادية منذ حرب عام 2014، وقرارات رئيس السلطة بفرض عقوبات اقتصادية عليها”.
تصعيد ورسائل بالنار
ورجّح مراقبون أن عودة البالونات الحارقة والقصف الصاروخي يشيران إلى “تصعيد تدريجي” على حدود غزة في ظل تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية وانعدام أي أفق لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وعدم احراز أى تقدم في اى من الملفات وفي مقدمتها إبرام صفقة تبادل جديدة بين حماس وإسرائيل.
وأطلقت كتائب القسام الجناح المسلح أمس الأحد عدد من الصواريخ التجريبية تجاه البحر، وصفها المراقبون بأنها رسائل بالنار لإسرائيل تحذرها من مغبة مواصلة استهداف المواقع الفلسطينية والتوغل على المواطنين بذريعة البالونات الحارقة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، إياد القرا: “قصف الاحتلال لغزة محاولة لفرض معادلة جديدة ترتبط بأن عودة البالونات الحارقة يقابلها قصف لمواقع المقاومة”.
وشدد على أن الفصائل الفلسطينية لن تسمح للاحتلال بفرض معادلته التي يحاول ترسيخها ميدانياً على الأرض، باعتبار أن البالونات فعل شعبي خشن تم اللجوء له في مواجهة مماطلة وتسويف الاحتلال في تنفيذ التفاهمات.
وأكد القرا أن الاحتلال لم يلتزم بتطبيق التفاهمات التي تم التوصل اليها في أعقاب الحرب الأخيرة على غزة صيف 2014 ، مشيراً إلى أن البالونات قد لا تتوقف إلا بتطبيق تفاهمات التهدئة، وفي مقدمتها إنهاء الحصار وتخفيف القيود عن قطاع غزة.
وكان قوات الاحتلال الإسرائيلي قد قصفت مساء أمس نقطة مراقبة تابعة لحكرة حماس شمال قطاع غزة، بزعم الرد على إطلاق البالونات الحارقة التي تسببت باندلاع حرائق في مستوطنات غلاف غزة .
وفي بيان مقتضب، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال: “أغارت طائرة عسكرية قبل قليل على موقع رصد تابع لحماس في شمال قطاع غزة، ردًا على إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة نحو الأراضي الإسرائيلية”.
البالونات الحارقة
وكان وزير الأمن الإسرائيلي، “بيني غانتس”، اجتمع الأحد، مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، “أفيف كوخافي”، وقادة الأجهزة الأمنية لمناقشة “التوترات الأمنية” في محيط قطاع غزة، في أعقاب تصاعد إطلاق البالونات الحارقة خلال الأيام الأخيرة.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن قادة الأجهزة الأمنية خلصوا في نهاية الاجتماع الذي عقد إلى أن استمرار إطلاق البالونات سيؤدي إلى رد عنيف حتى لو أدى ذلك إلى تصعيد شامل”.
ومنذ أربعة أيام متتالية يواصل النشطاء الفلسطينيين عن إطلاق البالونات الحارقة باتجاه مستوطنات غلاف غزة والمناطق الحدودية ما تسبب باندلاع حرائق في أكثر من مكان، دون أن يتم الإعلان بشكل رسمي من جهة فلسطينية.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المناطق المحاذية للقطاع، شهدت، الأحد، اندلاع حريقين في منطقة حرشية في النقب الغربي، عقب سقوط بالونات حارقة أطلقت من المناطق الشرقية لقطاع غزة.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق نار من غزة استهدف العمال الذين يعملون بالجدار الأمني العازل على طول الحدود دون وقوع إصابات، وتوقف العمل بالجدار على غثر ذلك، ورد جيش الاحتلال بقصف مواقع للفصائل الفلسطينية.
تحذيرات فلسطينية
بدورها، حذرت حركة الجهاد الإسلامي قوات الاحتلال من استمرارها في الإرهاب المنظم ضد المواطنين الفلسطينيين، مؤكدة أنه سيؤدي إلى رد فعل فلسطيني، وعلى الاحتلال تحمل نتيجة أي أذى يلحق بالمواطنين والمزارعين نتيجة هذا التصعيد العدواني.
وقالت الحركة في تعقيبها على عمليات القصف، إن تكرار الاعتداءات الصهيونية بحق أبناء شعبنا هو إمعان في العدوان الذي يمارسه الاحتلال والذي تجلّت صورته البشعة في الجريمة النكراء التي أدت لاستشهاد المواطنة داليا السمودي في جنين يوم الجمعة الماضي.
وأكدت الحركة أن استمرار اطلاق النار العشوائي تجاة المزراعين والمواطنين في غزة، هو تهديد واضح للمدنيين ويعرض حياتهم للخطر الشديد.
