مسيرات شعبية بمناسبة الذكرى الثانية للحراك الشعبي (22 فبراير 2019)، الذي أطاح بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، جابت الجزائر العاصمة وعدة ولايات الإثنين.
(الشعب يريد الاستقلال) (لا إسلامي ولا علماني) شعاران استحدثهما المحتجون الذين طالبوا بمزيد من الحريات في مسيرات سلمية، لم تشهد أي مظاهر عنف أو تضييقات أمنية..
في هذه الأثناء خصص برنامج مدار الغد حلقة الإثنين التي استضاف خلالها عددا من المحللين للوقوف على دلالات الحراك، وماذا يريد الجزائريون بعد عامين؟ وما الذي حققه الرئيس تبون خلال منذ بدء فترة رئاسته البلاد؟
أستاذ العلوم السياسية الجزائري، الدكتور زهير بوعمامة، قال إن عودة الحراك الشعبي للتظاهرة تعد دلالة على أن جزءا من الشعب الجزائري لا يوافق على خطوات السلطة.
وأضاف بوعمامة، خلال لقاء ببرنامج “مدار الغد”، أن هذه المطالب مشروعة، لكنه أيضا تساءل: “هل هذا الحراك (اليوم) يشبه حراك الجزائريين قبل عامين؟ وهل سيستمر في شكل دورة احتجاجية مستدامة بشكل أسبوعي خلال الأسابيع القادمة لكي نقول إنه عاد من جديد؟”.
وأوضح أن من خرجوا اليوم هم “معارضون” وموقفهم من السياسات التي تنتهجها السلطة معلوم، والتحق بهم محتجون اجتماعيا، مشيراً إلى أن قرارات الرئيس عبدالمجيد تبون الأخيرة أدت إلى تراجع أعداد من خرجوا اليوم.
وأشار إلى أنه يجب على السلطة أن تتفهم وجود مساحة للاحتجاج يقوّمها ويندد بأخطائها، متابعا أنه لا يمكن للحراك أن يستمر على هذه الشاكلة وعليه أن يتعامل مع السياقات الجديدة، وأن يتحول إلى حراك سياسي ينقل الطاقات الجبارة الموجودة في المجتمع الجزائري إلى داخل المؤسسات.
واستطرد “أما أن يبقى الحراك مجرد فضاء للاحتجاج والاعتراض والتعطيل فهذا لن يقدم الكثير للمرحلة الحالية”.
ولفت إلى أن الشعب الجزائري به من يساند السلطة وهناك من يعارضها، مشددا على أن الجزائريين على قلب رجل واحد عندما يتعلق الأمر بالمؤسسة العسكرية التي تحميهم وتحمي الدولة.
وقال إن الجزائريين فخورون بما أنجزوه، متابعاً: “ونتمني من الحراك الشعبي أن يلفظ خارجه من لديه أجندات خارجية ويكشفهم أمام الجميع”.
وأكد أن خروج المسيرات لم يعد مجديا، وأنها أدت غرضها في المراحل الأولى عندما أوقفت تخريب البلاد، ولا من غير الممكن إنكار وجود إنجازات، مؤكدا أن الحراك كان وثبة نفسية للجزائريين.
وأشار إلى أن الرئيس تبون باشر فور عودته من برلين للعلاج أعماله ولم يضع يوما، متابعاً أن أجواء التهدئة التي تبادر بها السلطة الآن هي فرصة لتجاوز أخطاء المرحلة الماضية والاتجاه نحو مقاربة أخرى للدفع بالدولة إلى التغيير.
في السياق نفسه، قال الناشط بالحراك الشعبي، سمير بن العربي، إنه يجب الاعتراف بفضل الحراك فيما وصلت إليه البلاد اليوم، مشيرا إلى أن المسيرات التي تخرج هي وسيلة ضغط من أجل دفع النظام إلى التفاوض والاستجابة لمطالب الشعب.
وأضاف أن أهم ما حققه الحراك منذ بدايته هو الحفاظ على وحدته وسلميته، مؤكداً أن الحراك ما زال يطالب بعدم تدخل أي طرف أجنبي في الشأن الجزائري، ويقر بأن مشاكل الجزائر السياسية يحلها الجزائريون فيما بينهم، وأن الحراك يدعو إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة، كذلك يدعو إلى التغيير السلس والسلمي.
واستطرد “نحن مع المحافظة على مؤسسات الدولة، ففي كل مؤسسات الدولة رجال وطنيون صادقون مخلصون يعملون على بقاء الجزائر واقفة، ولكننا ضد بعض المسؤولين”.
