د.علاء أبوعامر يكتب: العرب في عالم متغير.. بين أحلام الأنظمة وطموحات الشعوب

 

كانت الأنظمة القومية العربية تقمع الجماهير باسم معركة التحرير وقدسية قضية فلسطين ، أنظمة اليوم لم تعد لا قومية ولا إسلامية ولا حتى وطنية، لذلك ليست بحاجة لشعارات صورية، أضحت تُطبع وتخضع للصهيوني والأمريكي فقط من أجل حكم الطغمة، لذلك لاشيء سيُسكت الجماهير، ستناضل من أجل حقوقها ، حرياتها ، حياتها ، مستقبلها ، ولن تسمح بالخضوع للديكتاتوريات التي تحكم من أجل أن تبقى في الحكم، لا هدف آخر سوى الحكم، من سبقوهم كانوا أذكى منهم أقلها استخدموا مخدرا اسمه فلسطين، هؤلاء مسحوها من الذاكرة، وأصبحوا يتحدثون عن صديقتهم (اسرائيل).
عندما يبتعد حكام العرب عن فلسطين والتحرر الوطني من الهيمنة الأمريكية والغربية فعليهم استحقاقات في الداخل لا بد منها، لا يستطيعوا أن يحكموا دون فلسطين أو دون ديمقراطية وحقوق إنسان كانت الجماهير تكبت مشاعرها وتصبر لأن هناك معركة أهم ، عندما يبتعدون عن فلسطين فصراعهم يصبح داخلياً. هذه هي المعادلة.
لا يمكن للعرب أن يبقوا خارج العصر في تخلف عن باقي دول وشعوب العالم، فشعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية جميعها أصبحت تمارس الديمقراطية الحقيقية، وظل العرب وحدهم، هم المتخلفين عن ركب الحضارة، وانحصرت خياراتهم مابين الاستبداد العسكري أو الطائفي أو القبلي أو الديني، آن للعرب أن يتحرروا ، واذا تحرروا سيتحررون من الاستعباد الاستعماري أيضاً، وسيتكاملون في وحدة اقتصادية ودفاعية وسيصبحون حقاً أمة .
شرط نجاح أي حراك شعبي مطلبي أو سياسي يتمثل في ابتعاد الإخوان عن المشهد، والمال المشبوه والتوجيه الصهيوني والأمريكي الخارجي والتدخل الإقليمي المدفوع بأهداف الهيمنة والأيديولوجيا والنفوذ، ، تكرار تجربة السودان والجزائر مثالاً يُقتدى، غير ذلك مآله مهما عظم هو ما حصل لربيع ٢٠١٠.

نتلمس حراكاً شعبياً عربياً في بعض الأقطار، وعدم رضا شعبي نسبي يتفاوت من بلد إلى آخر،لكن الحديث عن ثورات شعبية عارمة، هو حديث سابق لأوانه ، تجربة ما سمي (ربيع العرب)الموجه غربياً، المدمر والفاشل، ستبقى عائقاً حياً في ذاكرة الناس ، لم يكن هدف الجماهير العربية في أي وطن من الأوطان ولن يكون استبدال دكتاتوريات عسكرية وطنية، بأنظمة استبداد مغلف بالدين، لذلك ما قد يجري من أحداث في بعض البلدان التي خاضت تجربة ربيع العرب الدموي هو حراكات محدودة حتى لو اظهرها الإعلام الموجه والمؤدلج على غير صورته.

لن تتكرر التجارب السابقة، فقد اكتوت بنارها شعوب العرب واستوعبت الدرس، وأن حراكها البريء والمعبر عن حب الوطن والتمنيات بصلاحه وتطوره وازدهاره قد تُستغل من بعض القوى لدماره ، قد تشهد بعض البلدان حراكاً مطلبياً ، وهذا شيء مألوف فباريس ومدن فرنسا تشهد منذ أشهر حراكاً أيام السبت، لكن ذلك لم يعني ولن يعني سعياً لاسقاط النظام، فمشاهد الثورة الملونة التي عصفت بالعالم العربي لن تُعاد في الأمد القريب كما يحلم المؤدلجون الدينيون وممولوهم، ماحدث وسيحدث بتصوري هو دعوة للأنظمة لمراجعة سياسة ما في الداخل، هي دعوات إصلاح ليس إلا، يراهن البعض على انقلاب في مؤسسات الجيش في بعض البلدان العربية، لكني لا أظن أن ذلك وارد في المرحلة الحالية، ستحاول بعض القنوات الفضائية التلفزية الخارجية، وعبر وسائل التواصل الإجتماعي توجيه الأحداث وتضخيمها خدمة لأجندات خاصة بدول إقليمية وأجهزة مخابرات عالمية، وستجعل من حراك مطلبي بسيط ثورة، لكن ذلك لن ينطلي على المجتمعات العربية، التحركات ستبقى محدودة، وباستطاعة الأنظمة العربية السيطرة عليها إذا طرحت برامجاً اصلاحية وانتبهت لهموم الناس ووجهت التمويل تجاه مشاريع انتاجية بدل مشاريع الرفاهية والبناء التي تعتبرهاا الجماهير رغم أهميتها لا ضرورة لها حالياً، هناك اعداء وخصوم للأنظمة يتمثلون بالإخوان ومشتقاتهم وافرازاتهم والناصريين والقوميين العرب باختلاف مدارسهم الفكرية، وكذلك المدفوعين خارجياً، والأحرار الذين يريدون لأوطانهم أن تكون الحلم، وان تحظى بلدانهم وأمتهم بمكانة عظيمة بين الأمم، تنعم بالديمقراطية ، وحقوق الإنسان والحريات، كل هؤلاء وبنسب معينة يحلمون بالتغيير لكن الحديث عن ثورة ربما لن يكون  قبل مرور عقد من الزمان، التجربة الإخوانية في بلدان ماسمي ربيع العرب، قضت على الأمل بالتغيير.. وبديل الحكم العسكري والقوى الليبرالية في ظل عدم وجود أحزاب حقيقية في عالمنا العربي هم “الإخوان” وقوى التخلف والجهل القروسطية.. وهذا ليس خياراً أو بديلاً بل انتحار .

*مفكر وباحث فلسطيني

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]