أحمد المصري يكتب: بيت الطاعة القطري وحركة حماس

درج فقهاء السياسة على تعريفها بأنها “فن الممكن، وهذا صحيح جدا في حدود التعريف المعقول والنظري لما يحكم قوانين الشد والجذب في العلاقات الدولية، لكن فن الممكن لم يعد صالحا في عالمنا اليوم الذي تشابكت فيه المصالح إلى حد التعقيد الشديد، لتصبح السياسة عند البعض التلون قدر الإمكان، بما يمكن تسميته مجازا سياسة الحرباء للفصول الأربعة.

وهذا بالضبط ما تمارسه قطر ـ وقد توهمت أنها عظمى ـ فصارت تلعب مع واشنطن في الساحات الخلفية بعيدا عن العيون ضمن منطق المناورات المتجددة من أجل البقاء.

مؤخرا، تم إدراج رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قائمة العقوبات الأمريكية، ولست من معجبي السيد هنية ولا كل مكتبه ولا حتى من مؤيدي حماس التي أراها ذراعا ملتويا للإخوان المسلمين، لكن ما أراه في تلك الحالة ان قطر ومن خلال التواصل الخلفي عبر قنوات عدة مع واشنطن تلعب الآن لعبة ترويض حماس بمكتبها الجديد بما يتوافق مع رؤيتها التي لا تتغير بالسيطرة على كل تيارات الإسلام السياسي بمنطق المافيا الإيطالية لتظل هي العراب الوحيد للجميع.

إن الإشارات السياسية التي أصدرها مكتب حماس السياسي الجديد، أوحت أنه خارج عن مدارات الأقمار القطرية ويتفلت من نطاق جاذبية كوكب الغاز القطري، وهو ما استلزم على ما يبدو أن يتم ترويض المكتب بالتعاون مع الأمريكان ضمن ذات اللعبة القديمة، فلا يجد هنية امامه وقد تمت محاصرته الا الدوحة ملاذا ككل الهاربين والمارقين، وقد وجدوا في أرض الدوحة أرض الميعاد والخلاص والتخطيط للمؤامرات.

لقد اقتنعت قطر بدورها الشيطاني، والمؤسف انها استطاعت تضليل واشنطن مرة أخرى بضرورة استخدام التيارات الإسلامية كأدوات سيطرة، رغم ما أثبتته التجارب وبالنار والدم ان تلك الأدوات لا سيطرة عليها إذا انفلتت، وأنها وبال وباب من أبواب الجحيم إذا انفتحت.

قد يقول قائل إن إدراج اسم هنية لا يؤثر كثيرا على شخصه، وهذا كلام خاطيء، فالسيد هنية يعلم أن أول الرقص حنجلة، وأن إدراج اسمه ليس إلا قنبلة تحذير دخانية معنونة من قطر بطابع بريد أمريكي، ورسالة حازمة ومختصرة مفادها أن الحوار الاستراتيجي الأمريكي ـ القطري قائم على تفاهمات أولها عدم خروج حماس عن بيت الطاعة القطري، تحسبا لأي ترتيبات قد تمليها واشنطن على المنطقة طيا لصفحة القضية الفلسطينية، وليس أفضل من قطر لتنفيذ المهمات السرية المغلفة بطابع إسلامي منعا لاعتراض أحد.

يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة، كشف أكثر من مرة إن قطر لا تؤيد التقارب بين حماس ومصر، خاصة في جهود ملف المصالحة، وذلك بعدما حاولت الدوحة التدخل في هذا الملف دون أن تكلل مساعيها بالنجاح.

ولم تخفي الدوحة، التي تلمز بين الحين والآخر عبر صحافتها الصفراء، إلى استيائها الكبير عندما التقى السنوار بالقيادي الفلسطيني محمد دحلان في القاهرة، كما ان العلاقات بين حماس وتركيا ـ الحليف الأكبر للدوحة ـ لم تكن على ما يرام في الفترة الأخيرة حيث أن تفاهمات حركة حماس الأخيرة مع الدولة المصرية أزعجت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ولم تتورع الدوحة عن قطع الأموال عن حماس للضغط على الحركة لإفشال المصالحة الفلسطينية، فحج مسؤولوها الى واشنطن لمحاولة بيع الوهم لادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانهم عرابو ترويض الحركة، وانهم مستعدون لتمرير الصفقة وإعطائها حتى الصبغة الدينية أيضا.

نعم أيها السادة..
فلننتبه جيدا في الأيام القادمة لكل ما يصدر عن الدوحة، فليس كل ما يلمع ذهبا.

*كاتب وصحفي مقيم في لندن

للتواصل: qudsuk@gmail.com

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]