آثار نفسية خطيرة على سكان غزة بسبب كورونا
تركت الأوضاع الناجمة عن وباء فيروس كورونا والإجراءات التي تم اتخاذها لمكافحته، آثارًا سلبية على الصحة النفسية لدى المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها القطاع جراء الحصار والانقسام.
فالتدابير التي اتُخذت لمواجهة وباء كورونا أدت إلى بروز جملة من الآثار السلبية، والتي كان لها مردود سلبي على الكثير من المواطنين في غزة، مما انعكس على تردي الأوضاع الاقتصادية لعدد من الشرائح الاجتماعية، تأمل أن تنتهي أزمة وباء كورونا من أجل العودة للعيش بالوضع الطبيعي.
وحذر مختصون نفسيون وشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية من الآثار النفسية لفيروس “كورونا” على سكان القطاع، وخاصة من تعرض ولا يزال إلى تجربة الحجر الصحي، والتي تمثلت بالضغط النفسي والقلق والاكتئاب.
كيف ستدبر الطعام لأسرتك
ويقول الشاب حامد قاسم ( 25 عاما )، والذي يعمل على عربة صغيرة للأطفال في ساحة الجندي المجهول بقطاع غزة: “الضغوط في كل مكان، أينما تذهب تجد الضغط النفسي ملازم الجميع، لو اشتغلت ستجد عليك ضغط، وإذا لم تكن تعمل يكون الضغط النفسي أكبر، طول الوقت تفكر كيف ستدبر الطعام لأسرتك في الليل، وفي النهار تكون مشغول البال، وهذا الأمر يترك آثار نفسية سيئة علينا كمواطنين”.
وتابع: “نأمل أن تتحسن الأوضاع، لكن في ظل أزمة كورونا الظروف صعبة جدا، لا يمكن الخروج للعمل في ظل استمرار الإغلاق بسبب الكورونا، وفي بعض الأحيان لا أقدر على توفير مصروف للبيت، وهذا يتسبب لي في أزمة نفسية كبيرة، فهناك قلة نوم والتفكير في كيف سأدبر حياتي من الضغط التي أعيشه”.
وأستطرد بالقول: “أنا تعودت على الخروج من الساعة 8 صباحا والعودة الساعة 10 ليلا، لكن الحياة الآن اختلفت تماما لدي كل شيء تغير بسبب الكورونا، فأنا أجلب الطعام لأخوتي وأولاد أخي أيضا، آمل أن تعود الحياة لطبيعتها وأن تتحسن الاوضاع”.
عائق نفسي كبير
وقالت الفتاة سها الدعاليس: “جائحة كورونا تركت أثارا نفسية كبيرة على جميع مكونات الشعب الفلسطيني، ونحن كشباب تأثرنا كثيرا بها، خاصة في ظل الضغوطات التي كانت موجودة من قبل، وزادت بعد الجائحة، كل شيء تغير، أعمالنا أصبحت من البيوت، وهذا يزيد الضغط النفسي علينا”.
وأضافت أن الضائقة المادية أصبحت تشكل عائق نفسي كبير على الأسر وخاصة في تلبية الاحتياجات، وأن الواقع صعب جدا، خاصة على الفئة التي تعمل بشكل يومي في تلبية احتياجاتهم، مما يكون أثر نفسي سيء عليهم”.
ارتفاع معدلات القلق والتوتر
وقال باحثان في غزة، إن الأوضاع الناجمة عن وباء كورونا والإجراءات التي تم اتخاذها لمكافحة الوباء تركت آثارًا سلبية على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية بين المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها قطاع غزة جراء الحصار والانقسام.
وأوصى مدير برنامج غزة للصحة النفسية ياسر أبو جامع والباحث طلال أبو ركبة خلال ورشة عمل نظمتها شبكة المنظمات الأهلية باتخاذ الإجراءات والخطوات التي من شأنها تعزيز صمود المواطنين الفلسطينيين وايصال الخدمات إلى المحتاجين لها، وإزالة أسباب القلق والتوتر.
وأوضح أبو جامع أن برنامج غزة أجرى مسحًا شارك فيه 11 مؤسسة تعمل في مجال الدعم النفسي والاجتماعي في القطاع، أظهر ارتفاعا في معدلات القلق والتوتر لدى المستفيدين من خدماتها.
وأشار أبو جامع إلى أن نتائج المسح الذي أجراه البرنامج أظهرت أن نحو 88 % من المستطلعة آراؤهم أفادوا أن أطفالهم بحاجة إلى مزيد من المعلومات حول آليات التكيف لإدارة الضغوط النفسية المتعلقة بفيروس “كورونا”، لافتا إلى أن 78 % منهم أشاروا إلى أنهم يتابعون الأخبار المتعلقة بأزمة فيروس كورونا في شكل متكرر.
