رائحة حرب كبرى تهبّ على حدود روسيا
ترصد الدوائر العسكرية العالمية مناخ التوتر الساخن في منطقة «خاصرة روسيا»، حتى بدت رائحة حرب كبرى تهبّ على الحدود الروسية، لينشغل العالم باستعادة مخاوف اشتعال حرب عالمية ثالثة.
ويرى خبراء عسكريون في موسكو، أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «يدبرون لمواجهة مع روسيا»، وأن الاستفزازات على مناطق الحدود باتت تؤشر لاحتكاك عسكري لا يستطيع أحد توقع نتائجه وتداعياته على المنطقة والعالم.
تحليلات الخبراء العسكريين الروس جاءت متسقة تماما مع تحذيرات وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الثلاثاء، بأن الولايات المتحدة أحاطت روسيا بقواعد عسكرية من جميع الجهات، وبدأت بإثارة وتضخيم الهيستيريا العسكرية على حدودها.
هيستيريا عسكرية
وقال وزير الخارجية الروسي، في ندوة اليوم الثلاثاء، تحت عنوان «الحوار من أجل المستقبل»، إن حقيقة أن الولايات المتحدة أحاطتنا بقواعدها العسكرية من جميع الجهات هي على الأرجح حقائق يعرفها أي تلميذ في المدرسة، ومع ذلك، فإن هذه الهستيريا على الحدود الروسية، تُثار باستمرار.
ومن جهة أخرى، أعربت أوكرانيا ودول غربية، عن قلقها بشأن «حشد»القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا، في الوقت التي أكدت فيه موسكو أن قواتها تتحرك داخل أراضيها ولا تمثل تهديدا لأحد.
ويؤكد الكرملين، أن موسكو «تنقل القوات داخل أراضيها ووفقا لتقديرها الخاص، وذلك لا يهدد أحدا ولا ينبغي أن يزعج أحدا».
وأوضحت موسكو، أن أي دولة لها منطقة غير مستقرة بحدودها ستتخذ الإجراءات اللازمة لضمان أمنها.
ضربة نووية
ويشير خبير روسي إلى تدريبات تجريها القاذفات الاستراتيجية الأمريكية النووية ضد روسيا، لافتا إلى تصريح وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، بأنهم يتدربون في الولايات المتحدة على توجيه ضربة نووية لروسيا من اتجاهين، وأنه في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، أجرت القاذفات الاستراتيجية الأمريكية تدريبات، نفذت خلالها هجوما متزامنا على روسيا من الشرق والغرب.
وسبق أن تحدثت وسائل الإعلام الأمريكية عن مناورات نووية في موقع الاختبار في ولاية نيفادا
وبحسب الخبير العسكري الكسندر ميخائيلوفسكي، فإن محاكاة هجوم متزامن من الغرب والشرق تتحدث عن استعداد الولايات المتحدة لتعطيل الإمكانات النووية للجيش الروسي بالكامل دفعة واحدة وتجنب احتمال تلقي ضربة جوابية.
تحدٍ مباشر لروسيا
ويؤكد الخبير الروسي، أن محاكاة ضربة نووية «أمر طبيعي» ولكنه ليس جيدا، وأن الطيران الاستراتيجي، في الولايات المتحدة وفي روسيا والصين، على سبيل المثال، يجري بانتظام تمارين حتى لا «تصدأ» المهارات ببساطة، لكن الأمر المختلف تماما هو استخدام عدد كبير من الطائرات التي تعمل من عدة اتجاهات في وقت واحد. هذا، في الحقيقة، نادرا ما يحدث.
وقال الخبير الروسي لصحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس»، من المهم هنا الأخذ في الاعتبار سياق ما يحدث، أي تفاقم علاقاتنا مع الأمريكيين، وفي هذا السياق، تعد التدريبات النووية تحديا مباشرا.
«ضربة جوابية»
وأضاف: لكن لا يزال لدى روسيا ورقة رابحة تضمن حتمية توجيهنا ضربة جوابية، الحديث يدور عن منظومات الصواريخ الاستراتيجية المتنقلة مثل Yars و Topol-M، لذا فإن ما يقوم به الأمريكيون الآن هو استعراض عضلات.
لكنهم لن يضمنوا مئة بالمئة عدم تلقيهم ضربة جوابية، وحينها سوف يتصرفون بشكل مختلف، لكن هذا لن يحدث في السنوات القريبة المقبلة.
