أجرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، الخميس، محادثات في بغداد ركزت على دعم العراق في مواجهة التدخلات الخارجية وتهديدات داعش الإرهابي.
ووصلت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي مساء الأربعاء إلى بغداد للتعبير عن دعمها للحكومة العراقية الجديدة.
وتواجه الحكومة العراقية الجديدة برئاسة وزير المخابرات السابق، مصطفى الكاظمي سلسلة من الأزمات الأمنية والسياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى أن عدم توافر الدعم الدولي سيضعف قدرتها على مواجهة الأزمات، ويوقع البلاد أمام اختبارات أمنية أصعب.
وتعهدت وزير الجيوش الفرنسية بتقديم الدعم الاقتصادي والعسكري، وهو ما يشكل عنصرا حيويا لضمان قدرة الحكومة التماسك في مواجهة الاختناقات التي جعلت العراق يقف على شفير الهاوية عقب 17 عامًا على هيمنة إيران على مقدرات البلاد.
وتعد زيارة فلورنس بارلي هي الزيارة الثانية لوزير فرنسي في غضون 6 أسابيع، بعد زيارة وزيرة الخارجية جان إيف لودريان، الأمر الذي يعكس حجم الاهتمام الفرنسي المتنامي في العراق.
وطرح برنامج «وراء الحدث» ملف المحادثات الفرنسية العراقية، وإعادة تموضع القوات الأمريكية، أو خروجها بعض المعسكرات لمعرفة أهداف هذه الزيارة التي وصفت بأنها الأهم.
وفي السياق، قال وائل الركابي الباحث في الشؤون السياسية، إن المصالح السياسية هي التي تجعل فرنسا وغيرها من الدول أن تتعامل مع العراق، وأن السياسة الفرنسية في الفترة الأخيرة هي سياسة اصطياد الثغرات، مؤكدا أن هناك مصالح تريدها فرنسا في العراق.
وأوضح الركابي، أن الزيارة الفرنسية ستأخذ بعدًا دبلوماسيًا فقط، ولن تؤثر هذه الزيارة على رضوخ الحكومة العراقية للإرادة الأمريكية.
كما أشار الركابي إلى أنه لا يتصور أن يسعى الكاظمي لإبعاد امريكا وإيران من الشأن العراقي، وينفتح على فرنسا والصين وألمانيا.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، في وقت سابق تسلم موقع معسكر التاجي من قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، موضحة أنه سيتم وضع جدول زمني لتسليم بقية المواقع التي يشغلها التحالف بعد أن تسلمت حتى الآن 7 قواعد عسكرية.
من جانبه قال المحلل السياسي، مصطفى طوسة، إن هناك قاسم مشترك بين المقاربة الأمريكية والمقاربة الفرنسية تجاه العراق، خصوصا منذ وصول مصطفى الكاظمي إلى السلطة في العراق.
ويرى طوسة أن الهدف الأساسي للزيارة الفرنسية هي عودة العراق إلى بيئته العربية والخليجية، وأن لا تبقى إيران هي سيدة القرار السياسي في بغداد «على حد قوله».
جدير بالذكر أن وزيرة الجيوش الفرنسية التقت اليوم الخميس وزير الدفاع العراقي جمعة عناد والرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ومن المقرر أن تتوجه لاحقا إلى إقليم كردستان العراق.
وقالت الوزيرة الفرنسية، خلال مؤتمر صحفي مقتضب بمشاركة نظيرها عناد، وفقا لمترجم “نحن عازمون على الاستمرار في تقديم الدعم في مجال التدريب والتسليح للقوات المسلحة العراقية”.
