يبدو أن الخيار الوحيد المتاح، في المغرب، اللجوء لانتخابات تشريعية مبكرة، بعد تعثر مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، بعد أكثر من أربعة أشهر، على انتخابات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2016
وكشف عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية المكلف، أنه ينتظر عودة العاهل المغربي من زيارته التي يقوم بها لعدد من الدول الأفريقية ليخبره بمصير مشاورات تشكيل حكومته، ولم يستبعد إجراء انتخابات مبكرة.. وتابع بنكيران “أنا بصراحة أنتظر رجوع جلالة الملك، لأنه حينها، إما أن تكون لي حكومة لأرفعها له، أو لا تكون لأقولها له”
ويؤكد “بنكيران” أن المشهد السياسي لن يبقى كما هو الآن إلى الأبد، ولابد من حل،..مضيفا أنه “قد نعيد الانتخابات، رغم أننا قلنا إننا لا نريد الإعادة، لأن الانتخابات هي لحظة مخاض صعب”
رئيس الحكومة المكلق “بنكيران” يرى أن هناك أسئلة ثقيلة تطرح اليوم، مرتبطة بالدستور الذي يقول إن الحكومة يترأسها الحزب الأول، وقد اختار الملك محمد السادس، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لرئاسة الحكومة، في قراءة ديموقراطية عالية للنص الدستوري، ثم يحاول البعض الوقوف في وجه كل هذا، فهذا يعني أن الأحزاب الأخرى لا تبالي بالديموقراطية ولا تبالي بأصوات الناخبين !!
كان العاهل المغربي الملك محمد السادس، قد عين في 10 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، بنكيران، رئيسا للحكومة، وكلفه بتشكيل حكومة جديدة، عقب تصدر حزب العدالة والتنمية الانتخابات البرلمانية التي جرت في 7 من الشهر ذاته.. ولا ينص الدستور المغربي صراحة على ما يتم إجراؤه في حال فشل الحزب الفائز في تشكيل الحكومة، كذلك لم يحدد مهلة زمنية معينة لتشكيلها من الشخص المكلف بذلك.
المشهد السياسي في المغرب، أقرب إلى “السريالية” بحسب تعبير بنكيران، ولا يمكن “أن يذهب الملك لتفريج كربات بعض الشعوب الأفريقية ونهين شعبنا” .. هكذا وصف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، حالة “البلوكاج” أو حالة الانسداد التي تعيشها مشاورات تشكيل الحكومة، بعد تشبث عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار بضم الاتحاد الاشتراكي للحكومة، وهو ما يرفضه تماما وبشكل قاطع حزب العدالة والتنمية.
وتؤكد الدوائر السياسية في الرباط، أن زعيم جزب العدالة والتنمية “عبد الإله بنكيران” قد استنفذ الوقت المناسب لتشكيل الحكومة، ولم يستطع التوصل إلى توافق مع القوى السياسية، مع تعنت كل طرف على مواقفه وشروطه، ولم يعد أمامه سوى إعادة “ملف التكليف” للملك ، وفي هذه الحالة المرتقبة فإن الملك سيدعو لانتخابات تشريعية مبكرة، وهو ما يتوقعه “بنكيران”
الحل الثاني، وهو مستبعد، ان يكلف الملك محمد السادس، أمين عام الحزب التالي في الانتخابات الماضية، وهو حزب الأصالة والمعاصرة “العدو اللدود ” لحزب العدالة والتنمية، ونظرا لتلك الحساسيات يلجأ القصر لإعادة الانتخابات التشريعية
