«باب الأسباط» في القدس.. تاريخ من المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال

شكل باب الأسباط المدخل الشرقي الوحيد لمدينة القدس القديمة، عنوانا ورمزا للمقدسيين والمرابطين المدافعين عن المسجد الاقصى المبارك. وبات نقطة تجمع للمئات والالاف من المقدسيين والفلسطيني الداخل عام ٤٨ ، الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في ظل الحر الشديد ويؤدون الصلاة امامه، في أعقاب اجراءات الاحتلال الاخيرة باغلاق المسجد الاقصى، ووضع بوابات الكترونية، للتضييق على المصليين، الذين يتحدون مئات الجنود الإسرائيليين الذين يواصلون بطشهم وعنصريتهم ضدهم.

تردد اسم”باب الأسباط ” في الأيام الماضية في مختلف وسائل الاعلام العربية والدولية والاجنبية بوسائلها المختلفة ، وذلك في أعقاب إغلاق الأقصى، ووضع بوابات الكترونية، فانطلق المصلون والمقدسيون من خلاله للدفاع عن حرمة وشرف الاقصى فسقط منهم الشهداء ومئات الجرحى، وتعرضوا لكل اشكال الارهاب، فظل الاسباط صامدا برجاله ونسائه وشيوخه، يدافعون بباسلة عن مسجدهم اولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين.

ويعد باب الأسباط، هو اقرب نقطة ومكانا للمسجد الاقصى ويسهل على المصليين الوصول اليه بالحافلات ووسائل النقل الاخرى ؛ فتجد امامه الرجال والشيوخ والنساء وحتى الاطفال قي لوحة تعبر عن مدى استماتة المقدسيين في الدفاع عن الاقصى والتي ظهرت جلية يوم امس فيما عرف بـ”جمعة الغضب “.

الأسباط تاريخيا

تاريخيا كانت بوابة الأسباط تخرج منها مسيرة النبي موسى، وكان يتجمهر غالبية سكان القدس والخليل ونابلس في داخل المسجد الأقصى المبارك ، ثم ينطلقون عبر البوابة باتجاه مدينة أريحا، بحيث كانت مربوطة بوجدان الشعب الفلسطيني وخاصة خلال فترة الحاج أمين الحسيني”.

وشهد “باب الأسباط” عاش تجربة مقاومة خاصة عام 67 حينما تحصن بعض الجنود العرب والاردنيين على الباب، واستمرت المقاومة حتى سقوط المدينة بايدي قوات الاحتلال فيما عرف بـ”النكسة” وتمكنت قوات الاحتلال بدخولة بآلياتها العسكرية المجنزرة .

وبنى باب الأسباط بني في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس، ورممه الحاكم العثماني سليمان القانوني عام 1817، ويُعدّ المدخل الوحيد للمسجد الأقصى من ناحية السور الغربي؛ خاصة للمصلين والقادمين إلى القدس، حيث تتمركز قوات الاحتلال للسيّطرة على مَنْ يمر من وإلى المسجد الأقصى.
ولباب الأسباط اسم آخر هو باب “ستي مريم”، لقربه من كنيسة “القديسة حنة” التي هي -حسب المعتقدات المسيحية- مكان ميلاد السيدة مريم عليها السلام، وهي نفسها المدرسة .

الموقع 

ويعد باب الاسباط احد أهم أبواب المسجد الأقصى الخمس عشرة، ويقع على سوره الشمالي أقصى جهة الشرق ، ويتد الدخل الرئيسى للمصليين، منذ أغلاق الاحتلال باب المغاربة في السور الغربي للأقصى أمام المصليين ، خاصة الوافدين من خارج المدينة .

ويلاصق باب الأسباط مقبرة الرحمة ، حيث تمتد هذه المقبرة على امتداد السور الشرقي حتى القصور الأموية، إضافة إلى مقبرة الياسمينية، ويستخدم المقدسيون والوافدون والوافدون للمسجد الاقصى، “باب الأسباط” لسهولة الوصول لباحات الاقصى.

