«i know him».. القصة الكاملة لصراع الحب والخيانة على «فيسبوك»
حين سئل نزار قباني، شاعر المرأة، عن الحب، قال «إن شرع الحب هو الثقة والإخلاص»، وكما تعودنا إن الثقة بين الأحباء هي مفتاح السعادة في العلاقات الناجحة، وعلى الرغم من ذلك نجد الكثيرين ممن يضعون ثقتهم في غير محلها مع الأطراف الخاطئة، فتكون بداية لتفكك العلاقات، سواء كان ارتباطا أو خطوبة أو زواج.
ومع بداية تخلل عدم الثقة في العلاقات يكون الإنسان وحيدا ولا يجد من يشاركه الحياة، وبذلك يمل من حياة الشك وعدم الثقة، ولكن فجاءة وعند تصفحك «فيسبوك» قد تجد دليلا على عدم ثقتك، وخيانة الطرف الآخر من خلال منشور بسيط يدل على أن زوجك أو حبيبيك متعدد العلاقات النسائية، وقد حدث ذلك بالفعل، ما دفع المئات من النسوة إلى تدشين «جروب» استطاع في ساعات معدودة أن يكون حديث العامة.
«I know him» اسم «الجروب» الذي أنشئ مؤخرا بدعوى «فضح الرجال الخائنين»، وكشف المسكوت عنه في حياة «خطيب»، «حبيب»، «زوج»، «زوج أو حبيب سابق»، تتلخص فكرة الجروب بنشر الفتاة صورة الولد الذي ترتبط به أو زوجها أو خطيبها، وإذا تصادف أنه يخونها مع أي فتاة من الفتيات المشتركة داخل الجروب ستعترف أنها ترتبط به وتعرفه، وهنا تكتشف زوجته أو خطيبته خيانته لها.
وفي ساعات وصل عدد المشتركين إلى 300 ألف متابع، وبعد تتابع الإبلاغات على الجروب من قبل الرجال تم غلقه، وتم فتح آخر بدلا منه، ووصل عدد المشتركين فيه إلى أكثر من 100 ألف.
من ناحيتهم، قام بعض الشباب بعد فشلهم في إغلاق جروب الفتيات بتدشين جروب آخر تحت اسم I know her بنفس الفكرة، ولكن بوضع صورة للفتاة.
وتوالت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، على ذلك الجروب ما بين المنتقد وما بين الموافق، والبعض عمل «كوميكس» للسخرية من تلك المجموعات.
واعترض الكثيرون على الجروب ويرون أنه يتتبع عورات الناس، وهو ما نهى عنه الإسلام.
#i_know_him#i_know_her pic.twitter.com/kblsDsHYvi
— Muhammad Samy (@MuhammadSamy95) July 21, 2016
وقال الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفي، إنه لا يجوز الاشتراك في مثل هذه المجموعات، حيث يحرُم على المسلم أن يتتبع عورات الآخرين أو يخوض في أعراضهم، أو يُشهّر بهم، أو يتجسس عليهم.
وأضاف عبد الحميد، في تصريحات صحفية، «من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو في جوف بيته، والبعض عنده أضغان نفسية وعداوة وانتقام وشماتة ورغبة في فضح غيره ونشر عوراته، يقول الله «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ»، وحتى لو وقع الشخص فى معصية، فعلينا أن نستره ولا نفضحه، ويجب التبليغ عن هذه الجروبات وغلقها ومحاسبة من فتحها، وكذلك المشتركين فيها.
وعلى الجانب الآخر، تقول تنسيم عبد الله، الناشطة النسوية، إن هناك إحصائية عن المجلس القومي للمرأة تقول إن عام 2015 كان هناك أكثر من 250 ألف حالة طلاق وخلع، بمعدل 280 حالة يوميا، أي حالة طلاق كل 6 دقائق، وهو ما يشير إلى وجود خلل في العلاقات بين الرجال والنساء في مصر، وبالتالي فإن عمل مثل المجموعات لن يكون هدفها هدم العلاقات بقدر ما يكون الكشف عن حقيقة ما يفعله الرجال من تدمير لحياة المرأة.
وأوضحت، عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الفتيات عليهن اختيار الرجل ذي ثقة التي تسطيع أن تعطي له الثقة الكاملة دون أن يكون هناك خيانة أو خداع منه.
