«Let yourself go».. دراما كوميدية إيطالية للمتعبين من الحياة
يقطع الكثيرون دروبًا كثيرة وطويلة ومتشعبة ليفهموا شعورًا واحدًا أو ليجيدوا تفسير صوت واحد من الأصوات التي تضج بعقولهم، لكنه كان مختلفا، كان يفهم جيدًا كيف للإنسان أن يتنفس بعمق، وكان يعرف على الدوام أن الحب هو السبب في إيذاء مشاعر البعض، فكان يعالج الوجع الروحي بالتنفس العميق، ومن ثم يأخذك إلى عالم جديد، يجعلك تستكشف روحك فيه من جديد، إنه المعالج الإيطالي إيليا.
أحب إيليا كل الذين عبروا بخفة في حياته، وكل الظلال التي مضت في حياته، وكانت أسرع من قطارات العالم، ولكنه أراد أن ينأى بنفسه بعيدًا عن كل المقربين حتى زوجته، ليعيد إيمانه بعمله وحياته، وهنا تتغير كل الأمور.
تدور أحداث الفيلم الإيطالي «lasciati andare» أو «Let yourself go»، الذي يعرض ضمن قسم بانوراما دولية في فعاليات الدروة الـ39 لفعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، حول المعالج النفسي إيليا، الذي يجسد دوره الممثل الإيطالي توني سيرفيلو، والذي يقرر أن يغير من نمط حياته الروتينية التي تتعلق بعلاج الأشخاص نفسيا من خلال اتباع نظام غذائي وصحي أشبه بنظام حياتي جديد يجعله مفعما بالحيوية والنشاط، ليلتقي بإحدى المدربات المضحكة وغريبة الأطوار في الوقت ذاته، إنها كلوديا، التي تجسد دورها الممثلة فيرونيكا فرنانديز، والتي تأخذه وتأخذ المشاهد إلى عالم جديد من الكوميديا في إطار دراما الفيلم النفسية الخفيفة، التي ركزت على الكوميديا الدرامية للأشخاص، بعيدا عن تصوير الدرامي للمشاهد.
فتبدأ الحبكة الدرامية للفيلم فور ظهور كلوديا، التي تأخذ إيليا إلى إطار غريب ومختلف عن الحياة الروتينية، التي يعيشها فتجعله يمارس الرياضة بشكل يومي حتى تلك التمارين المستعصية بسبب سنه، الذي تجاوز الستين عاما، ولكن في أثناء تمرينه على تلك الأمور تغار زوجته، الذي أبعدها إيليا عن حياته لآخذ قسط من الراحة، فتشعر أن هناك أشبه بعلاقة عاطفية بين الطرفين، خاصة بسبب المواقف الكوميدية التي كان يقع فيها إيليا بسبب تصرفات كلوديا الجنونية.
فقد أظهر الفيلم الحائز على الجائزة الفضية في إيطاليا، كلوديا كونها فتاة طائشة في مطلع الثلاثينات من عمرها تسعى دائما عن الاختلاف وعن الحركة وتجد سعادتها في الحركة المفرطة ورقص الزومبا، إلا أن تعارفها على إيليا، لم يكن لإفادة إيليا وحده، بل تبدلت الأحوال بظهور ابنتها وتعرضها لأحد المواقف الذي يثبت الهشاشة النفسية التي هي عليها على الرغم من سعادتها المفرطة التي تحاول أن تظهرها.
تصرفات كلوديا الطائشة وعلاقتها بأحد الشباب المختل نفسيا، تضع إيليا تحت الخطر، بسبب ذلك الشاب المختل نفسيا، ولكن ذكاء إيليا كمعالج نفسي يجعله يخرج من تلك المخاطر وينجو بنفسه وبكلوديا بعيدا عن المختل، بعد أن نجح في علاجه بعض الشيء من خلال ساعات قليلة.
وعلى الرغم من أن كلوديا لم تقصد إيذاء العلاقة بين إيليا وزوجته، إلا أن نهاية الفيلم كانت خفيفة على المشاهد، حيثما أراد مخرج ومؤلف العمل، فرانشيسكو أماتو، حيث عاد إيليا من جديد إلى زوجته، التي كادت أن تفقد الأمل فيه بعد أن دعابته بكل الطرق لكي يعود إليها ولكنه لم يفعل، إلا في نهاية الفيلم، ليكون مشهد عودتهم هو النهاية لفيلم درامي كوميدي خفيف.
أما عن إيليا وكلوديا، فالصحبة المختلفة.. وليالي الضحك.. واللحظات الصعبة.. وتنهيدات الخوف.. والصدفة التي تجمع الأشخاص من حيث لا يدرون، كانت كلمات تتردد في أذهانهم في أثناء توديع المعالج النفسي لمدربته في المطار بعد أن قررت الذهاب بعيدًا عن تلك المدينة التي يطاردها فيها المختلون نفسيًا لتكون حيث اختارت من حيوية وحب للحياة.
