كشف خبير عسكري لـ «الغد»، عن إحياء مبادرة الرئيس السيسيي لتشكيل قوة عربية مشتركة، بعد أن قطع رؤساء أركان الجيوش العربية شوطا كبيرا في دراسة مشروع البروتوكول الاختياري لإنشاء القوة المشتركة، والذي يتضمن مهام هذه القوة، والموازنة الخاصة بها، وتشكيلها ، والهيكل التنظيمي والإداري لها.
وقال الخبير العسكري، اللواء محمود عبد اللطيف، إن ما تناولته الصحف الأمريكية، عن مقترح الإدارة الأمريكية الجديدة، باستضافة مصر لما أطلقت عليه “ناتو عربي” في صورة تحالفات عسكرية بين الدول العربية، ليس بجديد، ولكنه سبق أن طرحه الرئيس السيسي في قمة شرم الشيخ السادسة والعشرين في 28 مارس / آذار 2015 بتشكيل قوة عربية مشتركة، لحماية وصيانة الأمن القومي العربي، في مواجهة الإرهاب والتدخلات الخارجية، وحل الأزمات العربية.
وأوضح الخبير العسكري، في تصريحاته للغد، أن قمة شرم الشيخ، أقرت تشكيل القوة العربية المشتركة، وعقد رؤساء أركان الجيوش العربية اجتماعا بمقر الجامعة العربية، يوم الأربعاء 22 إبريل 2015 ، لتفعيل قرار القمة العربية، وشدد رؤساء الأركان على أهمية تشكيل هذه القوة لتمكين الدول العربية من التعامل بفاعلية مع التحديات الراهنة والاستجابة الفورية لمعالجة الأزمات التي تنشب في المنطقة، وأن الهدف من تشكيل هذه القوة هو القيام بعمليات التدخل السريع التي تهدف إلى توظيف هذه القوة لمنع نشوب النزاعات وإدارتها، وإيجاد التسويات اللازمة لها، وكيفية استخدامها بما يحفظ استقرار الدول العربية وسلامة أراضيها واستقلالها وسيادتها.
وأضاف : لقد حدث تراجع من قبل دولتين عربيتين، تحت تأثير رفض إدارة “أوباما” ومخاوف إسرائيلية، وخشية البعض من دور الجيش المصري في المنطقة العربية، باعتباره القوة الأكبر والأولى التي تستطيع تنفيذ كافة المهام بكفاءة واقتدار كبيرين، أي أن الدور الرئيسي والفاعل سيكون لمصر، ومن هنا تم تجميد الخطوات ، رغم قرار رؤساء أركان الجيوش العربية، في 22 إبريل 2015 دعوة فريق رفيع المستوى للعمل تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء لبحث آليات تشكيل القوة العربية المشتركة، وعلى أن يقوم الفريق بعقد اجتماعه خلال الأسابيع القليلة المقبلة، على أن تعرض نتائج أعماله على اجتماع مقبل لرؤساء أركان الجيوش للدول العربية الأعضاء بالجامعة العربية
وبالفعل عقد رؤساء أركان الجيوش العربية، اجتماعهم الثاني يوم الأحد 24 مايو 2015، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية لدراسة مشروع البروتوكول الاختياري لإنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة، والذي يتضمن مهام هذه القوة، والموازنة الخاصة بها، وتشكيلها ، والهيكل التنظيمي والإداري لها، ولكن في اللحظة الأخيرة، توقفت الاجتماعات !
ويرى الخبير العسكري، أن الموقف تغير مع إدارة الرئيس الأمريكي “ترامب” وسياسته للقضاء على الإرهاب، والإشارة إلى قوة عربية لمكافحة الإرهاب، أي أن الولايات المتحدة تدعم مبادرة تشكيل القوة العربية، بصرف النظر عن مسمى “الناتو العربي” ولذلك من المتوقع إعادة طرح مشروع تشكيل قوة عربية مشتركة ، أمام القمة العربية الثامنة والعشرين، المقرر عقدها فى الأردن 29 مارس / آذار المقبل، في إطار إطلاق مبادرة أمنية عربية تشترك فيها الدول العربية لوضع استراتيجية مشتركة لمواجهة الإرهاب.
وأضاف: ان مهام القوة العربية المشتركة، هي كما أعلنها سابقا الرئيس السيسي، المساهمة في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة الأمة العربية، وانها ليست موجهة ضد أحد، وهي تنطلق من مرجعيات عربية عديدة، بدءا من معاهدة الدفاع العربي المشترك، وميثاق الجامعة العربية، بالإضافة إلى الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب .
