شهدت الجزائر العاصمة مظاهرات شعبية حاشدة، شارك فيها الطلبة إلى جانب المواطنين، للمطالبة برحيل رموز بوتفليقة، وتحقيق تغيير جذري في السلطة الحاكمة.
وشهدت المسيرة السلمية، تواجدا أمنيا مكثفا، خشية وقوع أية انزلاقات، لا سيما في ظل تأكيد السلطات الجزائرية، لتعرض الحراك الشعبي إلى اختراق، غير مساره ومطالبه وشعاراته.
ويتجدد موعد تظاهرات الطلبة كل ثلاثاء، ويلتحق بهم مئات المواطنين، ومع كل خطوة يكبر حجم المظاهرة ككرة ثلج، ويؤكد المتظاهرون أن السلطة الحاكمة لا تستمع لمطالبهم بالتغيير.
فغلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتراجع القدرة الشرائية، هي عوامل أرهقت جيب المواطن، وأشعلت غضب الشارع.
وللإفلات من الطوق الأمني، الذي حاصرهم في ساحة الشهداء، غيّر المتظاهرون مسار المسيرة المعتاد، حيث توجهوا إلى حي القصبة العريق، مروراً بشارع ذباح الشريف بسوسطارة، وصولا إلى ساحة البريد المركزي، وفي قلعة الحراك انتهت المسيرات، وضرب موعد لأخرى يوم الجمعة.
وقال القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري، وليد بن قرون، إن مطالب الحراك الشعبي – حتى الآن – هي مطالب مُستحقة، خاصة أنه يطرح تساؤلاً وهو: لماذا لا يقوم الرئيس عبدالمجيد تبون بتشكيل حكومة تستحق أن تكون عنواناً للجزائر الجديدة؟، مؤكداً أن الحكومة الحالية فشلت، وفشلها يشكل ضغطاً على الرئيس تبون بشكل كبير >
وأضاف بن قرون، خلال لقاء على شاشة الغد، أنه يجب على الرئيس تبون أن يقوم بإجراءات جرئية كي يكون الشعب في صفه، مؤكدًا أن تلك الحكومة لا ترقى إلى طموحات الجزائريين باستثناء وزير الخارجية الذي يشهد الجزائريين بجهوده.
وأكد أنه يجب تغيير تلك الحكومة من أجل امتصاص الحراك الشعبي، مشددا على أنه لا يجب على الرئيس الوقوع في خطأ تقديم التنازلات لرموز النظام السابق
من جانب آخر، قال الباحث السياسي الجزائري، علي بوخلاف، إنه يجب على الأحزاب الجزائرية إعادة ترتيب أوراقها من جديد، خاصة حزب جبهة التحرير الوطني، مؤكداً أن هذا التغيير سيساعد في تهدئة حدة النقاش الحالي في الساحة السياسية، وسيساعد كذلك في تهدئة الأوضاع.
