ماكرون في العراق.. حصار فرنسي جديد ضد أنقرة
مازالت فرنسا تبحث وتجدد وتوسع نفوذها في المنطقة، فبعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لبنان والتي أثارت اهتماما كبيرا في الأوساط السياسية، يزور ماكرون اليوم الأربعاء العراق.
تعزيز العلاقات العسكرية
في مؤتمر مشترك بين الرئيس الفرنسي ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، قال ماكرون، إنه بحث مع رئيس وزراء العراق، مصطفي الكاظمي، سبل تقوية العلاقات العسكرية مع بغداد في مواجهة تنظيم داعش، مؤكدا أن التعاون الدفاعي ينبغي أن يحترم سيادة العراق.
وأكد ماكرون، أن فرنسا تساند جهود رئيس وزراء العراق لصيانة السيادة العراقية.
وأضاف ماكرون أنه بحث مع الكاظمي مشروع مترو لبغداد، فضلا عن تطبيع جميع أفرع القوات المسلحة.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي، إنه بحث مع ماكرون التعاون في مجال الطاقة، فضلا عن مشروع محطة نووية لمعالجة نقص الكهرباء تحت إشراف وكالة الطاقة الذرية.
ساحة تدخل أجنبي
لقاء أخر حرص ماكرون على عقده وهو لقائه مع الرئيس العراقي برهم صالح، حيث أكد الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر له مع نظيره العراقي، أن العراق يواجه تحديين رئيسيين هما تنظيم داعش والتدخل الأجنبي.
ومن جانبه، أكد الرئيس العراقي أن بلاده يجب ألا يكون ساحة للصراع بين آخرين.
وتابع الرئيس العراقي: “اتفقنا على تفعيل العقود والمشاريع التي تخدم مصالحنا الاقتصادية”، مؤكدا ضرورة استقرار المنطقة عبر تقوية دولة العراق.
دعم فرنسي ضد أنقرة
زيارة ماكرون تأتي تزامنا مع الغضب العراقي ضد العدوان التركي على الأراضي العراقية، حيث قال مراسل الغد من بغداد، إن فرنسا تدعم موقف العراق الرافض للتدخلات العسكرية التركية في شمال العراق، واستخدام هذه الورقة للضغط على أنقرة على صعيد التوترات في شرق البحر المتوسط.
وأضاف مراسلنا، أن فرنسا تريد أن تستغل الملف العراقي للضغط على تركيا بسبب التدخلات العسكرية في المنطقة.
وأوضح أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بغداد لها دلالات سياسية كبيرة وترمي بظلالها على المستوى الأمني والاقتصادي العراقي سعيًا إلى الحصول على الدعم الأوروبي.
وأضاف مراسلنا، أن الدعم الفرنسي للحكومة العراقية على المستويين الداخلي والخارجي جاء من أجل انفتاح العراق على المحيط الإقليمي والمستوى الدولي.
وأوضح أن ماكرون سيطلق مبادرة لدعم سيادة العراق بالتعاون مع الأمم المتحدة، ومساندته اقتصاديًا بعد تراجع أسعار النفط وتبعات انتشار فيروس كورونا على الوضع الداخلي.
أهداف زيارة ماكرون
أكد رئيس مجموعة المورد للدراسات والإعلام نجم القصاب، أن زيارة ماكرون إلى العراق تأتي بالتزامن مع التمدد التركي على السيادة العراقية.
وأضاف أن ماكرون عندما تحدث عن التدخل الأجنبي في العراق يقصد التدخلات التركية والتجاوزات على السيادة العراقية.
وأكمل أن توحيد الخطاب السياسي العراقي سيمنع أي تدخل خارجي في الشئون العراقية الداخلية.
وأوضح أن فرنسا تستطيع إعادة العراق إلى المحيط الخليجي والاتحاد الأوروبي والحصول على دعم أوروبي اقتصادي وسياسي.
العراق يطلب
أفاد مراسلنا من بغداد مصطفى القطان بأن العنوان الأبرز لزيارة ماكرون هو دعم العراق على مستوى الاقتصادي والأمني والسياسي.
وأضاف أن فرنسا تلعب على نقطة مهمة وهي قبولها بين الأوساط السياسية العراقية، حيث لا يوجد تحفظات من قبل القوى السياسية العراقية تجاه باريس.
وأكمل أن العراق يريد من باريس دعمه في إيقاف التدخل التركي، وأيضا رفع أسم بغداد من قائمة الدول شديدة الخطورة.
وأوضح أن العراق يريد من ماكرون دعم اقتصادي في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه بغداد.
وأكمل أن ماكرون من المقرر أن ينهي زيارته بلقاء مع رئيس إقليم كردستان، نيجرفان بارزاني.
لاعب جديد
أكد مراسلنا من بغداد مصطفى القطان أن ماكرون أكد على دعم العراق وحكومة الكاظمي والحرب ضد داعش.
وأضاف أن زيارة ماكرون حتى الآن لم ينتج عنها صفقات أو اتفاقات بين البلدين لكنها تعد دفعة قوية لحكومة الكاظمي من قبل باريس.
وشدد على أن زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون في العراق جعلت باريس لاعب جديدا في العراق.
