مقابر الأرقام.. سجون للشهداء
لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يحتجز جثامين 253 شهيدا فلسطينيا بالإضافة إلى 66 آخرين في ثلاجات الموتى استشهدوا برصاص قوات الاحتلال في ظروف مختلفة وأوقات متباعدة.
وقال عبدالناصر فروانة المختص في شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين إن “الاحتلال احتجز مئات الجثامين منذ العام 1967, لشهداء فلسطينيين وعرب، بعضهم تحرر في “صفقات التبادل” والبعض الآخر في إطار “العملية السلمية والجهود القانونية، وما زال يحتجز في مقابر الأرقام وثلاجات الموتى أكثر من (250) شهيدا”.
وأوضح فروانة أن بين الجثامين المحتجزة الآن يوجد 6 جثامين لأسرى استشهدوا داخل السجون، فيما لا يعرف حتى اللحظة مصير الأسير داوود الخطيب الذي استشهد مساء الأربعاء الماضي في سجن عوفر، حيث ما زال جثمانه لدى الاحتلال.
وأضاف فروانة “أن الاحتلال يُصر على أن يبقي مقابر الأرقام” ويجعل منها سجوناً للشهداء الفلسطينيين، في تحدي صارخ للقانون الدولي وفي ظل غياب الموقف الدولي.
وأشار فروانة إلى مصادقة “كابينيت” الاحتلال الخميس الماضي على مقترح احتجاز كافة جثامين الشهداء.
وتابع “يعني ذلك أن الجريمة مستمرة وأعداد الجثامين المحتجزة لدى الاحتلال سترتفع خلال الفترة القادمة، لافتا إلى أنه ليست هذه المرة الأولى التي تتخذ فيها حكومة الاحتلال أو الجهات العليا في دولة الاحتلال قرارا مثل ذلك”.
ووجه رسالة للإسرائيليين قائلا”: إن دولة تخاف الشهداء بعد موتهم، وتخاف الأموات في قبورهم وتحت التراب، لا يمكن أن تهزم شعب ما زال يُقاوم المحتل ويقدم الشهداء والأسرى على مذابح الحرية”.
وأكد أن احتجاز جثامين الشهداء منذ العام 1967 لم يدفع الشعب الفلسطيني إلى التخلي عن حقوقه ووقف مسيرته النضالية.
وشدد أن الإصرار على الاستمرار في احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين، بقرار أو بدون قرار، لن يقود إلى تراجع المقاومة الفلسطينية عن مواقفها الثابتة بخصوص الجنود المأسورين في غزة وعلى حكومة الاحتلال أن تتعلم من دروس الماضي، وأن تختصر الوقت والزمن في تعاملها مع المقاومة الفلسطينية وتعاطيها مع صفقة التبادل.
وقال “مع ذلك من حق العائلات أن يلقوا على أبنائهم الشهداء نظرة الوداع الأخير، وأن يدفنوهم في مقابر مؤهلة لذلك ووفقا للشريعة الاسلامية. هذا حقهم وهذا ما ينص عليه القانون الدولي”.
واعتبر أن احتجاز جثامين الشهداء واحدة من أكبر وأبشع الجرائم الأخلاقية والإنسانية والدينية والقانونية التي تقترفها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين بشكل علني ومتعمد وفي إطار سياسة منظمة منذ العام 1967.
ودعا فروانة إلى تكثيف العمل ومضاعفته الجهد لفضح القرار الاسرائيلي وسياسة احتجاز الجثامين، والتحرك الجاد على المستويين السياسي والقانوني من أجل الافراج عن “الأسرى الموتى” من “سجون المقابر”.
وطالب فصائل المقاومة الفلسطينية بادراج هذا المطلب ضمن أية صفقة تبادل قادمة، دون أن يكون ذلك على حساب الأسرى الأحياء.. فالأولوية وبدون شك للأسرى الأحياء.
