سرد الكاتب المختص بالشأن الليبي أحمد جمعة، أسباب زيارة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب الليبي المستشار خليفة حفتر إلى القاهرة.
وقال جمعة، في تصريحات لـ”الغد”، إن هناك دعوة رسمية للشخصيْن من مصر لزيارة القاهرة للتشاور والتنسيق حول عدد من الملفات.
ولفت إلى أن “حفتر” سيلتقي “صالح” في جلسة مباحثات مشتركة لتقريب وجهات النظر في عدد من الملفات المتعلقة بالتطورات الميدانية والأوضاع السياسية والتدخلات التركية السافرة في المشهد الليبي وكيفية توحيد صفوف الشعب الليبي، وذلك قبل لقاءات تجمعهما مع مسؤولين مصريين، وسط ترجيحات بلقاء مرتقب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأوضح أن الزيارة تأتي بالتزامن مع تحركات لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، للدعوة لحوار سياسي يختار مجلسا رئاسيا وحكومة جديدتين في الأسبوع الثالث من أكتوبر.
كما تأتي هذه التحركات في إطار الجهود التي تقوم بها مصر لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، حيث استضافت القاهرة منذ أسبوعين، وفدا من المنطقة الغربية يمثل عددا من نواب طرابلس وأعضاء المجلس الأعلى للدولة وأيضا شخصيات عامة واعتبارية من مدينة مصراتة، وبعض القيادات العسكرية التابعة لـ”الوفاق”، واليوم تحتضن المشير حفتر والمستشار عقيلة صالح.
وقال “جمعة”، إن القاهرة تستند إلى المبادرة التي طرحت في يونيو الماضي من خلال الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحضور المشير خليفة حفتر والمستشار عقيلة صالح، مؤكدا أن مصر تسعى لرأب صدع الأطراف الليبية سياسيا أو عسكريا، والعمل على تحييد بعض الدول المتداخلة في المشهد السياسي والعسكري في ليبيا.
وقال إن هذه الدول لها أجندات خاصة تريد تطبيقها وتنفيذها في ليبيا، الأمر الذي يقلق القاهرة في ظل انتشار عناصر متطرفة وبالتحديد عناصر تنظيم “داعش” التي بدأت تنشط بشكل كبير في الجنوب الليبي، وتخوف كبير من القاهرة أن تنتقل هذه العناصر إلى “الجفرة” الليبية التي ترتبط بحدود مباشرة مع مصر، وهذا كله يدفع القاهرة إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية سياسيا وعسكريا وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب والعمل على الوصول لرؤية موحدة للأطراف الليبية للخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها ليبيا.
وقال أيضا إن الملف الأهم الذي سيُبحث في القاهرة، يتمثل في تثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا وعدم التصعيد الميداني لتفعيل الحل السياسي ودعمه بشكل كبير.
ووصل كل من رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح والقائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، إلى العاصمة المصرية، مساء الثلاثاء.
وأفادت مصادر بأن “حفتر” سيبحث في القاهرة آخر تطورات الأوضاع الميدانية في ليبيا وسبل دعم الحل السياسى للأزمة.
وتأتي زيارته لمصر في إطار التنسيق والتشاور مع القاهرة في عدد من الملفات أبرزها مكافحة الإرهاب.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أكد أن وجود المسلحين المرتزقة يعرقل الحل في ليبيا.
وفي كلمته أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة شدد جوتيريش على ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا والإسراع في المضي قدما نحو حل سياسي للأزمة.
