الخيار المصيري أمام لبنان.. تشكيل الحكومة أو الإنزلاق إلى «جهنم»

لأول مرة ـ رغم تاريخ طويل من الأزمات ـ يواجه لبنان خيارا مصيريا: إما الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة، أو الإنزلاق إلى جهنم، بحسب تقديرات الدوائر السياسية في بيروت، ولم يعد أمام لبنان طريقا آخر، سوى مواحهة التحديات المصيرية، وتفكيك «عبوات ناسفة» في وجه المبادرة الفرتسية.

عبوات ناسفة أمريكية

وبات واضحا، أن عقدة «حقيبة المالية» التي يتمسك بها الثنائي الشيعي، ليست العقدة الوحيدة، وإنما هناك «عبوات ناسفة» تضعها واشنطن أمام «المبادرة الفرنسية» للخروج من نفق «الجمود السياسي» وتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.

وتؤكد كل المعطيات الداخلية والخارجية، بحسب تعبير الباحث والمحلل السياسي اللبناني ، حسين زلعوط، أن المبادرة الفرنسية دخلت «الموت السريري»، وان الغائها بات يحتاج اتصالات عاجلة ومباشرة بين قصر  الاليزيه والبيت الأبيض، بعد ان ساد الظن لدى الرئيس ايمانويل ماكرون بأن واشنطن تلعب دوراً «ما» في إعاقة عملية تأليف الحكومة في لبنان.

وتؤكد المصادر أن باريس قرأت الرسالة الأمريكية بالنسبة للوضع اللبناني جيداً، وهي لن توقف مسعاها تجاه لبنان رغم تعاظم الضغوط الأمريكية الرامية إلى تعطيل مبادرة الرئيس ماكرون.

عقدة «الحدود البحرية» بين لبنان وإسرائيل

وفي رأي المصادر نفسها، بحسب تأكيد حسبن زلغوط، أن الولايات المتحدة من خلال مواقفها الراهنة تجاه لبنان تريد أن تنتقم بسبب عدم التجاوب اللبناني مع الخارطة التي وضعتها في ما خص الحدود البحرية ومسألة توزيع الثروات النفطية والغاز بين لبنان وإسرائيل، ولو كان لواشنطن ما ارادت لما كانت تتدخل في الأصل في المسائل الداخلية للبنان، وكانت سهلت إلى أبعد الحدود المسعى الفرنسي وغيره من المساعي في تأليف الحكومة.

 

مناخات سياسية واقتصادية غير مريحة

لكن الإصرار اللبناني على ترسيم حقيقي للحدود البحرية وعدم قبوله التفريط بأي جزء من ثرواته البحرية «يغيظ» الإدارة الأمريكية ويجعلها تتجه إلى تشديد الحصار والعقوبات على لبنان..وفي رأي المصادر انه ما دامت الأمور كذلك فإن قابل الأيام يحمل إلى لبنان،  مناخات سياسية واقتصادية غير مريحة، وأن التعويل الآن على عبور المبادرة الفرنسية حقل الألغام الذي زرعته واشنطن امامها لتفجيرها، وهذا يعتمد على حكمة المسؤولين اللبنانيين وقراءتهم المتأنية للمشهد الإقليمي والدولي الذي يشهد تحولات كبيرة ربما لن يكون في مقدور لبنان بوضعه الحالي التعامل معها وتوظيف ما يجري لمصلحته.

لا حل قريب لأزمة تشكيل الحكومة

من هنا فإن المصادر لا ترى في الأفق أي حل قريب لأزمة تأليف الحكومة، اللهم الا إذا تحققت أمنية رئيس الجمهورية بحصول معجزة ما تنقل الواقع اللبناني إلى حال أفضل يتمكن أهل الحل والربط من خلاله الوصول إلى تفاهم حول التشكيلة الحكومية، وتفادي القنابل الموقوتة التي تزرعها الولايات المتحدة الأميركية في أكثر من مكان لتحقيق مكاسب تشكّل قوة دفع للرئيس ترامب في رحلته الشاقة والقاسية في انتخابات الخريف المقبل، حيث تؤكد غالبية الاستطلاعات التي تجري في الولايات الاميركية تراجع شعبية ترامب ووجود صعوبات امام فوزه بولاية ثانية للرئاسة الأميركية.

والنتيجة..أن لبنان يواجه مرحلة شديدة التأزم ما لم يحصل في بحر هذا الأسبوع أي خرق على هذا المستوى، ويرى المحلل السياسي زلعوط، انها ساعات حاسمة.. فإما أن تشكّل الحكومة وإما ينزلق لبنان إلى جهنم التي تحدث عنها رئيس الجمهورية

«حقبة المالية» ليست العقدة الوحيدة

وبغض النظر عن الفتاوى والمواقف من عملية تشكيل الحكومة الجديدة، فإنه من المستغرب حصر مشكلة التأليف بالجدال الحاصل حول حقيبة المالية، علماً ان هناك عقدا عديدة من الممكن أن تطفوا على سطح تشكيل الحكومة، فور أن تحل عقدة «المالية»، حيث من الممكن أن تندلع مواجهات سياسية على محاور أخرى، ناهيك عن الخلافات الذي ستدب على مضامين البيان الوزاري حيث أن جهات سياسية ستحاول لا بل ستستميت في تحقيق انقلاب على بعض بنوده وهو ما يتوجس منه «الثنائي الشيعي»، ولذا يضع نفسه في خط الدفاع الأوّل في معركة  تشكيل الحكومة الجديدة !

ونفس الرؤية ـ تقريبا ـ عبر عنها الخبير الاستراتيجي اللبناني، العميد الركن نزار عبد القادر، بأن المعركة الدائرة هذه الأيام حول حقيبة وزارة المالية، ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، وقد سبق للمسرح السياسي اللبناني أن شهد في السنوات الماضية الكثير من مثيلاتها، بوجهيها السياسي والدستوري. ولكن الأزمة الراهنة تأتي في زمن يواجه فيه لبنان خطر السقوط المالي والاقتصادي، في ظل إفلاس الدولة ومعها النظام المصرفي مع كل ما يترتب على ذلك من افلاسات وانهيار لقيمة الليرة، وتدهور لمستويات المعيشة.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]