أحمد المصري يكتب: ضرورة خلق رؤية أمن قومي في معسكر الاعتدال محورها فلسطين

من داخل ذات الخندق، خندق الاعتدال، أتحفظ على الهدوء في محور الاعتدال القائم الآن، فرغم إيماني بالخطر الإيراني ذو المنطلقات القومية لدى طهران والمتخمة دوما بمطامع لا حدود لها تحت عمامة الولي الفقيه، إلا ان ترك عجلة القيادة انفرادية في يد الحاكم بأمر الله في البيت الأبيض لقيادة المنطقة قد يؤدي بنا إلى التهلكة في كل ترتيبات الإقليم الذي أرى فيه طاقة أمل لإعادة ترتيبه عربيا لكن ضمن رؤية واقعية أيضا.

إن مواجهة مزايدات من يحلو لهم إن يرفعوا شعارات ثورية إسلاموية ويسارية وقومية لم تفد القضية ولا أصحابها على مدار 70 عاما، لخطف القضية الفلسطينية وعرضها في مزادات السمسرة الدولية لا تكون دوما ناجحة بالخطاب الواقعي، ولا بد من مواجهتها بذات الشراسة لا في المزايدات التي يتقنها هؤلاء، بل بالحق الذي هو في صف كل عربي مؤمن بأن جوهر النزاع في الشرق الأوسط هو القضية الفلسطينية.

لا يمكن ترك القضية للفلسطينيين وحدهم، والقول لهم اذهبوا أنتم واتفاقياتكم وحدكم قاتلوا، فهذا إسقاط للقضية في الفراغ الذي تتأهب قوى الراديكالية الإسلاموية بشقيها الإخواني – التركي والإيراني لتلقفها بسهولة وإعادة إنتاج شعبيتها على حساب المنطق لتخطف القضية الفلسطينية.

لا أحد أولى بالقضية من العرب، وإعادة إحياء القضية بدفع عربي هو مطلب سياسي براجماتي مهم، لدفع كل ما يتبع ذلك من تداعيات في الشرق الأوسط.

لا يعقل أن يتم ترك القضية الفلسطينية لتصبح قميص “عثمان” الذي ترفعه الدوحة أو أنقرة غطاءا لتسريب الإخوان من جديد تحت جلد الأمة العربية، ولا يمكن في المقابل ان يكون المنطق ترك القضية ذخيرة حية تلقمها طهران قذائف حية من المزايدات على العالم العربي.

علينا أن نطرح سؤالا استراتيجيا أمام تغول الراديكالية الإسلاموية بشقيها في الخطاب الجماهيري، ونمارس سياسة المطالبة بما هو حق لنا، في قيادة تلك الجماهير نحو حقوقها بالعقلانية والاعتدال، الاعتدال هو الواقعية في عالم تحكمه علاقات دولية، وليس الاعتدال بالمعنى الخاطيء الدارج بالانبطاح كما يدعي علينا هؤلاء.

والآن، ومع إعلان الرئيس الأمريكي ترامب الإثنين (18\12) وثيقته لرؤية الأمن القومي (أمريكا أولا) والمكونة من 68 صفحة، والتي تحتوي على فقرة تعتبر الأخطر ليس على القضية الفلسطينية فقط، ولكن على الشرق الأوسط برمته وربما العالم، تعتبر أن “التهديدات التي تشكلها المنظمات الإرهابية الجهادية والتهديد الذي تشكله إيران، هو السبب الأساس لكل مشاكل المنطقة”، وأن العديد من دول المنطقة تجد اليوم وبشكل متزايد مصالح مشتركة مع إسرائيل في مواجهة هذه التهديدات المشتركة.

إن الضغط السياسي والدبلوماسي واستخدام كل قنوات الحوار المؤثرة والتي تملك السعودية والإمارات، وربما الأردن، إذا توقف عن التهديد بنقل البندقية إلى الكتف التركي والإيراني، منها الكثير في واشنطن والغرب صارت ضرورة ملحة أن يتم تفعيلها لتغيير بعض سياسات واشنطن لصالح معسكر الاعتدال، والسكوت يجعل واشنطن تنزلق أكثر وأكثر نحو المعسكر المتطرف في إسرائيل.

نعم، فلتكن هناك محورية إقليمية جديدة، تقول لا للتطرف، التطرف كله بكل هوياته، وتلك فرصة تاريخية يجب أن لا يفوتها معسكر الاعتدال.

فليضع هذا المعسكر وثيقة سياسات ورؤية للأمن القومي، تكون شاملة ومنصفة وعادلة، وتعيد القضية الفلسطينية إلى حضنها العربي بدلا من تركها في فراغ التطرف.

*كاتب وصحفي مقيم في لندن

للتواصل مع الكاتب: quduk@gmail.com

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]