ويعتبر مدخل الباب مقوسا، بارتفاع 4م، وقد جدد بنائه في الفترة الأيوبية في عهد السلطان الملك المعظم عيسى عام 610هـ/1213م، ثم في العهدين المملوكي والعثماني، قبل أن يعاد ترميمه مرة أخرى عام 1817م.
وهذا الباب هو المدخل الوحيد لسيارات الإسعاف إلى المسجد الأقصى المبارك في حالات الطوارئ لأنه أوسع الأبواب المساوية للأرض، حيث شهد خروج العديد من الجرحى والشهداء خاصة خلال مجازر الأقصى الثلاث أعوام 1990 و1996 و2000.

 

مفتاح الحرب والسلام 

ويقول المؤرخ الفلسطيني ، حسام ابو النصر ، في حديث “للغد “، ان باب الاسباط هو الباب الشرقي الوحيد للاقصى ، وهو بمثابة بوابة الحرب لمن ارادها ، وباب السلام ، وهو اكبر بوابات القدس وما يشهده الاقصى في هذا الوقت من اعتداءات يعيدنا بالذاكرة لعام 1967 حين اقتحمت قوات الاحتلال المظلية الاقصى من هذا الباب باعتباره اكبرها ودخلت منه المدرعات . واضاف طبيعته الجغرافية جعلت منه بابا استراتيجيا ومدخلا مهم الى البلدة القديمة، ومنذ الاحتلال شكل الباب مفتاحا للهدوء والثورة ، وحاولت سلطات الاحتلال احكام السيطرة عليه خلال السنوات دون جدوى .

واضاف ابو النصر ، ان التاريخ يعيد نفسه مجددا ليشكل هذا الباب مفتاحا للحرب والسلام ، باعتباره اهم مداخل بلدات القدس الشرقية وقد حاول الاحتلال الاسرائيلي مرارا وقف تدفق جموع المصليين والمقدسيين من الوصول اليه لكنها كانت تفشل في كل مره بفضل صمود المقدسيين والوافدين اليه ، كون ان باب العامود محكم السيطرة علية من قبل الاحتلال .

وقال ” لقد رمم سليمان القانوني باب الاسباط الذي يجسد الانتصارات في معارك تاريخية سابقة وقد حاولت اسرائيل سابقا نسب الباب لمعتقداتها اليهودية ولم تستطع .

واوضح ان السيطرة على باب الاسباط يعني بشكل او بآخر السيطرة الكاملة على المسجد الاقصى ، وهو المكان الانسب بالنسبة للاحتلال لوضع البوابات الالكترونية لاحكام السيطرة على الاقصى ، وتغيير معاملة تمهيدا لاكمال مخططاتها بتهويد المدينة المقدسة والمسجد الاقصى . مؤكدا ان كل تلك المحاولات ستبؤء بالفشل امام ارادة المقدسيين وتضحياتهم .

باب التحدي
ويقول الشيخ عمر الكسواني، أن الصلاة على أبواب الأقصى وعند باب الأسباط بالتحديد هو بمثابة تحدي للسلطات الاحتلال في اشارة لرفض كافة الاجراءات بالمدينة المقدسة وفي مقدمتها وضع البوابات الالكترونية، وان ما يشهده باب “الأسباط ” من صلوات حاشدة دليل على “الالتزام بقرار الأوقاف عدم الدخول للمسجد الأقصى عبر هذه البوابات”.

وأشار الكسواني ، إلى ان الباب سيظل شاهدا على ممارسات الاحتلال وسيكون مقرا لكل الفعاليات المناهضة للإجراءات الأمنية ومن هذه المنطقة سيتم افشال البوابات الالكترونية الأمنية ، مؤكدا ان الاحتلال يعمل بشكل حثيث للانتقام من السكان في منطقة باب الأسباط ويمارس بطشة وارهابه عليهم .

ويؤكد المقدسيين بانهم سيظلوا يدافعون بباسلة عن مسجدهم وسيرابطون ليل نهار ام باب الباب حتى وان سقط منهم الشهداء والجرحى . وسيظل الاسباط شاهدا على جرائم الاحتلال امام العالم .

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]